التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

داعش” تفرض قوانينها المتشددة في الموصل 

يشعر سكان في الموصل أن مدينتهم عادت، في ظرف أسبوعين فقط، مئات السنين إلى الوراء، بعدما أحكم متمردون سيطرتهم على ثاني أكبر مدن العراق، وفرضوا عليها قوانين إسلامية متشددة.

وسقطت المدينة التاريخية، التي عُرفت قبل اجتياح العام 2003 بمواقعها السياحية، وبعده بأعمال العنف التي لم تتوقف فيها، في أيدي جماعات متطرفة يقودها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).

وفي هذا السياق، قالت أم محمد (35 عاماً)، التي تعمل مدرسة في إحدى مدارس الموصل، في اتصال مع وكالة “فرانس برس”: “نعيش في خوف مستمر من التعرّض لضغوط جديدة. نخاف أن نُحرم من العمل والمساهمة في بناء المجتمع”.

وأضافت “هؤلاء المسلحون سيعيدوننا وبلادنا مئات السنين إلى الوراء، وقوانينهم تتعارض مع قوانين حقوق الإنسان والقوانين الدولية”.

وما أن أحكم المسلحون سيطرتهم على الموصل، حتى أصدروا بياناً عمّموه على سكانها، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، والذين فرّ مئات الآلاف منهم بسبب أعمال العنف، أطلقوا عليه اسم “وثيقة المدينة”، وأعلنوا فيه عن قوانين متشددة.

وتحرّم هذه الوثيقة، التي تتضمن 16 نقطة، “الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات، والدخان، وسائر المحرمات”، وتمنع “المجالس والتجمعات، والرايات بشتى العناوين، وحمل السلاح” وتؤكد على ضرورة هدم “المراقد الشركية، والمزارات الوثنية”.

وتفرض الوثيقة على النساء “الحشمة والسترة، والجلباب الفضفاض”، إلى جانب ملازمة المنزل “وترك الخروج منه، إلا عند الحاجة”، وتدعو في الوقت ذاته السكان إلى أن “ينعموا في حكم إسلامي”، في ظل “حقبة الدولة الإسلامية، وعهد الإمام أبي بكر القرشي”، زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”.

كما وزّع هؤلاء المسلحون وثيقة على المساجد، تفرض “عدم نشر وإذاعة أيّ بيان غير صادر عن دولة الإسلام في العراق والشام”، وكذلك عدم “رفع أيّ راية سوى راية دولة الإسلام، وبأيّ شكل من الأشكال”، معلنة عن مسجد يتمّ فيه قبول “توبة المرتدين”.

وبحسب سكان في المدينة، فإن “داعش” عين مسؤولاً لكل منطقة، يهتم أولاً مع مجموعة من مساعديه، بإجراء مسح لسكان منطقته.

وينتشر المسلحون في عموم مدينة الموصل، بعضهم يسيرون على أقدامهم، وآخرون يتنقلون بسيارات مدنية، أو عسكرية، استولوا عليها بعد انسحاب الجيش من المدينة، وباتت ترفع رايات سوداء، هي رايات “داعش”.

ويرتدي بعض هؤلاء المسلحين ملابس مدنية، بينما يرتدي آخرون زياً عسكرياً، أو ملابس سوداء، ومنهم من يضعون أقنعة على وجوههم، ويحملون جميعهم أسلحة مختلفة، بينها بندقية الكلاشنكوف والمسدسات.

وعلى مدى الأيام الماضية، قام المسلحون برفع تماثيل من مناطق متفرقة، بينها تماثيل كانت موضوعة أمام كنيسة، وتمثال الشاعر والقارئ ملا عثمان الموصلي، في غرب المدينة، وتمثال الشاعر أبو تمام، وتمثال بائع شراب عرق السوس، وتمثال المرأة الموصلية، في وسطها.

وذكر سكان في الموصل أن التماثيل رُفعت من مكانها، ونُقلت إلى مكان مجهول، ولم يُعرف مصيرها.

وقال أحد المسيحيين القلائل الذين بقوا في الموصل “رفعوا تمثال مريم العذراء الذي كان عند باب الكنيسة، وحطّموه، ورحلوا”.

وعلى الرغم من عودة الدوائر الخدمية، مثل الماء، والكهرباء، والصحة، إلى العمل، بقيت المدينة تعاني من نقص كبير في الكهرباء، والوقود، حيث ينتظر المئات لساعات بسياراتهم أمام المحطات، بينما تواصل المدارس والجامعات إغلاق أبوابها، وتتجنّب القيام بأيّ نشاطات.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق