جلسة تضامن مع القاص كاظم الجماسي
ثقافة ـ الرأي ـ
طالب الأدباء والمثقفون العراقيون رفع الحيف والإهمال الذي يواجهه الأدباء في عموم العراق، وأكدَّ بعض الأدباء خلال الجلسة التي أقامها نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب الوقوف مع القاص كاظم الجماسي الذي وصل به المرض لكتابة مرثيته بنفسه، في الوقت الذي لم تقدم الحكومة ولا المسؤولون أي دعم لهذا الكاتب أو غيره، على حدِّ وصف الحاضرين. وأعلن القاص والروائي محمد علوان جبر الاحتجاج على الإهمال الذي يواجهه الأدباء ورحيلهم واحداً بعد الآخر.
جبر قرأ المرثية التي كتبها الجماسي وهو على فراش المرض بعد أن أبلغه الأطباء بسوء حالته، ومن فقرات هذه الوصية: “سأفتقد، الأمر الذي ينشرني وجعا منذ الآن، الشمس والهواء والنهر والشجر ومرأى الأقمار والنجوم، وكل عطفة حسن من عطفات هذه الورقاء المعطاء المسماة (الحياة
نعم، ولكن سأفتقد حضوركم أكثر.. صديقاتي أصدقائي، في البيت والمحلة والعمل والمكتبة والشارع، ليس في العراق وحده، بل عبر العالم أيضا، وليس الآن فقط بل عبر الزمن أيضا..
سأفتقد أيضا، وهو أمر بالغ الشدة علي،.. أحلامي.. ياه.. أية قلاع شاهقة شديدة التماسك عديدة الطوابق والغرف، آه.. هناك حيث غفوت، ولهوت، وضحكت وبكيت، كيما أعد العدة لأقطر ذلك كله في “كتاب” حياتي!!!الذي غدا اليوم دعابة غاية في السماجة، حيث سيبدو فصلا ساخرا، إلباس ثوب الأيام القشيب هذه الرؤى العملاقة
أجمع أمس أهل الحل والعقد من معشر الأطباء.. أن لابقاء للجماسي صديقكم، في هذه” الدنيا الفانية” سوى أيام معدودات، فالشق عريض والرقعة متصاغرة، مرضي عضال”سرطان رأس البنكرياس المتقدم” الذي كشف عنه الرنين المغناطيسي بنحو واضح، ويمتاز تداخله الجراحي بتعقيد من الدرجة الأولى ولا يتناسب ومقدراتنا الطبية المحلية، وبالتالي ليس من سبيل سوى طب الخارج المتقدم، وليس من سبيل إليه سوى المال، المال الذي فوق طاقة ظهري بكثير على احتماله
من جانبه، بعث القاص والروائي جمعة اللامي، المقيم في دولة الإمارات، رسالة للجماسي قرأها الروائي حميد الربيعي، أكد فيها أن ما قام به الجماسي “محاولة راقية، بل مغامرة شعرية، في وسط عراقي ملتبس ومعقد، بل حاد التناقض
وقدّم اللامي في رسالته ثلاثة مطالب، تتلخص بإنشاء صندوق مالي مستقل، تكون موارده من منحة مالية تقدمها الدولة، ويتم استثمار فوائدها في رعاية الأدباء والكتاب والفنانين. ومن ثم يوضع هيكل إداري وحقوقي مناسب على أساس المبادرة والتطوع الحر في إدارة عمل الصندوق، وعلى هذا الأساس، تتشكل هيئة تحضيرية ذات اختصاص وتجربة متعينة، لغرض إعادة كتابة الفكرة من نواحيها كافة..
اقتراح اللامي هذا لم يرق لبعض الحاضرين مثل الكاتب عبد العزيز لازم، الذي بيَّن أن هذا المقترح من الممكن أن يتناسب مع دولة مثل التي يعيش فيها اللامي، إلا أن “الظروف الحالية التي يمرُّ بها البلد ستبرر للسياسيين والمسؤولين الإهمال والتلكؤ في تقديم أية خدمات للأدباء، لكن الآن هناك دعوات للاعتماد على النفس أولاً وأخيراً، وعلينا أن لا ننتظر السراب الذي سيتلاشى قريباً، لهذا يجب أن نؤسس صندوقنا الخاص، عن طريق تبرع الأدباء أنفسهم بعد تأسيس صندوق خاص تشرف عليه اللجنة المالية في الاتحاد، وربما يمكننا تشكيل لجان تعمل على حث الأدباء والمهتمين بدعم هذا الصندوق والتبرع بشكل شهري أو دوري”.
ورفض الدكتور خليل إبراهيم طلب بعض الأدباء دعم صندوق لهم، متسائلاً عن الجوانب التي خرجوا بها باحتجاجات الأدباء المستمرة، مؤكداً أنهم يجب أن يحتجوا على أنفسهم أولاً، “نحن كأدباء وفنانين ومثقفين، كم عددنا، نحن الجالسين هنا في هذه القاعة والذين لم يحضروا؟ كاظم الجماسي على فراش الموت، وكثير منا على فراش الموت.. ألا يستحق هذا احتجاجاً على الذات؟ ألا يستحق ثورة على الذات؟.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق