نقد وقراءات قصصية في نادي السرد
في ظاهرة آخذة بالنمو والتكريس، تنظم بين الحين والآخر جلسات في اتحاد الأدباء والكتاب، وفي غيره من الأماكن، يقرأ فيها مجموعة من الكتاب قصصهم القصيرة أو القصيرة جدا مباشرة على جمهور تلك الجلسات بقصد إنشاء نوع مبتكر من التفاعل، عبر الإصغاء المركز، ومن ثم تسليط الضوء على مكامن القوة والضعف في كل نص مقروء بغية تقويمه أو تكوين ما يشبه الورشة الأدبية المفتوحة.
وإذا كانت مسألة تناول قصة قصيرة مختارة للقراءة في هكذا نوع من الفعاليات، قد ابتدأت منذ زمن ليس بالقصير، فإن الرهان، هذه الأيام، باعتماد القصص القصيرة جدا يبدو أكثر ملاءمة وتفاعلا نظرا لقدرتها على الاحتفاظ بانتباه المتلقي في فترة قراءتها ضمن زمن قصير ومحدود، قد يصل إلى دقائق قليلة في أغلب الأحيان. وبقدر ما تكون تلك القراءات منتظمة ضمن مناخ كتاب متقارب أومحاطة بمداخلات نقدية رصينة تكون الغاية من إقامتها ذات جدوى واضحة وبناءة.
ولعل هذا الوصف الأخير هو ما وسم جلسة نادي السرد الأخيرة، فقد ضيف مجموعة من كتاب القصة القصيرة جدا لقراءة نصوصهم أعقبتها محاضرة للناقد بشير حاجم. شارك بقراءة النصوص القصصية كل من: فلاح العيساوي وسناء محمود ونصير السماوي وعادل المعموري وهند الناصر و كريم الناصري وحيدر الوائلي ويوسف الربيعي وكامل التميمي. كما قدم الجلسة وشارك في القراءات عبد العزيز لازم. وقد انقسمت محاضرة الناقد بشير حاجم التي أعقبت تلك المساهمات إلى قسمين، الأول تناول فيه بشكل تفصيلي وتوثيقي تعريفات للقصة القصيرة جدا، وتاريخها المدون عراقيا وعالميا، وشرح حدودها الشكلية والمضمونية بشكل دقيق ومتمايز عن الأشكال السردية المجاورة أو القريبة منها، مما شكل إضاءة مهمة للكثير ممن قد تعتري كتاباتهم أنواع طفيفة من الخلط بينها وبين أجناس أخرى، لاسيما قصيدة النثر السائدة. أما القسم الثاني من محاضرة حاجم، فقد حلل فيه النصوص المقروءة في تلك الجلسة واحدا تلو الآخر، وأشار إلى مواطن الضعف والقوة في كل منها، موجها إلى ضرورة التنبيه إلى ما قدم من إشارات وتمايزات ينبغي للكتاب أن يجتنبوها ما داموا ينوون بقصدية، كتابة هذا الجنس الأدبي من دون سواه، كما أشاد بالميزات التي وجدها في أغلب النصوص من أجل تكريسها والمضي في تطويرها نحو أشكال وبنى أكثر تماسكا
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق