التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

{سعادتهم تكفينا}.. حملة إنسانية ترسم البسمة على شفاه الأيتام 

خلفت الحروب السابقة والعمليات الإرهابية بعد العام 2003 التي استهدفت الإنسان العراقي والبنية المجتمعية، أعدادا كبيرة من الأرامل والأيتام، وانعكس ذلك على تزايد نسب المشردين والمتسولين وعمالة الأطفال في سن مبكرة، فضلا عن التسرّب من مقاعد الدراسة والتعليم بزيادة مضطردة في نسبة الأمية، وهذه وغيرها من المشاكل التي تشكل انتهاكا لاتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها المنظمة الدولية ووافق عليها العراق.

تبرعات

واهتمت “المؤسسة العراقية لنهضة الطفل اليتيم” بالتداعيات السلبية التي طالت شريحة الايتام من الجانب الانساني وبوصفها متبنى أخلاقيا وشرعيا يسهم في تخفيف وطأة الألم التي تختلج صدور الذين فقدوا المعيلين لهم جراء التفجيرات التي طالتهم وكذلك السعي لإيجاد السبل الكفيلة بانتشالها من واقعها المرير نحو مستقبل يكفل لهم الحياة الكريمة من خلال حملات تبرع كبيرة تسهم بانقاذهم المادي لغاية تأهلهم واندماجهم في المجتمع، لذا قامت هذه المؤسسة بحملة واسعة في شارع المتنبي لجمع التبرعات للأيتام أطلقت عليها (سعادتهم تكفينا) لاقت استحسان الجمهور الوافد الى شارع الثقافة وتسابق المواطنون الى الصناديق المخصصة بالتبرعات النقدية بيد أطفالهم لتدريبهم على عمل الخير.

برامج

واشارت رئيسة المؤسسة بيداء المالكي، الى أن “هذه الحملة تأتي ضمن مشروع “كفالة الطفل اليتيم” والوصول إليهم في المناطق النائية من خلال تقديم برامج تعليمية وثقافية وإرشادية ومتابعة جدية لهم في المنازل والمدارس وتشجيعهم على الدراسة والتفوّق العلمي وتشجيعهم لإبراز مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم مع متابعتهم باستمرار لإكمال تعليمهم، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم كل ما هو متاح من خدمات صحية ونفسية واقتصادية وتذليل الصعوبات التي تعتريهم ولتفويت الفرصة على استغلال الظروف الاقتصادية للطفل اليتيم بالعمل مع العصابات الإجرامية”.

أوراق ثبوتية

وتابعت المالكي، أن “المؤسسة تولي اهتماما غير عادي في البحث والاستقصاء عن الأيتام فاقدي الأبوين والذين لا يمتلكون أوراقا ثبوتية، ورغم هذا العائق إلا أنهم يتزوجون وينجبون من دون وثائق رسمية فتصبح هذه الحالة مشكلة نسعى لإيجاد وسائل لحلها، كما أن المؤسسة حريصة كل الحرص على الواقع الصحي لهم لاسيما ان بعضهم ينقب في المخلفات الغذائية التي تصيبهم بالأمراض والجلدية على وجه الخصوص.

وأكدت المالكي أن “مؤسستها تتبادل الخبرات باستمرار مع المنظمات العالمية، كما تهتم بالطفولة ورعايتها وتنسق مع اللجان البرلمانية والحكومية ووزارة الصحة لإجراء عمليات خارج البلاد لتلقي العلاج اللازم وهذا تحقق للطفل اليتيم الذي تعرض لعمل اجرامي اثناء انقاذ الجرحى فقطعت احدى ساقيه والاخرى بحاجة الى عملية ربط وجرى نقله الى تركيا”، وأضافت: “كما نحرص دائما على حضور الندوات والورش لتأكيد حضورنا في المحافل المحلية التي تعنى بهذا المجال الانساني الذي تقره الشرائع السماوية والوضعية باعتباره نقطة استقرار للبلد خال من الفوارق بين طبقات المجتمع وتحقيق التكافل الاجتماعي.

وفي ختام حديثها شكرت بيداء المالكي، مرتادي شارع المتنبي من المثقفين والإعلاميين الذين أثنوا على الحملة والقائمين عليها.

شباب متطوعون

وفي ذات السياق لمحت إيمان جبار (21 عاما) الى أن “المؤسسة تبذل جهودا كبيرة لسحب الايتام من الشارع وتشجيعم على الدراسة عوضا عن التسول والتشرد، مشددة الى الجهود المبذولة من الشباب المتطوعين لإنجاح الحملة الوطنية إيمانا منهم بأهميتها في الوقت الراهن وانهم بصدد نقلها الى متنزه الزوراء والتفاعل الجدي من المواطنين مع المعاني السامية لها وجمع التبرعات لإيجاد أرضية صلبة للتعاون بين اطياف المجتمع العراقي وتوثيق العلاقات الوجدانية”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق