الاعلام الداعشي .. سلاح خاسر
جاسم العذاري –
تتناول بعض القنوات الإخبارية المحلية والعربية الأحداث في العراق وفق الأجندات المرسومة والمخططات الموضوعة من قبل دول إقليمية وجماعات إرهابية ، ولم تعتمد المهنية في نقل الأحداث ، بل اعتمدت في تغطيتها على التزوير وعدم نقل الحقيقة ومن هذه القنوات قناة العربية والعربية الحدث والجزيرة وسكاي نيوز عربية والبابلية والرافدين وبغداد والشرقية والبغدادية والغربية والفلوجة والتغيير , وجميع تلك القنوات تعمل بطائفية ومقيتة وتحاول تأجيج الصراع المذهبي والتحريض على التقسيم والتصدي للقوات الحكومية .
وتأتي تلك الحملة الشرسة ضد الحكومة العراقية والقوات الأمنية الباسلة بجميع صنوفها تزامناً مع هجمات الزمر الإرهابية ومنها داعش الوهابية ومن لف لفها على بعض المحافظات العراقية , وتحاول أن توصل صورة مغايرة للحقيقة والواقع وتدعي إن الحرب القائمة الآن تستهدف مكون معين .
وأخذت هذه القنوات تمارس الكذب منهجا، والتهويل سياسة، ولي عنق الحقيقة ديدنا، وطبعا كل ذلك في سبيل الأجندة القامعة في شكلها، شوهاء في أدبياتها، لا تراعي أدنى معايير الذمة فضلا عن ابتعادها الكلي عن المهنية , حيث بدأت بتسريب أخبار عن انكسارات وانهزام للقوات الأمنية في محاولة لكسر هيبة الدولة ورفع معنويات الزمر الإرهابية التي باتت تعث في الأرض فسادا ودمارا وتعتدي وتسفك دماء المدنيين وتنهب أملاكهم وتسرق تراثهم وتفرض عليهم دين جديد لا تعرفه الأديان من قبل .
وتتخذ تلك القنوات شعاراً ” كذب ثم كذب ثم كذب حتى يصدقك الناس ” وسارعت ببث سمومها في حركة مكشوفة لاستغباء متابعيها , مما دفع الذين يرفضون الباطل وان كان على حساب أرزاقهم , أن يقولوا قول الحق ويعلوا صوتهم بالشجب والاستنكار وترك العمل رغم المغريات الدنيوية .
وهذا ما حصل لكادر العربية والعربية الحدث الذين تركوا العمل إيمانا منهم بالوطنية وترسيخاً لمفهوم المصداقية الواجب تطبيقها , وكان ذلك الموقف وسام شرف وعفة ووطنية لهؤلاء الرافضين لتلك القنوات الكاذبة والمزيفة التي ترى الأحداث بعين واحدة ، تلقي بالأخبار الخيالية جزافا، ولا تكلف نفسها عناء الاتصال بالجهات الحكومية لتتبين صحة ما يتناقل ، وذلك لأنها تعلم علم اليقين إن ما تنقله لا يعد سوى الكذب البواح الصريح , بعد ان استنجدت بهم داعش بالبكاء والنويح , ودفعت لها الاموال من اجل المديح , على حساب عراقنا الجريح .
ومن المعيب أن تقوم هذه القنوات باستغباء واستغفال مشاهديها وتملي عليهم ما تحمله من أحقاد وسموم في إشارة إلى أنها تستهين بعقول الناس وفي مختلف طبقاتهم وفئاتهم متناسية أن الحقيقة لا يختفي نورها وهي واضحة مثل الشمس في وضح النهار وكذلك جهلت تلك القنوات أن منافسيها لديهم القدرة والإمكانات ليكشفوا الزيف والكذب والافتراء .
أما الناس أصحاب العقول النيرة والضمائر الحية فلا تنطلي عليهم هذه الحيل واخذ اغلب المثقفين من الصحفيين والإعلاميين بشن حملة مضادة توجه الناس إلى خطورة المخططات التي يبثها الإعلام المسموم وذلك على المواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” , وتكثيف اللقاءات والتوعية في القنوات المعروفة بمصداقيتها وعدم انحرافها , والتحذير مما يستهدف المواطن العراقي بكافة أطيافه ووحدته وأرضه , وترسيخ المفهوم السليم إلى باقي شرائح المجتمع واستشعروا ما يدور من حولهم لتلك المؤامرات الخبيثة وخصوصا التي تأتي من خارج البلاد بدعم سعودي وقطري وتركي وصهيوني .
ولما تحتمه علينا وطنيتنا فيجب أن نفوت الفرصة على الظالمين وننبه الغافلين وبشتى الوسائل الممكنة وفي أي بلد نعيش فيه , فالمسؤولية تشمل الجميع ولا تستثني احد .. وسيذكر التاريخ ما يصنعه الأبطال , ولن ينسى ما قيل أو قال , وستنكشف أساليب الكذب والاحتيال .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق