التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

صعود نجم الرواية العراقية 

ثقافه – الرأي –
محمد رشيد السعيدي
 
في السنوات العشر الأخيرة ظهر عدد كبير من الروايات في العراق، ولكن ظروف نشرها وتوزيعها لم تكن ملائمة دائما. فقد نشر بعض الروائيين على حسابهم الخاص، وفي مطابع (استنساخ) أو في دور نشر ليست عضوا في اتحاد الناشرين العرب، فظلوا خارج إطار المنافسات العربية.
جيل مطلع الألفية الثالثة
وفي ذلك الكم الكبير، ومما وقع بين يدي، ثمة عدد ليس قليلا من الروايات القادرة على المنافسة عربيا.. بل يمكن القول بولادة جيل روائي عراقي جديد هو جيل مطلع الألفية الثالثة، أو جيل ما بعد التغيير. لا على أساس الحصر الزمني، أو الارتباط بالتحول السياسي فحسب، بل بوجود حساسية روائية مختلفة عن تلك التي شهدتها عقود الرواية العراقية منذ الربع الأول من القرن العشرين. فقد تناولت روايات هذه الحقبة موضوعات لم تتناول في الحقب السابقة، أهمها الهوية، وإرهاصات وآليات ونتاجات الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي العراقي طوال نصف قرن، مما لم يكن يتحدث عنه بمثل هذه الحرية.
وحسب نظريات نشوء الرواية فإنها ترتبط بالتطور السياسي والاقتصادي، بالحرية والمدنية، وبتطور المبادرات الفردية، في المجتمعات عموما. فالرواية – كما نعلم جميعا – ليست انفعالا مثل الشعر، بل هي دراسة وبحث وتخطيط وتأمل، هي صناعة عالم مترامي الأطراف، مبني على التوازن، وتساوي الرؤية والاهتمام من قبل الكاتب. ويحتاج هذا الى مقومات اجتماعية واقتصادية مدنية ليبرالية وحرية تعبير.
عصر الرواية
إن جائزة البوكر العربية وجائزة نجيب محفوظ وجائزة الطيب صالح للرواية، وجوائز العويس والشارقة ودبي في عموم الفنون الأدبية وفي الرواية أيضا، عوامل تشجيع مهمة لإنتاج رواية عربية تتنافس عالميا، من خلال حيازتها على سمة تميزها – حسب محمد خضير – عن سواها من الروايات العالمية، وتكون سببا في انتشارها. فبعد مرور ربع قرن على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، لم يفز روائي عربي آخر بالجائزة، مما يجعلنا نسأل لماذا؟ وعلينا أن نجد الجواب، بعد دراسة متأنية، وصدق وصراحة مع الذات. الرواية الآن شعر الدنيا.. ولأن العرب أمة شعر لم تأخذ الرواية لدينا من الاهتمام ما أخذته لدى كثير من أمم العالم المتحضر.
لا بأس بأن يبقى الشعر هوية ثقافية للعرب، وللعراقيين خاصة، بموازاة ذلك نولي الرواية ما تستحق من الاهتمام ؛ ولا أرى في ذلك أي تأثير سلبي بين الجنسين على بعضهما الآخر.
جائزة عراقية للرواية
لو تكون لكل فضائية عراقية ساعة شهرية عن الرواية، لو يكون لدينا على الشبكة العنكبوتية موقع أو أكثر متخصص بالرواية، لو يكون لنادي السرد في اتحاد أدباء العراق منهاج فصلي معلن، مهتم بتغطية الحراك الروائي العراقي، بالتنسيق مع دور النشر مثلا، أو مع الروائيين.. ومع اتحادات المحافظات، التي مازالت على الهامش. لو تكون لدينا في العراق جائزة سنوية للرواية، ذات مردود مالي مشجع؟!
إن فوز (فرانكشتاين في بغداد) هو فوز للرواية العراقية التي ظلت بعيدة عن الأضواء وعن الانتشار، لأسباب غير ذاتية دائما.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق