التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

بعد فشل محادثات السلام… إسرائيل تقرع طبول الحرب في غزة 

  الأوضاع المتوترة بين إسرائيل وفلسطين تنذرع باندلاع ازمة حقيقية قد تهدد حياة الالاف من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، سيما وإن إسرائيل بدأت مؤخرا بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، وتكثيف القصف الجوي في داخل القطاع، وجاءت الاحداث على خلفية خطف ثلاث شباب إسرائيليين من مستوطني الضفة الغربية وجدوا لاحقا بالقرب من منطقة حلحول قرب الخليل وهم قتلى، فيما خطف فتى فلسطيني (16 عام) من عرب اليهود في بيت حنينا (وهو حي معروف في القدس الشرقية المحتلة)، وعثر عليه بعد ساعات مقتولا ومرمي  في غابة في القدس الغربية.

وعلى الرغم من الادانات الدولية الواسعة لهذه الحادثة الانتقامية، الا ان لغة التهديد والرد والوعيد بين الحكومة الإسرائيلية والفلسطينية، إضافة الى حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخر، ما زالت هي الأقوى، ففي الوقت الذي أعلن فيه الجيش الاسرائيلي عن سقوط أكثر من خمسة وعشرين قذيفة صاروخية وقذائف هاون على بلدات اسرائيلية مجاورة للقطاع، احدثت اضرار في بعض أحياء بلدة سديروت، فيما ذكرت وسائل اعلام في قطاع غزة إن “مروحيات اسرائيلية أطلقت صواريخ على موقع تابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بلدة بيت حانون الحدودية في شمال شرق قطاع غزة”، و”تعرضت مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في منطقة الغبون وأطراف بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع للقصف، ما أدى إلى وقوع إصابات بين سكان المنطقة، كما أسفر القصف عن تهشم زجاج منازل بعض السكان”.

وقد مهدت الخلافات السياسية الأخيرة بين نتنياهو وعباس بعد فشل محادثات السلام التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية، الى احتقان وخلاف كبير بين الطرفين، سيما وان المصالحة بين فتح وحماس والتي رفضتها إسرائيل بشدة، عززت من تعنتها في اتخاذ مواقف عدوانية تجاه فلسطين من خلال القصف العشوائي وقتل المدنيين.

فقد قصفت اسرائيل عشرات المواقع في قطاع غزة مستهدفة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعد العثور على جثث ثلاثة شبان اسرائيليين خطفوا في الضفة الغربية المحتلة في حادث تلقي اسرائيل مسؤوليته على حماس، وقال مسؤولون ان الحكومة الاسرائيلية المصغرة المعنية بشؤون الامن التي عقدت جلسة طارئة وهي منقسمة حول المدى الذي سيذهب اليه اي تحرك آخر في القطاع الساحلي والضفة الغربية.

وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع حماس الثمن بعد العثور على جثث الشبان الثلاثة تحت كومة من الصخور قرب مدينة الخليل بالضفة، وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته قصفت 34 موقعا في غزة غالبيتها تابعة لحماس وان لم يربط في بيانه بين الغارات وخطف الاسرائيليين الثلاثة، وقال مسعفون في غزة ان شخصين اصيبا اصابات خفيفة، وبدلا من ذلك قال الجيش انه نفذ هذه الغارات ردا على 18 صاروخا فلسطينيا اطلقت على اسرائيل من غزة وحمل مسؤولون اسرائيليون حماس المسؤولية، ولم تنف او تؤكد الحركة الاسلامية دورها في خطف الاسرائيليين الثلاثة قرب مستوطنة يهودية في 12 يونيو حزيران.

وقال مسؤولون انه خلال اجتماع الحكومة الاسرائيلية المصغرة اقترح الجيش “تحركات محسوبة ومعتدلة” ضد نشطين في الضفة الغربية ردا على مقتل الشبان، ويمكن لأي حملة مستدامة في الضفة ان تضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدعمه الغرب، وأضاف المسؤولون ان الحكومة لم تتفق على اي تحرك في تلك الجلسة، وفي غزة حذر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري اسرائيل من الذهاب بردها الى مدى بعيد، وقال “ردود المقاومة كانت محدودة وعلى نتنياهو الا يختبر صبر حماس”. بحسب رويترز.

وانتهز نتنياهو الفرصة وطالب عباس بالعدول عن اتفاق المصالحة الذي أبرمه مع حماس في ابريل نيسان وقاد الى تشكيل حكومة توافق فلسطينية في الثاني من يونيو حزيران، وقال دبلوماسي عربي مطلع على جهود الوساطة المصرية بين اسرائيل والفلسطينيين ان القاهرة مثلها مثل واشنطن تنتظر من حكومة نتنياهو ان تتوخى الحذر، وقال طالبا عدم الكشف عن هويته “لا أعتقد ان اسرائيل مستعدة الان لتغيير الوضع القائم، يمكنها ان تعاقب من ارتكب الجريمة لكن يجب الا يخرج هذا عن نطاق السيطرة مع مدنيين لا ذنب لهم في الجريمة”، وفي الضفة الغربية المحتلة قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية فتحت النار على شاب قال المسؤولون الفلسطينيون ان اسمه يوسف ابراهيم ابو زاغة (19 عاما) القى مواد ناسفة على جنود كانوا يحاولون اعتقال نشط في مخيم جنين للاجئين.

وحث مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الجميع على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” بعد العثور على جثث ثلاثة شبان اسرائيليين قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وقالت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان رافينا شمداساني في افادة صحفية في جنيف “نحث كل الاطراف على الامتناع عن معاقبة أفراد على جرائم لم يرتكبوها شخصيا أو بفرض عقوبات جماعية”، وكان نتنياهو قال في بيان بعد العثور على جثث الشبان “اختطفهم وحوش وقتلوهم بدم بارد، حماس مسؤولة وحماس ستدفع الثمن”، وتشيع اسرائيل جنازات الشبان الثلاثة في وقت لاحق.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان الثلاثة كانوا يحضرون دروسا دينية في مستوطنة يهودية وانهم قتلوا بالرصاص بعد خطفهم، والرجال الذين تتهمهم اسرائيل بالخطف مازالوا طلقاء وقالت وسائل اعلام اسرائيلية انه امكن التوصل الى معلومات في القضية بعد استجواب أقاربهم، وذكرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجنود فجروا مواد ناسفة في منزلين للمشتبه بهم وانها نسفت بوابة احد المنزلين بينما اندلعت النيران في الاخر بعد الانفجار، وأمر الجنود الذين اعتقلوا والد وأشقاء أحد المشتبه بهم سكان المنزلين بالخروج قبل تفجيرهما.

وقالت أم شرف والدة أحد المشتبه بهم عما لحق بمنزلها من ضرر ان ما قامت به اسرائيل “إثم سواء كنت مسلما ام يهوديا، لقد أفزعوا الصغار بشكل مروع”، واعتقلت اسرائيل عشرات من اعضاء حماس في الضفة الغربية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية أثناء البحث عن الشبان المخطوفين وقالت اسرائيل انها تهدف الى اضعاف الحركة من وراء هذه الحملة، وقال سكان ان ستة فلسطينيين قتلوا خلال العمليات الاسرائيلية.

نتنياهو يتهم حماس

الى ذلك اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية حماس بإطلاق صواريخ على إسرائيل للمرة الأولى منذ حرب غزة عام 2012 وهدد بتكثيف عمل عسكري لوقف تلك الهجمات، وحذر نتنياهو حماس من مواصلة تلك الهجمات خلال كلمة ألقاها أمام لجنة برلمانية في اليوم الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إن 14 صاروخا اطلقوا على إسرائيل من غزة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي لم تسفر عن إصابات لكنها الحقت اضرارا بمنزلين أو عن الصواريخ التي أطلقت خلال الأشهر الماضية في تصاعد للعنف شمل غارات جوية إسرائيلية، وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام “بالأمس ضربنا فرقة لحماس خططت لاطلاق صواريخ على أراضينا” لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقال الجناح المسلح لحماس إن أحد رجاله قتل بنيران إسرائيلية في وقت متأخر وأصيب اثنان عند واحدة من سلسلة نقاط مراقبة في قطاع غزة حيث تخضع التحركات العسكرية الإسرائيلية قرب الحدود للمراقبة، وكانت حماس وافقت على هدنة بوساطة مصرية لوقف ثمانية أيام من القتال في نوفمبر تشرين الثاني 2012 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، وأقر المسؤولون الإسرائيليون بأن حماس أوقفت الهجمات الصاروخية خلال تفجر سلسلة من اعمال العنف منذ انتهاء الحرب القصيرة وألقوا باللوم في مثل هذه الهجمات على حركات نشطة اخرى في حين طالبوا حماس بالسيطرة على هذه الحركات.

وقال نتنياهو “اريد أن يكون واضحا قدر الامكان انه اذا انتهك الهدوء الذي تحقق بعد (عملية عامود السحاب) وانه اذا تواصل اطلاق (الصواريخ) فسيكون هناك احتمالان إما ان توقف حماس ذلك فهي المسؤولة عما يحدث على الأرض وإلا فسوف (نوقفها نحن)”، واتهم نتنياهو أيضا عضوين من حماس بخطف ثلاثة شبان إسرائيليين فقدوا اثناء محاولتهم اخذ توصيلة مجانية قرب مستوطنة يهودية في الضفة الغربية في 12 يونيو حزيران، ولم تعثر إسرائيل حتى الان على اي من الخاطفين المزعومين أو الشبان، ولم تؤكد حماس أو تنفي مسؤوليتها عن ذلك.

ويثير تزايد اطلاق الصواريخ من قطاع غزة والغارات الجوية الاسرائيلية في الايام الاخيرة مخاوف من امكانية تصعيد عسكري جديد بين اسرائيل وحركة حماس التي تتهمها الدولة العبرية بخطف ثلاثة شبان اسرائيليين في الضفة الغربية، وقتل فلسطيني في غارة جوية اسرائيلية بالقرب من خان يونس، وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من جديد بتشديد الهجمات الاسرائيلية على غزة، وقال “اذا استمرت عملية الاطلاق (الصواريخ) هذه فهناك احد احتمالين: اما ان توقف حماس المسؤولة على الارض، ذلك او نقوم نحن بوضع حد له”، واضاف “انصح حماس بقوة ان تأخذ في الاعتبار واقع اننا لن نسمح ابدا باستمرار وزيادة” عمليات اطلاق الصواريخ.

من جهته، اقترح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وهو من المتطرفين في الحكومة اعادة احتلال قطاع غزة مرة اخرى من اجل وضع حد لحماس، وقال ان “العمليات المحدودة ضد حماس تقوم بتقويتها”، ورأى وزير المالية يائير لابيد ايضا الذي يعد من المعتدلين انه “يجب مهاجمة (حماس) بسبب الاختطاف وايضا بسبب الصواريخ”.

ونفت حركة حماس التي تسيطر على الجانب الامني من قطاع غزة اي علاقة لها بعملية الاختطاف ولكنها رحبت بها، واطلقت جماعات مسلحة في قطاع غزة ثلاثين صاروخا على جنوب اسرائيل، بينما قام نظام القبة الحديدية باعتراض اربعة منها، بحسب الجيش، ولم توقع هذه الصواريخ اي اصابات لكن احدها ادى الى اندلاع حريق في مصنع للطلاء في المنطقة الصناعية في سديروت، وكان الطيران الاسرائيلي شن غارة على قطاع غزة اوقعت جريحين بعد اطلاق الصواريخ.

وقتل فلسطينيان في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ومع ذلك، اكد معلقون ان القادة العسكريين الاسرائيليين يعارضون بشدة القيام بعملية عسكرية برية كبيرة في غزة يمكن ان تتسبب في خسائر في صفوف الجنود او تثير الادانات الدولية، وقتل خمسة فلسطينيين بيد جنود اسرائيليين خلال عملية البحث عن المفقودين الثلاثة واعتقل قرابة 400 في غالبيتهم من اعضاء حماس التي تسيطر قواتها الامنية على قطاع غزة وتحملها اسرائيل مسؤولية خطف الشبان الاسرائيليين وان لم يعلن اي تبن جدي لعملية الخطف هذه.

من جهته، حذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق من ان حماس يمكن ان تعود الى حكم غزة، وكتب على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي “اخشى ان تكون حماس مدعوة للعودة حفاظا على امن وسلامة اهلها”، واضاف ان “غزة لن تعيش في فراغ”، مشيرا الى ان القطاع حاليا لا يقع تحت مسؤولية حكومة حماس السابقة او حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، وكان اخر تصعيد عسكري كبير ضد قطاع غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 عندما اغتالت اسرائيل قائد العمليات العسكرية في الجناح المسلح لحركة حماس احمد الجعبري، وقتل 177 فلسطينيا و ستة اسرائيليين خلال التصعيد الذي استمر ثمانية ايام بينما اطلقت صواريخ كثيرة من قطاع غزة ووصل بعضها تل ابيب ومنطقة القدس.

استقالة المبعوث الاميركي

بدوره قدم مبعوث الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط مارتن انديك استقالته من منصبه ككبير مفاوضي الولايات المتحدة في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، في مؤشر جديد الى انهيار عملية السلام، وبعد اقل من عام على اختياره من قبل وزير الخارجية الاميركي جون كيري من اجل تحريك مفاوضات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، قرر انديك العودة الى منصبه كنائب للرئيس في مركز ابحاث بروكينغز، واشاد كيري في بيان بجهود انديك “الدائمة من اجل تشجيع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين” و”دوره الحيوي” في عملية السلام التي شدد على انها لم تنهار.

واضاف البيان ان انديك “سيواصل العمل من اجل السلام والولايات المتحدة كما سبق وقلنا مرارا، لا تزال ملتزمة العمل ليس من اجل قضية السلام فحسب وانما ايضا من اجل استئناف عملية (الحوار) عندما يجد الاطراف السبيل للعودة الى المفاوضات الجادة”، واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان كيري وانديك اتفقا على ان “الوقت مناسب” ليستعيد انديك منصبه في مركز بروكينغز نظرا الى تعليق المفاوضات، وانديك الذي ولد في بريطانيا ونشأ في استراليا، عمل سابقا مع اكبر مجموعة ضغط اسرائيلية في واشنطن لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك)، وقد حصل على الجنسية الاميركية عام 1993 عندما انضم انذاك الى ادارة الرئيس بيل كلينتون. بحسب فرانس برس.

وشغل انديك مرتين منصب سفير الولايات المتحدة في اسرائيل من 1995 الى 1997 ومن 2000 الى 2001 وقام بدور كبير في جهود كلينتون من اجل السلام في الشرق الاوسط بما في ذلك خلال قمة كامب ديفيد بين رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود باراك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، واعطى كيري اولوية كبرى لإحياء عملية السلام وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة الى المفاوضات في تموز/يوليو الماضي، لكن اسرائيل اعلنت في نيسان/ابريل بناء 700 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ورفض الافراج عن دفعة اخيرة من معتقلين فلسطينيين كانت مقررة سابقا، ورد عباس بطلب عضوية دولة فلسطين في 15 معاهدة دولية تابعة للامم المتحدة.

كما اعربت اسرائيل عن استنكارها بعدما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن مسؤول اميركي يعتقد انه انديك، تحميله اسرائيل مسؤولية انهيار المفاوضات قائلا ان نتانياهو “لم يتحرك قيد انملة”، ولدى سؤاله حول التعليق المثير للجدل والمنسوب اليه، صرح انديك ان اعلان اسرائيل بناء وحدات سكنية في خضم عملية الافراج عن معتقلين كان له “اثر مضر بشكل كبير في المفاوضات”، واضاف انديك امام المعهد الاميركي لسياسات الشرق الادنى الذي ساهم في تأسيسه في 1985 ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم “يشعروا بالحاجة الملحة للقيام بالتنازلات الصعبة الضرورية لتحقيق السلام”.

وقال “يمكننا القول انه اذا كانت الولايات المتحدة الطرف الوحيد الذي يشعر بان الموضوع ملح، فهذه المفاوضات لن تنجح”، وفي اشارة الى تضاؤل الامل، اعلنت هارف ان كيري لا يفكر في تعيين بديل دائم لانديك على الفور، لكن فرانك لوينستاين احد مساعدي كيري سيتولى هذا المنصب حاليا، وكان لوينستاين احد مستشاري كيري في حملته الرئاسية التي باءت بالفشل في 2004 وعمل لاحقا ضمن فريقه في مجلس الشيوخ، وهو نجل الارد لوينستاين الناشط في الدفاع عن حقوق الانسان والعضو السابق في الكونغرس.

حظر الحركة الاسلامية في اسرائيل

من جانبه اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه ينظر في امكانية حظر الحركة الاسلامية في إسرائيل، وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته “الجناح الشمالي للحركة الاسلامية يعظ باستمرار ودون هوادة ضد دولة اسرائيل وعناصره يتعاطفون علنا مع التنظيمات الارهابية مثل حماس” مشيرا الى انه طلب من الجهات المختصة “النظر في امكانية اعلان الجناح الشمالي للحركة الاسلامية كتنظيم غير قانوني”.

ويأتي هذا القرار بعد تظاهرة جرت في ام الفحم وهي احدى اهم المدن العربية في اسرائيل تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ورددت فيها شعارات تدين العملية العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية التي تهدف للعثور على ثلاثة شبان اسرائيليين اختفت اثارهم في جنوب الضفة الغربية المحتلة في 12 حزيران/يونيو الماضي، وبحسب نتانياهو فان عدة مسؤولين عرب اسرائيليين دعوا بشكل علني الى خطف جنود اسرائيليين خلال هذه التظاهرة، واضاف “في الكثير من الاحيان الجهة التي تقف وراء هذه المناشدات وهذه المظاهرات هي الجناح الشمالي للحركة الاسلامية” موضحا “اغلبية مواطني اسرائيل العرب لا يدعمون هذا الموقف وادعو قياداتهم الى الوقوف بشجاعة وبحزم من اجل ادانة هذه الاقوال”. بحسب فرانس برس.

ومن جهتها، اكدت الحركة الاسلامية في بيان انها لا تخاف “التهديد والوعيد” مشيرة الى ان “السبب الحقيقي وراء هذه الهجمة هو ثوابتنا التي نتمسك وسنظل نتمسك بها”، والحركة الاسلامية منظمة غير محظورة في اسرائيل لكنها تخضع لرقابة مشددة، وتشتبه الدولة العبرية في ان احد اجنحتها على صلة بحركة حماس، اعلنت وزارة الداخلية الاسرائيلية في 18 من حزيران/يونيو الماضي منع رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح منع من السفر بهدف حماية “امن الدولة”، ويمثل عرب اسرائيل حوالى 20 بالمئة من سكان إسرائيل، وهم يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948، ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق