“داعش” فيلق من فيالق درع الجزيرة
نبيل لطيف –
هناك فرحة عارمة لا توصف لدى المسؤولين السعوديين “للانتصارات” التي تحققها “داعش” في العراق !! ، حيث يمكن لمتابع للاعلام السعودي تلمس هذه الفرحة الهسترية وهو يرى الاعلام السعودي المرئي منه بالتحديد ، كيف تحول الى منبر اعلامي وناطق رسمي ل”داعش” حيث يمكنك ان تتابع هذه “الانتصارات” اول باول بل ويزيد عليها هذا الاعلام ، الكثير من اماني السعوديين وهي كبيرة بدورها.
الملفت ان الاعلام السعودي لا ينتظر حتى نتائج المعارك التي تخوضها “داعش” مع العراقيين ، فهي تعلن مسبقا عن انتصار “داعش” فيها وسيطرتها على بلدات مثل جلولاء والسعدية والمقدادية ، دون ان تدخل داعش فيها اصلا ، بل اوصلت عناصر داعش الى تخوم بغداد بينما كانت داعش داخل الموصل حينها ، كما جعلت من “داعش” جارا لايران ، كما يرفض هذا الاعلام كل ما يقال عن الاعدامات الجماعية لعشرات الاشخاص داخل الموصل وجرائم الاغتصاب بحق نساء وفتيات الموصل وانتحار بعضهن وجلد الشباب ، بل على العكس يسعى هذا الاعلام جاهدا الى رسم صورة غير واقعية لما يجري في الموصل حيث يؤكد ان الحياة تجري بشكل طبيعي وان الامن والامان يسودان المدينة وان الناس يشعرون انهم تحرروا من الجيش العراقي ، حتى هذا الاعلام ذهب الى ابعد من ذلك عندما يؤكد ان لا نزوح لاهالي الموصل عن المدينة ، وان كل ما حدث من حالات هروب هو خوف اهالي الموصل من انتقام وعمليات قتل قد تنفذها “قوات المالكي” وليس خوفا من “داعش”!!.
وفي محاولة منه لتعزيز الروح المعنوية والقتالية ل”داعش” ،يعمل هذا الاعلام على تكذيب كل الاخبار حتى تلك المصورة عن تحرير بعض القرى والقصبات من عصابات داعش في صلاح الدين والموصل ، ويحاول ان يثير الشكوك حولها ، بل داب منذ يوم الثلاثاء الماضي استضافة البعثيين والتكفيريين على شاشاته ، وهم يصورون الاوضاع كلها في صالح “داعش” ، ملصقين ابشع الاتهامات برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والجيش العراقي ، والملفت ايضا ان هذا الاعلام فبرك وبشكل غبي صورا وربطها باخبار لا صلة لها بالصور اصلا لاثبات قوة “داعش” وضعف الجيش العراقي ، حتى وصل الامر بها انه كان ينقل صور المتطوعين على انهم جنود عراقيون وقعوا اسرى بيد “داعش” ، بعد ان نزعوا ملابسهم العسكرية ، او انهم جنود يهربون خوفا من “داعش”!!.
لم تكن المواقف السياسية للسلطات السعودية والشخصيات السياسية العربية المدفوعة الاجر سعوديا ولا اداء وسائل الاعلام السعودية ، وفي مقدمتها قناتي “العربية” و العربية الحدث” ، وحدها تؤكد على نصرة هذا المعسكر ل”داعش” ، بل هناك وقائع اخذت تتكشف على الارض حول وجود نسبة عالية من السعوديين بين عناصر “داعش” الذين غزوا العراق ، بل ان هناك ضباطا سعوديين من درع الجزيرة بين اعضاء “داعش” ، وهو ما يجب ان توضحه السلطات السعودية للراي العام السعودي والعراقي والعربي ، بعد ان اكدت مصادر أمنية عراقية عن مقتل سعودي يحمل بطاقة هوية تتطابق مع هوية ضابط في قوات درع الجزيرة خلال قصف جوي للجيش العراقي لتجمعات “داعش” في سامراء!!.
وتشير الانباء القادمة من العراق ان هناك شواهد و وثائق متعددة سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب عن حجم التورط السعودي في تاسيس “داعش” ودعمها وتمويلها وتجهيزها والدفاع عنها اعلاميا ، ولم يعد خافيا ان “داعش” تحولت الى فيلق سعودي عابر للحدود تستخدمه السعودية في اثارة الفتن الطائفية في المناطق التي لا تدور بفلكها ، خاصة بعد ان اصبح بحكم البديهيات ، حجم الحقد الذي تكنه السلطات السعودية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، والتي اكدت في اكثر من مناسبة انها على استعداد ان تنفق كل ما في خزينتها من اجل اسقاط المالكي واعادة العراق الى ما قبل 2003.
في آراء