التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

إرهاب داعش والقاعدة.. صراع مفتوح في قلب الشرق الأوسط 

  عندما يتحدث القادة والخبراء الأمنيين عن عودة كبيرة للقاعدة وأذرعها، وانتشارها في العديد من دول الشرق الأوسط، ويذكرون بالخصوص سوريا والعراق ولبنان واليمن، يعزون الأسباب الى عدة عوامل جيوسياسية إستراتجية، ساهمت بشكل واخر في عودة التنظيمات المتطرفة بقوة الى ممارسة اعمالها المسلحة على مناطق واسعة من هذه الدول.

وفي الوقت الذي تكافح فيه الحكومة العراقية المسلحين من تنظيمات القاعدة وداعش وفصائل أخرى متطرفة، ما زالت هذه التنظيمات تسيطر على بعض المناطق مهمة في العراق، وخاصة محافظة الانبار والموصل وديالى وصلاح الدين، وتلجأ الى العديد من الممارسات التي تحد فيها بصراحة الدولة العراقية وكل أجهزتها الأمنية، من خلال قطع المياه والسيطرة على السدود واحتلال المدن والقيام بغزوات استهدفت تحرير السجون لتحرير مقاتليهم، إضافة الى العمليات الانتحارية التي طالت المدنيين والعسكريين، وأصبحت جزء من الحياة اليومية في العراق.

وقد تحدث الكثير من القادة الامنيون عن عدم تمكنهم من حسم المعركة في العراق ضد الإرهاب، لوجود الكثير من النواقص في المعدات العسكرية والدعم اللوجستي والاستخباري، إضافة الى نقص الطيران وعد اعتماد التقنيات الحديثة فيتامين الحدود التي تعتبر المصدر الأساسي لدخول الإرهابيين القادمين من سوريا.

وقد كانت سيطرة المسلحين على مدن ومقاطعات واسعة في سوريا، وحصولهم على مختلف أنواع الأسلحة والدعم المالي المقدم من دول إقليمية، سببا اخر في تفاقم ازمة الإرهاب وانتشار هذه الفصائل واندماجها للقتال في أكثر من جبهة، سيما في العراق وسوريا.

فيما ساهم الاحتقان الطائفي بين المسلمين، في دخول لبنان على خط المواجهة، بعد ان تدخلت “السعودية وإيران” في المواجهة المباشرة في سوريا من خلال اذرعها القتالية، لتنتقل حمى الطائفية الى لبنان من خلال كتائب عبد الله عزام وفصائل جهادية أخرى، وجدت لها ارضا خصبة في دولة تعاني من التقسيمات الطائفية والصراعات الاثنية منذ زمن بعيد.

ان تداخل خطوط المواجهة، ودخول العامل الديني، والصراعات الإقليمية، انعكست على تنامي قدرة تنظيم القاعدة وفصائله المختلفة للعودة بقوة من جديد، خصوصاً وان التنظيمات المتطرفة تستفيد كثيراً من التناقضات لتقتنص حالة الضعف التي تمر بها الدول ومجتمعاتها.

تجدد قوة القاعدة

في سياق متصل وفي السادس من فبراير شباط قاد البريطاني الباكستاني المولد عبد الواحد مجيد شاحنة ملغومة وفجرها في هجوم انتحاري استهدف سجنا في سوريا، وبدا هذا وكأنه حلقة من حلقات عودة هجمات أحدثت تحولا مقلقا في أسلوب عمليات الجهاديين على ساحات الاقتتال الطائفي في سوريا والعراق، ويقول مسؤولو أمن ومخابرات أمريكيون وبريطانيون إن كثيرا من هذه الهجمات نفذها أجانب جاءوا من أجزاء مختلفة من المنطقة ومن أوروبا.

وقال ويل مكانتس الخبير في مؤسسة بروكنجز للأبحاث في واشنطن إنه إذا امتدت الحرب في سوريا مع هذه الزيادة السريعة في عدد المقاتلين الأجانب “فسيتجاوز عدد المقاتلين بكثير ذلك العدد الذي رأيناه في أفغانستان”، ويقدر مسؤولو الأمن عدد الأجانب الذين ينشطون في البلدين بالآلاف.

ويعمل معظم هؤلاء مع الدولة الإسلامية في العراق والشام -وهي جماعة متشددة انبثقت عن جماعة كانت تستلهم نهج القاعدة- ومع جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وأحد أقوى فصائل المقاتلين في سوريا، وقال مسؤولون أمريكيون إن معدل التفجيرات الانتحارية في العراق العام الماضي زاد بقوة وعاد لمستويات لم تحدث منذ عام 2007.

وأشار المسؤولون إلى أنهم لا يملكون بيانات دقيقة عن عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في أحداث العنف، لكن في مارس آذار وأبريل نيسان وحدهما نفذ ما لا يقل عن 14 تونسيا يقاتلون إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام هجمات انتحارية في أماكن مختلفة بالعراق وفقا لما كتب على مواقع اجتماعية مرتبطة بالجماعة وتتابعها السلطات الأمريكية والأوروبية.

وقال ليث الخوري المحلل بمجموعة فلاشبوينت بارتنرز التي تتابع مواقع المتشددين على الإنترنت إن هذا يمثل حوالي نصف إجمالي عدد الأجانب الذين نفذوا هجمات انتحارية خلال هذين الشهرين، وكان بين الانتحاريين الآخرين في العراق خلال مارس آذار وأبريل نيسان مقاتلون من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو أحد أخطر أجنحة القاعدة ويتركز الجانب الأكبر من نشاطه في اليمن، وقال الخوري إن كثيرين منهم قدموا فيما يبدو من السعودية وليبيا ومصر والمغرب والأردن، وذكرت الجماعة أن مواطنا من الدنمرك وآخر من طاجيكستان فجرا نفسيهما أيضا.

خلال ذروة الاقتتال الطائفي الذي شهده العراق عامي 2006 و2007 شاعت التفجيرات الانتحارية التي كان الأجانب يمثلون النسبة الأكبر من منفذيها، وبعد أن أحدثت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في قواتها عام 2007 تراجعت الهجمات كما انحسر العنف الطائفي بصفة عامة.

والآن تعاود هجمات المتشددين الظهور بقوة في العراق حيث تسعى الدولة الإسلامية في العراق والشام لفرض رؤية متشددة للشريعة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها السنة، أما في سوريا فقد اتخذ الصراع بعدا إقليميا واجتذب إليه مقاتلين أجانب بعد قليل من تفجر انتفاضة شعبية على حكم الرئيس بشار الأسد عام 2011 وكان معظم المشاركين فيها من السنة، وجعلت إيران (القوة الشيعية الرئيسية) والسعودية (ذات الفكر الوهابي الذي يستلهمه الجهاديون) من سوريا خط مواجهة في المعركة الشيعية السنية على بسط النفوذ في العالم العربي.

وتدفق مقاتلون سنة من الخارج على سوريا للقتال إلى جانب قوات المعارضة السنية في حين أقبل شيعة من العراق ولبنان للانضمام لقوات الأسد، وقال عدد من مسؤولي الأمن الأمريكيين والأوروبيين إن مقاتلين يتدفقون من السعودية والبحرين واليمن والكويت وتونس وليبيا ومصر والمغرب والأردن ودول عربية أخرى ومن البوسنة والشيشان وباكستان وأفغانستان ودول غربية.

ومع استخدام الأسد لقوة نيران كاملة مع مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون للأسلحة المتطورة مال الميزان العسكري في غير صالح المعارضين العام الماضي مما دفع المقاتلين الأجانب لتنفيذ هجمات انتحارية لتعويض جانب من الخسائر على ساحة المعركة.

المتحدثون بالإنجليزية يلعبون دورا بارزا بين المقاتلين الأجانب، وتقدر مصادر أمنية بريطانية أن 400 مواطن بريطاني على الأقل شاركوا في الصراع السوري وأن أرض المعركة كان بها دوما ما يصل إلى 25 مواطنا بريطانيا في ذات الوقت والأوان، ويظهر تسجيل مصور للانتحاري البريطاني شاحنة معدة بإتقان للانفجار، وعلى مقربة وقف شخص -قال المحققون إنه مجيد- يتحدث إلى رفاق آخرين فيما يبدو. بحسب رويترز.

ورغم أنه لا يظهر في التسجيل وهو يقود الشاحنة ويصطدم بها في السجن يعتقد المحققون أنه هو الذي قادها وأن شريط الفيديو حقيقي، ويقول مسؤولو مخابرات أمريكيون إن عددا من الكنديين والأمريكيين ربما يقل عن مئة انضم أيضا لفصائل متشددة في سوريا، ويقدرون عدد الأمريكيين الذين شاركوا في الصراع بأنه “عشرات”.

وفي تقرير صدر في 23 أبريل نيسان ذكر جهاز المخابرات الهولندي أنه يعلم أن مواطنين هولنديين نفذا هجومين انتحاريين في العام الماضي أثناء قتالهما مع عناصر متشددة، وقال مسؤول أمن أوروبي إن أحدهما فجر نفسه في سوريا والآخر في العراق، وذكر مسؤول أوروبي آخر أن هناك اعتقادا بمشاركة مواطن ألماني أو اثنين في هجمات انتحارية في الآونة الأخيرة.

مضاعفة الجهود

الى ذلك قال أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إن خوض الدولة الإسلامية في العراق والشام القتال في الحرب السورية تسبب في “كارثة سياسية لأهل الشام” وحث الجماعة على العودة للعراق ومضاعفة جهودها فيه، وحاول الظواهري كثيرا إنهاء القتال بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

وذكر الظواهري في كلمة مصورة ترجمها موقع (سايت) لمراقبة المواقع الإسلامية على الانترنت إنه لو كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام امتثلت لقراره بعدم المشاركة في الصراع السوري و”تفرغوا للعراق الذي يحتاج لأضعاف مجهودهم، فأحسب أنهم كانوا سيجنبون المسلمين ذلك السيل من الدماء” الذي سببه الاقتتال بين الإسلاميين المتشددين.

وانضمت الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الصراع في سوريا العام الماضي وأعلنت من جانب واحد توليها القيادة من جبهة النصرة التي حازت على إعجاب الكثير من مقاتلي المعارضة السورية لبأسها في القتال.

وتولى الظواهري زعامة التنظيم المتشدد بعد مقتل أسامة بن لادن في مايو أيار 2011 واتهم زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي بإثارة فتنة وقال إن الجماعة قدمت الانقسام “على طبق من ذهب” للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الظواهري إنه يجب على البغدادي التفرغ للعراق ومضاعفة الجهود فيه لمواجهة حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، وكانت الولايات المتحدة قالت إن مركز التنظيم في القاعدة بباكستان بقيادة الظواهري تراجع كثيرا لكن أجنحته في افريقيا والشرق الأوسط أصبحت أكثر استقلالا وعدوانية.

كتائب عبد الله عزام

من جهتها وبعد ان أعلنت كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن هجوم استهدف المركز الثقافي الإيراني في بيروت في 19 فبراير شباط وأدى إلى مقتل ثمانية أشخاص في منطقة تتمتع فيها جماعة حزب الله بتأييد قوي، لكن في بيان غير معتاد نشر على مواقع إسلامية وعلى حساب الجماعة على تويتر قالت كتائب عبد الله عزام إن “المخطط كان ان يحدث الانفجاران في مكان لا يصل منه عصف الانفجار إلى الطريق العام حتى لا يتضرر أحد من المارة”.

وأضافت “عمليات كتائب عبد الله عزام لا تستهدف عامة الشيعة ولا غيرهم من الطوائف ونشدد دائما على الاستشهاديين ان يحتاطوا وأن يحبطوا العملية إذا ظنوا أنه قد يقتل فيها غير المستهدفين”، وقالت ان الخطأ جاء نتيجة “خلل غير مقصود”.

ويشهد لبنان تصاعدا في أعمال العنف المرتبطة بالصراع السوري الذي حصد أرواح أكثر من 140 الف شخص خلال السنوات الثلاث الماضية واجبر ملايين الاشخاص على الفرار من منازلهم منهم مليون تقريبا فروا إلى لبنان.

وأخذ الصراع طابعا طائفيا على نحو متزايد، فقد أرسلت جماعة حزب الله مقاتلين لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية في حين ان السواد الاعظم من مقاتلي المعارضة من السنة ومنهم كثير من الإسلاميين المتشددين بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة. بحسب رويترز.

وكانت كتائب عبد الله عزام أعلنت أيضا مسؤوليتها عن هجوم نوفمبر تشرين الثاني الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، وأعلنت جماعة تصف نفسها بفرع لبنان في جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا مسؤوليتها ايضا عن هجمات انتحارية في مناطق شيعية بلبنان منها عدة تفجيرات في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وقالت كتائب عبد الله عزام في بيانها انها تختار “أهدافا مشروعة” لإيران وحزب الله لكنها اتهمت ايضا حزب الله باستخدام المدنيين “دروعا بشرية”، وأضافت “نؤكد لأهلنا أهل السنة وطوائف لبنان كافة أن حربنا هي مع حزب إيران (حزب الله) وأن أهدافنا هي مصالحه ومراكزه العسكرية والأمنية والسياسية في لبنان وخارجه وهي أهداف مشروعة”.

تامين الحدود

فيما يسعى العراق جهده لأحكام السيطرة على حدوده مع سوريا بعد أن استعاد مقاتلو القاعدة الذين يسعون لإقامة دولة إسلامية عبر الحدود قوتهم، ونشرت الحكومة العراقية قواتها وأسلحة أمريكية وروسية جديدة لقطع خطوط إمداد المقاتلين عبر الحدود أملا في وضع حد لهذا التهديد. لكنها وجدت المهمة شبه مستحيلة كما وجدتها القوات الأمريكية من قبل.

ولا تتوقف الصعوبات عند الصراع في سوريا الذي أجج التوتر الطائفي في انحاء المنطقة والطبيعة الجغرافية الموحشة لحدود تمتد في الصحراء 600 كيلومتر وتسهل تسلل المهربين والمقاتلين.

فمن بينها كذلك الروابط العشائرية الممتدة عبر الحدود حيث يرسل العراقيون بشكل منتظم المواد الغذائية والامدادات والأسلحة إلى اقاربهم السوريين الذين يتحملون وطأة الحرب هناك، ويقول العراق إن الإسلاميين السنة يتحركون ذهابا وإيابا من سوريا خلال الصراع.

ويمانع بعض أهالي المنطقة مثلهم مثل القبائل الصحراوية في أماكن أخرى في الاعتراف حتى بالحدود الدولية، ولعل أهم الصعوبات يكمن في العداء السياسي والطائفي الذي يكنه سكان محافظة الانبار السنة للحكومة المركزية بقيادة الشيعة ويضعف سلطتها هناك، وقال مصطفى علاني وهو محلل عراقي في مركز ابحاث الخليج “لا يمكن السيطرة على هذا الجزء من الحدود العراقية” مشيرا إلى الانبار ومحافظة نينوى التي تجاورها من الشمال، وأضاف “حتى الأمريكيين لم يتمكنوا من ذلك” في إشارة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق من 2003 إلى 2011.

وسيطر المسلحون المرتبطون بالقاعدة على مدينتي الفلوجة والرمادي في الأنبار في اول يناير كانون الثاني مستغلين الاستياء المنتشر بين السنة لما يعتبرونه سوء معاملة من قبل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، واستعادت الحكومة السيطرة على الرمادي بعد ذلك.

ويحاول المالكي كسب دعم العشائر للقضاء على أحدث تنظيم للقاعدة في العراق وسوريا وهو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي ساهم صعوده في عودة العنف إلى أعلى مستوياته في خمسة اعوام على الاقل.

وتبدو مهمته معقدة على نحو غير معهود حيث ان الدولة الإسلامية في العراق والشام التي اعلنت تشكيلها في عام 2013 من جماعات كانت موجودة من قبل تنشط على جانبي الحدود وتقاتل الحكومتين العراقية والسورية. بحسب رويترز.

وقال المالكي إن قوات حرس الحدود العراقية نجحت في الحد من دخول مقاتلي القاعدة والأسلحة والمهربين، لكنه قال ان العراق لم يتمكن حتى الان من اغلاق جميع النقاط التي يتسللون منها بسبب الظروف البيئية والجغرافية الصعبة.

وأضاف ان هناك ايضا بعض المدن الحدودية نصفها عراقي ونصفها الاخر سوري وعشائرها مرتبطة اسريا فهم ابناء عمومة، وتضم الأنبار ثلث اراضي العراق وتقع على الحدود مع سوريا والسعودية والأردن ولذا يمثل أي خلل في السيطرة على حدودها نقطة ضعف مهمة.

وكتب برايان فيشمان من مركز مكافحة الارهاب وهو وحدة ابحاث في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت “توسع الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا، يتيح مجالا هائلا للتجنيد والتدريب وجمع الأموال بوسائل تمكن الجماعة من تأجيج التوتر الطائفي في العراق واستغلاله”.

ورسمت الحدود السورية العراقية في العشرينات عندما شكل الاستعماران الفرنسي والبريطاني الدولتين من بقايا الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد مرور حوالي قرن ما زال جانب كبير من تلك الحدود مجرد خط على الخريطة، وعلى تلك الحدود معبران رئيسيان احدهما في الأنبار والاخر في نينوى شمال غربي مدينة الموصل، وتتولى القوات العراقية حراستهما وهما محصنان بالجدران الواقية والاسلاك الشائكة وابراج المراقبة.

لكن كثيرا من المواقع العراقية الصغيرة الواقعة بين المعبرين تتألف من مبنى صغير ذي طابق واحد وبرج مراقبة ولا تضم الا قرابة ستة من افراد الأمن، وقد يفصل بين الموقع والاخر منها ما يقرب من عشرة كيلومترات وقال مسؤولون أمنيون ان افراد الحراسة بها ليسوا مسلحين سوى بأسلحة خفيفة ومركبة عسكرية واحدة، وأضافوا ان حرس الحدود هناك يفتقرون للمعدات اللازمة لمراقبة الحدود على نحو ملائم.

ولا يحرس الحدود في الأنبار عادة سوى بضعة الاف من الحراس وهي تتألف في أغلبها من مساحات مفتوحة من الصحراء والشجيرات وهو ما يتيح لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام الوصول بسهولة إلى القواعد الخلفية في سوريا.

وساهمت منحدرات التلال والكهوف المستترة والممرات في جعل المنطقة ملاذا للمهربين على مدى أجيال واستغل المسلحون ذلك في الآونة الأخيرة، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 اصبحت الحدود مثارا للتوتر مع تنامي التمرد السني ضد القوات الأمريكية، وكثيرا ما اتهم العراق والولايات المتحدة سوريا بالسماح للمسلحين بعبور الحدود وهو اتهام نفته دمشق.

ولا يشك أحد في أن المقاتلين السنة يتدفقون عبر جانبي الحدود حاليا، وتوجه بعض العراقيين الشيعة إلى سوريا أيضا للقتال في صفوف القوات الحكومية ضد المعارضة، وقال المالكي إن حكومته حظرت تدخل العراقيين في سوريا، وتابع “نحن نرفض ان ندخل على خط الازمة (السورية) قطعا، لا تجهيز ولا تسليح ولا مقاتلين”.

وتقول مصادر أمنية عراقية ان منطقة الحدود تضم مجموعة كبيرة من الكهوف والأودية التي يمتد العديد منها عشرات الكيلومترات عبر الحدود ويستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في اقامة معسكرات تدريب وكأماكن للمعيشة ومخازن للأسلحة.

وبدأت الحكومة العراقية عملية اطلقت عليها اسم المطرقة الحديدية في 23 ديسمبر كانون الأول لمحاولة قطع خطوط الاتصال بين الدولة الإسلامية في العراق والشام في كل من العراق وسوريا بعد ان انتاب بغداد القلق من خطر امتداد الحرب السورية للعراق، وقال مسؤول امني كبير في بغداد “نريد أن نفصل بين الجبهتين لان كلا منهما تغذي الاخرى”.

واستخدمت القوات العراقية طائرات هليكوبتر روسية طراز مي-35 للمرة الاولى وكذلك طائرات حربية وصواريخ هيلفاير أمريكية حصل عليها العراق بعد زيارة المالكي لواشنطن في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال المسؤول الأمني “عندما نقطع مصادر التمويل والدعم عن القاعدة من خلال اغلاق الطريق من العراق إلى سوريا ستكون قد انتهت في سوريا وكذلك في العراق”، ويقول ضباط بالجيش العراقي ان الاسلحة الجديدة بالإضافة إلى صور الاقمار الصناعية وغيرها من المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة منحتهم قدرات جديدة لضرب عدو كان يصعب الوصول اليه.

وقال المالكي “بعد الحكمة التي استخدمها العراق في معالجة هذه الظاهرة كان هناك بعض التوقف (التردد) من قبل الجانب الامريكي ازاء تزويدنا بهذه الاسلحة الخفيفة والثقيلة، حتى الذين كانوا يعارضون تسليح العراق بحجج عندما اتضح لهم حكمة التصرف العراقي الان اندفع الجميع، الكونجرس والادارة الامريكية، وطلبوا منا القائمة بالأسلحة التي نحتاجها لمعالجة العصابات الارهابية وتنظيمات القاعدة”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق