داعش ومحاولاته الفاشلة لبناء دولة الخلافة
وقال التنظيم في بيان نشرته مواقع مؤيدة له، إن “هذه التفجيرات تأتي ردا على ما تقوم به الميليشيات الشيعية التي وصفها (بالصفوية) في العراق والشام من قتل وتعذيب وتهجير لأهل السنة وذبح للأطفال والنساء”.
واعلن مصدر في الشرطة العراقية إن 28 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 50 شخصا في ثلاثة تفجيرات استهدفت تجمعا انتخابيا لتنظيم (عصائب أهل الحق)، شرقي بغداد.
وتزامنت التفجيرات في بغداد مع الهزائم المنكرة لتنظيم داعش في سوريا وتحالف عدد كبير من التنظيمات التي تقاتل في سوريا ضد داعش من اجل اجتثاثه وطرده من هذا البلد.
وكان تنظيم داعش قد تعرض الى هجوم كبير من جانب الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام في سوريا، نظرا لان التنظيم حاول السيطرة على مراكز هامة في الشرق السوري وطرد تلك الجماعات منها في الوقت الذي تحصل تلك الجماعات على دعم مالي وتسليحي من تركيا والسعودية وقطر والغرب والولايات المتحدة.
وكانت السعودية قد اعلنت تنظيم داعش ضمن مجموعة المنظمات الارهابية التي اعتبرتها تنظيمات يجب محاربتها. وقد اعلنت تنظيمات في سوريا بانها تحارب تنظيم داعش وتريد القضاء عليه واجتثاثه نظرا لما يقوم به من جرائم ضد المواطنين وضد الجماعات المقاتلة التي يختلف معها.
والدولة الإسلامية في العراق والشام تنظيم ارهابي مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، في العراق وسوريا. زعيم هذا التنظيم هو “أبو بكر البغدادي”.
بدأ البغدادي بتكوين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة وتم اختيار “أبا عمر” زعيما له وبعدها تبنى العديد من العمليات داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبوبكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، و أعلن أبوبكر البغدادي دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام ويسيطر أفراد هذا التنظيم حاليا على قسم من مدينة الفلوجة العراقية منذ أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014.
تنظيم داعش الذي حظي بدعم تركيا والسعودية وقطر، ها هو يهدد الاتراك بهدم ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية.
وقد اعلنت تركيا اخيرا بأنها عزّزت تواجدها العسكري علي الحدود مع سوريا، وتحديدًا في المناطق القريبة من بلدة “جيلان بينار” التابعة لمدينة أورفا جنوب البلاد، وذلك ردًّا على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لضريح “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية.
فقد رفع الجيش التركي من جاهزية الجنود المناوبين على الحدود البرية إلى الحالة القصوى، كما قام بإرسال تعزيزات عسكرية من دبابات ومدرعات وجنود إلى الكتيبة الحدودية المتمركزة في بلدة جيلان بينار التي لا تبعد سوى 35 كيلومترًا عن منطقة “قرة قوزاق” التي تضمّ ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية.
كما لوحظ في الفترة الأخيرة تحليق لطائرات الهليوكبتر التركية في المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى استعداد وجاهزية 12 دبابة للتدخل السريع في حال اندلاع أي اشتباكات محتملة مع عناصر “داعش”.
واليوم يخوض تنظيم داعش قتالا ضاريا على جبهتين في سوريا ضد جماعات مقاتلة من اجل البقاء وعدم فقده مواقعة التي يسيطر عليها بفعل استخدام القوة ضد مناوئيه. كما انه يخوض قتالا في غرب العراق ضد الجيش العراقي وقوات الامن العراقية من اجل السيطرة على محافظة الانبار واعلان دولة الخلافة هناك.
داعش يحاول عن طريق استخدام التهديد والقوة واستخدام السيارات المفخخة التأثير على نتائج الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العراق يوم 30 نيسان – ابريل الجاري وهو يهدد العراقيين لكي لا يشاركوا في الانتخابات وان تفشل العملية الانتخابية.
والسؤال المطروح هو هل ان هذا التنظيم الارهابي الذي هزم في سوريا وتكبد الخسائر الكبيرة في افراده وقياداته، سينجح في العراق في مواجهة القوات العراقية وهل سيتمكن من بناء ما يسمى بالدولة الاسلامية على ارض الرافدين؟