التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أبي يركض وراء قطيع الأحلام لمحمد الكريم 

ثقافة ـ الرأي ـ

بين الواقع والسريالزم يكتب الشباب تجاربهم

زيد الشهيد

تكاد تكون مغامرة تلك التي يسلك فيها كاتب درباً مصمما على الوصول لنهايته. وأكاد أحس برهبة حين أتابع تجربة جديدة لشاب يدخل ميدان الكتابة، واضعاً يدي على قلبي خشية أن تكون تلك التجربة مفتاحاً للفشل، لاسيما حين يكون الكاتب المعني قريباً منك. لكن متابعة ما قدّم وملاحقة ما أحسبه مغامرة سرعان ما تتبدد فأجد نفسي عند مُجرٍّب واثق الخطوة، ومتقدم باتزان.

بوح واقتصاد لغوي
أسوق هذه الرؤية وأنا أدخل عالم القاص الشاب محمد الكريم بين دفتي كتاب حمل عنوان ( أبي يركض وراء قطيع الأحلام) ومجموعة قصص كان عنوان الغلاف مستلا من بين عناوينها. وثمة بوح بكلمات معدودة تقول ( ثمة ثقب صغير في رأسي يسرب أفكاري على الورق) وحسبي ان هذه فاتحة تواصل المتلقي مع المؤلف. تواصل يُنبىءب”سريالزم” تفشيها النصوص القصيرة التي أجدها قصصاً قصيرة جداً . وهي تجربة بكر تتوازى مع تجارب يخوضها شباب وجدوا في هذا النوع السردي مُعبّراً لحياة يعيشون تفاصيلها ويرون فيها بياناً يمثلهم في وقت تراجع القصة الطويلة أو القصيرة.

كوابيس

يدخل القاص محمد الكريم إلى ميدان القص من باب السريالية التي تتمثل لافتتها الأولى بالكوابيس. فالسارد في عديد النصوص واقع تحت تأثير كوابيس تفتك بهدوئه وتنقله إلى عالم الخوف والتهجس.(( أغمض عينيَّ لحظات– لربما أنا الآن في كابوس أبيض يزورني الصباح بغتةً .. أطلق انفاسي الحارة على وجه الوسادة– يا إلهي، أبي ما زال يحرس الكراسي– أغمض عيني ثانية باحثاً عن كابوسمختبي في جفنيَّ.)) :13..(( أنا حمار وأراهم يبيعونني بثمن رخيص. وآخر يذبحونه فائضاً عن الحاجة ولحمه غذاء لأسود الأغنياء.)) :32 (( ماذا لو استيقظت وعرفت أنني في كابوس؟ والسجن والتعذيب كلها مجرد وشوشات لصقت في عقلي الباطن قبل أن أنام)):82.. (( أنت وبكل صراحة ازدواجي الشخصية، وتنظر إلى الدنيا من جهة ضيقة وتعامل الناس بطبقية.)) :90.

كاتب موهوب

وتتعدى سريالية الكاتب إلى التعامل مع الآخر.. فالكاتب في نظر الكثيرين حالم. والحلم حين يغدو سلوكاً يحمل صاحبه

إلى مدارات السريالية. والسريالية بمعناها المفرداتي القاموسي شيء فوق الواقع. لذلك كانت قصة (صمت) تعبير عن ضجر الآخر من الحالم، خصوصاً اذا كان كاتباً.

• يؤلمني فمي.. قلت.

• بدأ ينمو سن العقل.. قالت زميلتي بفرح عارم. وأضافت:

• يا الله ! يعني راح أتصير عاقل وتبطّل كتابة القصص:100

ان قراءة المجموعة والانتهاء منها تفصح عن دخول كاتب موهوب دنيا الكتابة، وإدراك واع بفن القص متسلحاً بلغة تساعده على التعبير والتصوير بنجاح؛ ووعد بقراءة نصوص مهمة ومؤثرة.. إن محمد الكريم سارد استطاع بتجربته الأولى هذه أن يحفر على صوان السرد العراقي اسمه بنجاح وتميز

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق