الخلافات السعودیة القطریة متجذرة یصعب حلها
فی المقابل تری قطر أن نجاحها فی المنطقة مرهونا ببقاء جماعة الاخوان المسلمین و إشتداد عودهم فی البلاد التی یتواجدون فیها خاصة مصر باعتبارها منطلق هذه الجماعة العالمیة.
و انطلاقا من هذه الخلافات یبدوا أن قطر اصبحت ترسل رسائل نحو إیران أنها ترید تنمیة علاقاتها مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، لکن هناک الکثیر ممن یشکک فی هذه الرسائل من قبل قطر و یعتقد أنها مناورة سیاسیة الغرض منها إرباک سیاسة السعودیة لیس أکثر. لهذا لا یمکن ألقول أن قطر ترید حقاً من خلال هذه الإشارات التی ترسلها لإیران بناء علاقات قویة و قریبة مع طهران.
من جهة اخری لا یمکن حصر الخلافات القطریة السعودیة فی إطار خلافاتهما تجاه قضیة جماعة الاخوان المسلمین فحسب، إنما تتجاوز هذه الخلافات تلک الحدود لتصل لعدة مواضیع اخری من بینها الخلافات فی ما یخص تأسیس مجلس تعاون الدول العربیة فی الخلیج الفارسی والازمة السوریة و کذلک الخلافات بین هذین الدولتین فی ما یخص نمط التعامل مع إیران، فضلا عن الخلافات الاخری التی وصلت لساحات المنافسات الریاضیة.
فی سیاق متصل أدت السیاسات الأمریکیة فی تعاملاتها مع دولة قطر خاصة نقل القاعدة العسکریة الأمریکیة الی هذه الدولة و کذلک تأسیس عدة أحیاء جامعیة فی الاراضی القطریة من قبل الولایات المتحدة الامریکیة، أدت هذه السیاسات الأمریکیة الی أن تصبح قطر تتصور نفسها أوسع بکثیر من حجمها الحقیقی. و لهذا نری الیوم کیف تقف قطر بوجه الریاض فی العدید من الساحات.
کذلک تمکنت قطر من خلال أموالها الطائلة التی تجنی معظمها إثر مبیعاتها النفطیة، أن تتصدی الی الکثیر من خطط السعودیة فی المنطقة وافشال هذه المخططات، حیث أدی ذلک فی رفع نسبة غضب الریاض تجاه سیاسات دولة قطر.
من جهة ثانیة یعتبر المراقبون أن الضعف و الشیخوخة التی أصابت السعودیة خاصة فی الاعوام الماضیة و تفشی الخلافات داخل اسرة آل سعود قد ساهمت بشکل کبیر فی تراجع دور السعودیة أمام قطر مما زاد ذلک رقعة الخلافات بین الجانبین اکثر من أی زمن مضی.