حرب إعلامية قذرة
بقلم / عبدالرضا الساعدي
تزامن دخول المجاميع الداعشية الإرهابية لمدينة الموصل واحتلال أجزاء منها وما جرى من أحداث فيها مؤخرا ، حملة مفضوحة غير مسبوقة من قبل بعض وسائل الإعلام العربية والمحلية ، وكأن ثمة تخطيطا مسبق وسيناريو معد يتناغم مع بعضه البعض ، لتحقيق أهداف مشبوهة وتخريبية لزعزعة الثقة والمعنويات داخل صفوف الشعب العراقي.
المريب في الأمر هذه المرة ، أن يصبح الإعلام مصدرا لإشاعات تمس الشارع الداخلي أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ، بحيث يصل مستوى هذه الحرب القذرة إلى التهويل والترويع وزرع الخوف وعدم الاطمئنان ليصل إلى الخبز اليومي للمواطن العادي الذي سرعان ما اكتشف اللعبة وسارع لتحصين نفسه من هذه الحرب التي تستهدفه وتستهدف البلد بأسره.
ثم ينتقل هذا الإعلام المأجور إلى الصفحة العسكرية ليتبنى أخبارا وأحداثا كاذبة ومفتعلة أو مبالغا فيها في أحسن الأحوال ، لتصطف بعض قنوات الدجل العربي والمحلي المخابراتية والممولة من دول معروفة في توجهاتها وحربها على الشعب ، اصطفاف الباطل بوجه الحقيقة ، فغابت المهنية تماما وغاب الشرف والصدق وضاعت الرسالة النظيفة الإنسانية التي بموجبها وجد الإعلام ، لتحل محلها قيم البيع والشراء والتآمر على البلدان والشعوب المجاورة والشقيقة ، فأي إعلام هذا وماذا يهدف وإلى أين ؟
إنه ليس بغريب تماما ما فعله ذات الإعلام فيما حدث ويحدث في سوريا اليوم أيضا ، ذات المخالب المسمومة في الزعزعة والتدخل الطائفي المريض ونوازع التقسيم والتشتت لمكونات البلد والشعب والواحد.
ولكن كل المعطيات والمجريات على الأرض تثبت هزيمة هذا النوع من الإعلام مدفوع الأجر، ، فقيمته وأهميته تنتهي بنهاية الدفع وليس له صلاحية باقية فقد ولد وهو منتهي الصلاحية ، وقد سقطت الكثير من القنوات والوسائل الإعلامية من أبراجها المهنية الكاذبة منذ 2003 وحتى اللحظة التي ترقص فيها على إيقاع داعش التكفيري الإجرامي .. ولا غرابة ، فالطيور أو الغربان _ بأدق تعبير _ على أشكالها تقع !