إحباط عملية إرهابية على مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت
منذ سقوط بلدة يبرود في القلمون، آخر معقل لمسلحي المعارضة السورية على الحدود اللبنانية ـــ السورية بيد الجيش السوري وحزب الله مطلع آذار الماضي، أرخت الحواجز الأمنية على مداخل الضاحية الجنوبية قليلاً من تشدّدها في أعمال التفتيش والتدقيق، إذ تزامن تحرير بلدات القلمون مع مراقبة مشدّدة للمعابر الحدودية الشرقية غير الشرعية بين لبنان وسوريا، وانكشف جزء كبير من المنظومة الإرهابية لوجستياً وبشرياً، للمجموعات التي استهدفت الضاحية بالأعمال الإرهابية الماضية. كان لا بدّ أن يشعر أهالي الضاحية بأن خطر الإرهاب قد انحسر بعد تطورات الميدان السوري.
بيد أن العاملين على خطّ رصد وتتبّع ما تبقى من المرتبطين بتنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» و«كتائب عبد الله عزّام» في لبنان لم يهدأوا. ويقول أحد المصادر الأمنية المعنية إن «تحوّلات المعركة السورية، وانكسار مشروع الإمارة الإسلامية وامتدادها من القلمون إلى حدود الهرمل إلى طرابلس، دفع بالخلايا النائمة إلى الدخول في حالة جمود خشية انكشافها، وهي تنتظر فرصة إقليمية مؤاتية لإعادة العمل».
* رجحت المصادر أن تكون «كتائب عبدالله عزام» خلف التهديد
ماذا حصل ليل الإثنين ــ الثلاثاء إذاً؟ تقول المصادر إن «عملاً إرهابياً كان يجري إعداده في الأيام الماضية، ويستهدف إحداث صدمة كبيرة على المستوى اللبناني، عبر تنفيذ تفجيرات متزامنة في مستشفيات ثلاثة» في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي حين تتكتّم المصادر عن شكل الهجومات وآلية كشفها، تؤكّد مصادر معنية أخرى أن «الجهة المسؤولة عن العمل هي كتائب عبدالله عزّام».
من جهتها، أشارت مصادر أمنية لبنانية إلى أن «معلومات متقاطعة بين استخبارات الجيش وحزب الله أدت إلى اكتشاف مخطّط استهداف مستشفى الرسول الأعظم في وقت مبكر». كذلك أشارت مصادر أمنية أخرى إلى أن «فرع المعلومات قدّم معطيات عن وجود سيارة من نوع x5 رصاصية اللون، إضافة إلى دراجتين ناريتين، كانت تقوم بأعمال رصد واستطلاع لمحيط مستشفى الرسول الأعظم، وقد تبيّن من كاميرات المراقبة وجود حركة لافتة للآليات، وتمّ توقيف أربعة أشخاص». وبعد ظهر أمس، تردّد أن عدد الموقوفين قد وصل إلى سبعة، بينهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون.
مصادر مقرّبة من حزب الله تربط بين «العمل الإرهابي الذي أفشل والانقلاب الذي تقوده تركيا وقطر والسعودية في العراق»، إذ تقول المصادر إنه «كان مقرّراً أن يُحدث العمل خضّة أمنية على الساحة اللبنانية، تأتي مكملةً للمشهد العراقي، وتدفع نحو المزيد من التوتّر المذهبي والطائفي، خصوصاً لدى جمهور المقاومة». ولا يغيب عن بال المصادر الشائعات التي حاولت الربط منذ اللحظات الأولى بين ما يحدث في الضاحية ومخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، وتحميل المخيّم والعامل الفلسطيني مسؤولية الإخلال بالأمن، إذ تشير المصادر القريبة من حزب الله ومصادر فلسطينية معنية بأمن المخيمات إلى أن «جهات استخبارية خارجية وضعت أخيراً مخططات لتحريك ملفّات المخيمات الفلسطينية، بعد فشل الاتكال على تحريك المناطق اللبنانية لإحداث توترات مذهبية». «لن يكون هذا آخر عمل إرهابي، فالدول الداعمة للإرهابيين لا تزال تصرّ على استخدام الأساليب ذاتها، لكنّ عيون المقاومة مفتوحة دائماً»، تقول المصادر.