السعودية تدعم الارهاب في الخارج وتحاربه في الداخل
شاكر كسرائي
السعودية تقف على رأس الدول الخليجية التي تدعم الارهابيين في جميع أنحاء العالم. وهي مولت الارهابيين من كل الجنسيات وأرسلتهم الى سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية للقتال ضد النظام السوري ومن اجل تخريب البلد على رؤوس شعبها.
ويأتي الدعم السعودي للارهابيين متناقضا مع الإجراءات التي تتخذها لمكافحة ما يسمى بالإرهاب في داخل البلاد. وهي تدرك جيدا ان من يزرع الريح سوف يحصد العاصفة ومن يمول الارهابيين لابد ان يتلقى آثار تمويله على وضعه الداخلي، حيث ان عددا كبيرا من الشباب السعودي توجه بتوجيه من رجال الدعوة السلفية الحكوميين الى سوريا للقتال وقد قتل عدد كبير من هؤلاء الشباب المغرر بهم، ونقلت جنائزهم الى الاراضي السعودية.
وكان الكاتب السعودي داوود الشريان قد شن في برنامجه “الثامنة” على قناة “ام بي سي” هجوما شرسا على بعض الدعاة السعوديين “ابطال التنوير” متهما اياهم بالزج بالشباب السعوديين في الحرب في سورية، وخص بالذكر الشيخ محمد العريفي، وسلمان العودة وسعد البريك، وقال “انتم من غرر بابنائنا ويجب ان تحاسبون ويحاسبكم المجتمع”.
وقال “ارحمونا واتقوا الله فينا، ولا واحد من أبناءكم ذهب للحرب، ألستم تقولون بأنها الجنة، اذهبوا إليها ونحن وراءكم”. وانتقد الشريان الشيخ عدنان العرعور “الذي يطبل لهم” وتساءل “كيف اتى العرور الى البلد” ومن الذي اتى به؟ وكيف للقنوات الدينية ان تستضيفه؟”. واختتم هجومه الصاعق بالقول “لن نسكت ما دام ابناؤنا يموتون في حرب كافرة”.
والنظام السعودي يخشى الان عودة السعوديين الذين قاتلوا في سوريا الى بلادهم خوفا من التحاقهم بالجماعات الارهابية المسلحة في الداخل لمهاجمة مقرات النظام.
وقد اعلن النظام السعودي قبل ايام عن اعتقال 62 شخصاً يُشتبه بأنهم من متشددي تنظيم “القاعدة” وأن لهم صلات بمتشددين في سوريا واليمن، مضيفا انهم كانوا يخططون لشن هجمات على أهداف حكومية وأجنبية في المملكة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية نبأ الاعتقالات قائلاً إن “نتيجة التحقيقات والمتابعة الأمنية تظهر انتشاراً واسعاً لهذه الشبكة ووجود صلات لها مع عناصر متشددة في سوريا واليمن. وتم القبض على 62 مشتبهاً بوجود صلات لهم مع الخلية الارهابية المكتشفة بينهم فلسطيني ويمني وباكستاني والباقون كلهم سعوديون.”
وكانت السعودية قد فشلت في اسقاط النظام السوري رغم تقديمها المال والسلاح والمساعدات اللوجستية للجماعات المقاتلة في سوريا. وكان ابرز دليل على فشل السعودية في سياستها تجاه سوريا استقالة أو إقالة مدير المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان وذلك بعد فشله أو خسارته النقاش المتعلق بأولويات الأمن السعودي. وتم تعيين الأمير محمد بن نايف خلفا له لإدارة الملف السوري.
رغم الدعم المالي والتسليحي واللوجستي السعودي الخليجي للمسلحين في سوريا فان نتائج المعارك تشير الى فشل السياسة السعودية وهزيمة المسلحين في المعارك، وهذا ما يغضب القادة السعوديين الذين كانوا يتمنون سقوط نظام الاسد خلال الشهر وها هو بشار الاسد يخرج الي شوارع دمشق ويلتقي المواطنين ويريد المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كيف سيكون رد فعل السعوديين والخليجيين على هزائم مسلحيهم في مختلف مناطق سوريا وهل سيعيد السعوديون والخليجيون النظر في سياساتهم تجاه سوريا التي اظهرت للمرة الالف فشلها .
في آراء