التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

العراق وكابوس داعش.. حرب مفتوحة أمام إرهاب منظم يحمل أجندات خارجية 

في حدث استثنائي مفاجئ يهدد بكارثة أمنية كبرى سقطت محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود إقليم كردستان والمحاذية لسوريا خلال ساعات بأيدي التنظيم الجهادي الأفظع في العراق وسوريا المعروف باسم داعش، ويمثل سقوط ثاني اكبر مدن العراق بأيدي المجاميع الإرهابية حلقة جديدة في مسلسل الانهيار الأمني في البلاد المتواصل منذ أكثر من عام، والذي تغذيه الخلافات السياسية والنزاع في سوريا المجاورة.

إذ يرى بعض المحللين أن احتلال الموصل من لدن تنظيم داعش قد يشعل حرب مفتوحة أمام ارهاب منظم، تقف خلفه جهات مخططة ومنفذة، لديها أجندة محددة عنوانها الأساسي ضرب الدولة وإشعال الفتنة بين العراقيين.

ويجمع هؤلاء المحللين على مختلف توجهاتهم ومشاربهم، يوم دخل مقاتلو ما يسمى بـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى مدينة سامراء لم يكِ بالعمل العسكري العشوائي وغير المنظم  فقد ظهرت خلفيات هذا اليوم مع سيطرة “داعش” على مدينة الموصل شمال البلاد وعلى مساحات شاسعة من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين.

وهو ما يقدم لنا عدة مؤشرات هامة حول أهم الأسباب الداخلية والخارجية التي تقف وراء هذا الانهيار الأمني الكبير، إذ يعزو الكثير من المحللين هذا الانهيار الخطير الى فساد المؤسسة العسكرية وضعف جهازي الاستخبارات والمخابرات العراقية، وهذا ما يوحي بأن المؤسسة العسكرية غير متماسكة، في حين تضع الخلافات السياسية الداخلية والصراعات المستدامة بين السياسيين الكثير من العقبات أمام تحسن الأمن خاصةً في الآونة الأخيرة، بينما لم يستبعد البعض نظرية المؤامرة وخيانة الوطنية من قبل بعض القادة العسكريين والسياسيين وما يدعم هذه النظرية دليل الانقلابات العسكرية الكثيرة في الحياة السياسية من تاريخ العراق الحديث.

في حين يرى بعض المحللين أن التطورات الامنية المتسارعة مع سيل من الشائعات والأنباء المتضاربة، توحي بمعركة خطيرة وحساسة، التي تغذيها حرب الشائعات وحرب التصريحات بين الإطراف المتخاصمة اعلاميا وهو ما اضعف الروح المعنوية للجيش العراق.

بينما تلعب الحسابات والتدخلات الإقليمية دورا كبيرا في هذا المجال، من خلال تحويل أزمات تلك الدول وتداولها داخل العراق، لكي تبعد الأزمات عنها، كون اغلب الدول تعيش نفس الهواجس والتحديات، على الصعيد الامني ومجالات اخرى ايضا، غير أنها تسيطر على تلك التحديات لامتلاكها مؤسسات عسكرية متماسكة ومنظمة، فيما يرى معظم المحللين ان تنظيم داعش مدعوم من لدن بعض الدول الإقليمية الساعي لأضعف العراق بكافة السبل، وما يدعم هذا الرأي تصريح جوزيف بايدن بأن بريمر لا يمزح عندما قال سنة 2005 انهم يريدون تقسيم العراق وان هذا البلد ضمن لعبة دولية.

وعلى الصعيد ذاته يرى بعض الخبراء العسكريين ان قوة داعش تعتمد على منظومة ادراية محترفة وامدادات لوجستية متواصلة، بمعنى وجود قادة عسكرين متمرسين وذي خبرة سابقة بإدارة الحروب يشرفون عليهم، ارجّح انهم من فلول النظام السابق، اذ لا يمكن لقتلة فطريين من قيادة هذا العدد الهائل من الإرهابيين والذي يعادل تكوين فرقتين مشاة زائد لواء، السؤال الذي لابد من الإجابة عليه؟ ان هذا العدد المفزع لا يمكن تحشيده خلال فترة وجيزة، ترى كم سيحتاج العراق من قوات عسكرية مدربة حتى نتمكن من ازاحة الدواعش من الموصل اذا ما اجتاح مدن أخرى في ظل هذا التخبط السياسي بين قادة العراق السياسيين والعسكرين؟!. خصوصا وان حرب المدن اكثر تعقيدا من الحرب في ارض مكشوفة.

ومن وجهة نظر باحثين ومراقبين لا يبدو أن الجيش العراقي بعد أكثر من ثلاث سنوات على انسحاب القوات الأمريكية في وضع أفضل، وهم يرون أن القوات العراقية التي دربتها وسلحتها واشنطن وأنفقت عليها ما يقارب الخمسة والعشرين مليار دولار ويتجاوز قوامها المليون عنصر أمني غير قادرة على مواجهة حرب منظمة تقودها جماعات مثل “داعش” تسيطر على الأرض وبدت مؤخرا وكأنها تنفذ عملياتها كجيش نظامي.

غير أن مسؤولين عراقيين يدافعون عن أداء الجيش العراقي ويقولون إنه يحارب في ظروف بالغة التعقيد وفي ظل ضعف تسليح واضح وتأخر في إمداد واشنطن له بأسلحة تم الاتفاق عليها إضافة إلى حالة عداء من قبل عدة قوى اقليمية محيطة.

وضمن اطار احدث تساءل بعض المحللين عما إذا كانت أمريكا ستضطر إلى التدخل من جديد في العراق، خاصة بعد تصريحات واشنطن التي قالت إنها تؤيد ردا قويا لصد عدوان داعش، خصوصا وأن ما حدث في الموصل، قد يغير السياسات في منطقة الشرق الأوسط، إذ أيقظ العالم، وجعله ينتبه إلى أن تنظيما تابعا للقاعدة بسط سيطرته على جزء كبير من شمال العراق وسوريا، كل هذه العوامل والمكاسب العسكرية “لداعش” الفتية تؤكد أنها باتت الرقم الصعب في معادلة المنطقة. ومن المرجح أن تخلط هذه المكاسب أوراق القوى الإقليمية والدولية كما تحالفاتها القائمة في المدى المنظور، ذلك فضلا عن خلط أوراق تنظيم “القاعدة” الذي بات يُعتبر مترهلا.

بينما يرى محللون آخرون أن الوضع الامني في العراق صعب لكن الخروج من هذا المأزق يحتاج أولاً إلى رؤية، ثم سياسات وآليات تنفيذية. وأن  هذه المرحلة من تاريخ العراق تحتاج إلى شخوص غير تقليديين لأنها في مرحلة غير تقليدية، وعليه فإن غليان الازمات وتكاثرها، تثير قلقا شديدا في نفوس الشعب العراقي، ليصبح عدم الاستقرار هاجسا مرعبا لهم، فهو يضع مستقبل العراق خلف قضبان الإرهاب.

داعش تغزو كركوك وصلاح الدين والموصل كانت هدف إستراتيجي

فقد شهدت مدينة الموصل وتخومها هجمات عديدة لمقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ذلك منذ عادوا إلى المدن العراقية مطلع العام الحالي. لكن الموصل مدينة كبيرة بمواردها وبعدد سكانها الذي يتجاوز المليونين، وهي كانت تُعتبر نقطة ثقل مهمة للحكم العراقي ولقواته المسلحة. ذلك لأهمية المدينة الإستراتيجية وموقعها المتاخم لمناطق الحكم الذاتي الكردية والتي ليست دائما على تناغم مع الحكم القائم في بغداد لأسباب عديدة ومتعددة لا مجال للغوص فيها الآن، ففي المدينة ثكنات ومراكز عديدة لقوات الجيش والشرطة العراقية كما مطارها يشمل قاعدة دفاع جوي وقاعدة لسلاح الجو قوامها طائرات نفاثة ومروحيات حربية ومخازن ذخيرة من الأكبر في العراق. بحسب فرانس برس.

لكن المعركة التي أدت إلى سيطرة “داعش” على مفاصل المدينة، بدأت فعلا، أي تزامنا مع معركة سامراء التي دامت ساعات قليلة سيطر خلالها مقاتلو “داعش” على المدينة قبل أن ينسحبوا كما دخلوا. وبدأ القتال في الموصل عبر عدد من الضربات الموضعية والتي تبين أنها أتت لجس نبض واستقصاء جهوزية القوات الحكومية المدافعة ووضعها تحت اختبار النار. إلا أن ما فات الكثيرين هو العدد الكبير للعمليات التي حصلت في المدينة وعلى تخومها خلال الأشهر الفائتة والتي لم تكن إلا تحضيرا وتمهيدا لما حصل البارحة.

وبحسب فرانس برس التي قالت تواصلنا مع أحد المقربين من “داعش” الذين واكبوا معارك سامراء كما عملية السيطرة على الموصل، لتبيان الحقيقة الميدانية لهذا الهجوم ومبتغاه. فأكد لنا مصدرنا أن “عملية الدخول إلى المدينة حصلت من عدة محاور حيث بدأ مقاتلو “داعش” انتشارهم في عدد من أحياء المدينة على جانبها الأيمن وسيطروا على حواجز ومقرات الجيش والشرطة دون مقاومة تذكر، وما لبثوا أن سيطروا على كامل المنطقة مانعين أي مساندة للقوات الحكومية من دخول هذه الأحياء من الشطر الآخر. ما أدى إلى قصف هذه الأحياء من قبل القوات الحكومية المتواجدة على الضفة الأخرى، وسقط بسبب هذا القصف عدد من الضحايا المدنيين”.

وبحسب فرانس برس التي قالت لدى سؤالنا عما تم تداوله عن تدخل لقوات “البشمركة” الكردية في الموصل أكد مصدرها أن “قوة منها دخلت فعلا المدينة قبل أن تبسط داعش سيطرتها على شطريّها”، إلا أنه عاد وأكد أن “هذا التدخل كان فقط لسحب عدد من الوجهاء الأكراد ولإخلاء مراكز حزبية كردية، وقد دخلوا في 250 عربة عسكرية وساهموا أيضا بسحب عدد من المسؤولين ومن الضباط والعسكريين الذين فروا تاركين سلاحهم وراءهم.

ثم سألت فرانس برس، مصدرها عما شاع حول تحرير السجناء، فأكد أنه “قد تم فعلا تحرير عدد من السجون أهمها بادوش وسجن مكافحة الإرهاب، وبين السجناء والموقوفين كان يوجد عدد من النساء اللواتي تم تحريرهن أيضا، إلا أنه يوجد بعض المبالغة فيما يخص انخراط جميع من تم تحريرهم بالقتال في صف الدولة الإسلامية”.

صناعة الرعب

الرعب الذي تزرعه في نفوس مناوئيها والإرهاب ليسا سلاح “الدولة الإسلامية” الوحيد كما يُخيّل للبعض، فلقد برهن القيمون عليها ومنذ أولى أيام السيطرة على الفلوجة، منذ خمسة أشهر، أنهم أخذوا العبر من التجربة الماضية. فلم تحصر “داعش” اهتمامها بالجانب العسكري، بل ومدت يدها لأعداء وخصوم الأمس من أبناء العشائر السنية. وبذلك أخرجوا شباب العشائر عن القيادات التقليدية التي كانت عماد الصحوات، وهذا ما يتجلى كل يوم أينما حطت المعارك رحالها. بحسب فرانس برس.

فضلا عن ذلك، فقد برهنت “داعش” عن قدرتها على إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتها وهذا ما تجلى في مدينتي الرقة وفي الفلوجة على وجه الخصوص. والأهم معنويا وسياسيا يكمن في محو الحدود بين سوريا والعراق وإزالة السواتر الترابية المتبقية مساء البارحة، ما أن سيطر مقاتلو “الدولة الإسلامية” على منطقة ربيعة الحدودية. بذلك بات للدولة الإسلامية موارد لا محدودة وعابرة للحدود، إن كان عبر المصافي وحقول النفط أو عبر جمع الزكاة كما حصل في الحسكة مؤخرا، فضلا عن الموارد العسكرية والبشرية، ما يؤمن لها اكتفاء ذاتيا ومقومات دولة حقيقية. ومن الواضح أن “الدولة الإسلامية” لن تتوقف عند حدود المحافظات ولا البلدان فالعمليات ما زالت قائمة في الأنبار وصلاح الدين حيث دخل جهاديوها إلى باجي وتكريت وهم يسيطرون الآن على عدد من أحياء المدينة ووردنا أنهم ألقوا القبض على محافظ صلاح الدين.

على الصعيد نفسه أفاد مصدر في الجيش العراقي أن “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” قد نجح في السيطرة على ناحيتي الصينية وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين العراقية بعد أن سيطر في نفس اليوم على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية إضافة إلى مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق والواقعة شمال البلاد.

سيطر مقاتلون من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا، على ناحيتي الصينية وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين العراقية، وفقا لمصدر في الجيش ولمسؤول محلي.

وقال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش لوكالة فرانس برس إن ناحية الصينية الواقعة على بعد نحو عشرة كلم غرب بيجي (200 كلم شمال بغداد) “سقطت بيد مسلحي داعش بعد انسحاب الفوج الخامس من شرطة الطوارئ”، وأعلن في وقت لاحق مدير ناحية سليمان بيك (175 كلم شمال بغداد) سليمان البياتي لفرانس برس أن الناحية “باتت في أيدي مقاتلي داعش بعد اشتباكات خاضوها مع عناصر من الشرطة عند حدود الناحية”.

وقد تمكن مقاتلو ما يسمى تنظيم داعش من السيطرة أيضا على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، حسبما أفاد مسؤول في الشرطة، وجاءت سيطرة هؤلاء المقاتلين على المناطق الواقعة إلى الغرب والجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، مركز المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها، سيطر المسلحون “على الأبنية الحكومية والأمنية في قضاء الحويجة” غرب كركوك وسرعان ما احتلوا نواحي النواب والرياض والعباسي الواقعة غرب كركوك، وناحيتي الرشاد وينكجا جنوب المدينة.

داعش تهديد للشرق الأوسط

من جهتها عبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد بعد سيطرة مقاتلي ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ومناطق في محافظة كركوك في شمال العراق واعتبرتهم تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل وأكدت أنها تؤيد “ردا قويا لصد هذا العدوان”.

وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بمسلحي داعش “بأقسى العبارات”، ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من المسؤولين إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة “القضايا العالقة” وضمان الحكم “بما فيه مصلحة جميع العراقيين”. بحسب فرانس برس.

ومن ناحيتها قالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان “يجب أن يكون واضحا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تمثل تهديدا ليس فقط لاستقرار العراق ولكن كذلك لاستقرار كامل المنطقة”، وأكدت أن واشنطن تؤيد “ردا قويا لصد هذا العدوان”. وأكد البنتاغون من جهته أنه “يراقب من كثب” التطورات على الأرض مع استبعاده أي عمل عسكري أمريكي، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الأميرال جون كيربي “نحن على اتصال بالمسؤولين العراقيين، ولكن في نهاية المطاف على الحكومة والقوات العراقية أن تواجها” هذا الوضع

وكانت محافظة نينوى العراقية وعاصمتها الموصل  قد سقطت في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.

وكانت الولايات المتحدة سلمت القوات العراقية نحو 300 صاروخ هيلفاير إضافة إلى كمية كبيرة من ذخيرة الأسلحة الخفيفة وذخيرة الدبابات والصواريخ التي تطلق من المروحيات والرشاشات وبنادق القناصة، بحسب ايرنست.

إعلان حالة الطوارئ لمحاربة الإرهاب

في الوقت نفسه طلب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي من البرلمان إعلان حالة الطوارئ، وأعلن أن الحكومة ستسلح كل مواطن يتطوع “لدحر الإرهاب”، بعد أن سيطر متشددون إسلاميون مسلحون من السنة على معظم مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، واجتاح متشددون من الدولة الإسلامية في العراق والشام وحلفاؤهم قاعدة عسكرية وأطلقوا سراح مئات السجناء في هجوم مثير ضد الحكومة العراقية.

وأعلنت الحكومة العراقية إثر ذلك في بيان أنها ستسلح كل مواطن يتطوع “لدحر الإرهاب”، معلنة التعبئة العامة في البلاد، وذلك إثر الإعلان عن سقوط محافظة نينوى في أيدي جماعات متمردة، كما أعلن أن مجلس الوزراء اتخذ “قرارات بترسيم عمل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها وتنظيمها وإعادة رسم الخطط الأمنية”، كما أعلنت الحكومة برئاسة نوري المالكي في بيانها عن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، وعن إعادة رسم خططها الأمنية أيضا.

من جهته اقترح السيد مقتدى الصدر القائد السابق لميليشيا “جيش المهدي” تشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى “سرايا السلام”، تعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من “القوى الظلامية”. بحسب فرانس برس.

وجاء اقتراح الصدر بعدما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أمس الثلاثاء التعبئة العامة وتسليح كل من يرغب بالتطوع لمقاتلة الإرهاب إثر سقوط محافظة نينوى في أيدي مقاتلين جهاديين سنة.

وقال رئيس وزراء كردستان نيجيرفان برزاني إن المنطقة حاولت التنسيق مع السلطات الاتحادية العراقية لحماية الموصل لكن موقف بغداد جعل هذا مستحيلا، وقتل نحو 800 شخص في أعمال عنف في العراق في مايو أيار وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في شهر واحد هذا العام.

وسيعاني قادة العراق السنة من الساسة وزعماء القبائل ورجال الدين أكبر الخسائر من نمو داعش، إذ إنهم أول المستهدفين عند سيطرة الحركة المسلحة على إحدى المناطق، وتشكيل مؤسساتها الجديدة الخاصة بها، ولكن من وجهة نظر أكثر تفاؤلا، قد تفتح المصالح المشتركة بابا للحوار السياسي، ولتشكيل حكومي أسرع، مما قد يخفف التوترات بين بغداد وحكومة كردستان الاقليمية. بحسب البي بي سي.

ومن ناحية أخرى قد يعطل الخلاف الدائر بين حكومة المالكي وخصومها الأكراد والعرب، هجوم الحكومة المضاد مما سيسمح لداعش بتعزيز سيطرتها على غرب الموصل.

وإن نجحت داعش في فرض سيطرة صارمة على المدينة فستجدد نجاحها السابق في الاستيلاء على عاصمة إدارية واقتصادية في محافظة الرقة السورية.

بل في الواقع سيكون فرض داعش لسيطرتها في الموصل، التي يزيد عدد سكانها عن المليون شخص، نجاحا أكبر للحركة مما حققته في سوريا، وقد يرسل موجات من الصدمة في المنطقة.

ولهذا السبب يمكننا توقع حدوث قتال شديد في ظل استخدام الحكومة العراقية جميع مواردها – قوات عسكرية، وميليشيات محلية جديدة، وقوة جوية، ومتطوعين شيعيين من ميليشيات جنوبية، وقوات البشمركة الكردية، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي واللوجيستي من الولايات المتحدة.

إن معركة الموصل تتشكل لتصبح اختبارا حاسما للحيوية السياسية والعسكرية لدولة العراق.

إن حلا سياسيا-عسكريا مدعوما بكل فصائل العراق هو الحل الوحيد الذي سيعيد استقرار الأوضاع، ولكن من المبكر القول إن كانت الحكومة العراقية تدرك هذا الواقع.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق