التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

قصة نشوء مملكة آل سعود تتطابق مع ممارسات الدواعش” 

نشأت مملكة ال سعود على يد مقاتلين شرسين لا يعرفون للرحمة من معنى، مادخلوا قرية الا ونشروا فيها الذبح والنهب بدون رحمة، لا يفرق عندهم الاطفال والنساء من الرجال، يؤمنون بعقيدة ساذجة فى تكفير المسلمين ليكون دمهم ومالهم حلالا لهم.

ان هذه الوقائع تكشف عن عقل بدوي يحمل السيف بيده، ويعتاش على الغزو والنهب، ويمتهن القتل والذبح، ويهدف الى توسيع رقعة الحكم والسلطان لديه ويبني ذلك كله على عقيدة ساذجة وسطحية، تبرر له كل ذلك.

ان الواقع التاريخي للسعودية لم يتغير كثيرا من الزاوية الثقافية والفكرية، فالمشهد العام يحمل نفس السمات الاساسية الثقافية والفكرية التى ساعدت على نشوء دولة السعودية بحد السيف و بنشر الرعب والذعر والذبح، فلازال العقل السلفي باعلى درجاته غلوا وتطرفا هو المسيطر على الوسط التعليمي، وهو من يمتلك قوة الدعم والتأييد الاعلامي والمالي، وهو من يمتلك تأثيرا على صناعة القرار احيانا.

السعودية بعد ان توطد حكمها لعبت دورا تنفيذيا لسياسات غربية تعهدت لها بالحماية والدعم، فهي لم تكن قادرة على حماية نفسها ضمن محيطها الاقليمي الذي تنتشر فيه قوى اقليمية اقوى واقدر منها، تمتلك قدرات وقوى لا تتوفر للسعودية شيئا يسيرا منها سوى النفط.

ان المشهد التاريخي للسعودية هو مشهد زاخر بالعقليات التى لا تختلف كثيرا عن العقل السلفي الذى حمل السيف قبل قرن او قرنين من الزمن، بل زاد على ذلك بتوفره على الوسائل والتقنيات الحديثة.

 

فهم لم يتغيروا عقلا ولم يتفاعل عقلهم مع روح العصر الحديث، بل ظل يعيش عقد التكفير وجحور التخلف الذهني، على الرغم من وقع وشدة تطور العالم الحديث اليوم.

 

ظل الانسان السعودي على الاغلب سهل الانخداع باي لعبة وكذبة تقدم اليه، كما سبق ان سهل خداع ابائه قبل قرن من الزمن، فسهل عليه ان يكثف الاحقاد فى نفسه على مجموعة من البشر لم يلتق بها فى حياته لمجرد ان الالة الاعلامية تلقنه بعض الاكاذيب بكل سذاجة.

ان داعش اليوم لم تختلف عن الطريقة والمنهج والمبدأ والهدف الذى حمله الاخوان بقيادة عبدالعزيز بن سعود، ليحقق طموحه فى السيطرة وبسط السلطان، من خلال تكفير المسلمين، واستباحة اموالهم ودمائهم، ونشر الرعب والذعر بين الناس الامنين، بل هى فى كل ذلك امتداد لهم فى كل شىء.

ولم يكن الدين بعد ذلك الا مجرد اطار يستوعب ضمنه هذه الحالات المتطرفة، ويبرر لها عملية التصفية بكل سلاسة، لتستطيع ان تبسط سلطانها بكل قوة، وليتمتع القادة بغنائم النصر من نساء واموال وسلطة على النفوس والدماء، فهي اذن ليست مسألة دين وعقيدة لها مضمون حقيقي، بل هي مسألة شعور ديني اختزل الى طاعة قادة معينين، فهنا اختزل الدين الى طاعة القادة، واختزلت الممارسات الدينية من ممارسات لها مضمون وهدف حقيقي فى الحياة الى ممارسات شكلية تعبر عن هوية لجماعة متطرفة تريد بسط سلطانها على الناس، فلايهم الروح والمعنى بعد ذلك بقدر مايهم طاعة الامراء والسلطان.

ان كل الاديان فى تاريخ الانسان مهما كانت ارضية او سماوية، آسيوية او افريقية، وباي شكل او لون كانت، فان لها قدرا وظائفيا معقولا يعمل على الحفاظ على توازنات المجتمع، ويحمل فلسفة ورؤية تستحق النظر والتأمل، الا هذا الدين السلفي فهو فى الظاهر ممارسات عملية شكلية قاتمة جوفاء لا حياة فيها، وفى الميدان عبارة عن سيوف مشرعة لا ترحم صغيرا ولا كبيرا.

ان درس التاريخ يكشف لنا بكل وضوح، ان السعودية تعاني من ازمة حقيقية، فهي لا تستطيع سوى انتاج عقول متكلسة مهيئة لهضم الكراهية، وابادة الحرث والنسل، وتصفير العقل تصفيرا مطلقا، وتحويل الحياة الانسانية الى صحراء جرداء كصحراء نجد التى تشربوا روحها وقيمها.

وهي بعد ان كانت غير قادرة على تطوير نفسها وامتهان صناعة الابداع، فأن ازمة العقل السلفي تضخمت على مر السنين، واحتقنت مشاعر التوتر فى نفوس ابنائها، وكان لابد لها من متنفس تخرج منه كل هذه التفاعلات التى تراكمت على مر السنين، فقدم لهم حلفائهم وصفات جاهزة لاعداء وهميين من اجل تفريغ هذه الاحتقانات فيهم وزاد على ذلك ان النفط اصبح يوفر لهم امكانيات هائلة لتنفيس تلك العقد والمشاكل والازمات النفسية والروحية، فلكل ذلك اصبحت السعودية مكمنا لتصدير ذلك كله على شكل تنظيمات ارهابية متوحشة، ومجاهدين ليس فى قلوبهم رحمة ولا معرفة.

 

انها صناعة سعودية بامتياز وهى مهنتها وحرفتها التى تجيدها، فهي لا تجيد سوى الغزو والفتح بحد السيف، على عكس كل شعوب العالم لها حرف وصناعات وابداعات مهما كان شأنها وتقليديتها وحداثتها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق