التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

خطر القبيلة المقبل “دا.. عش الدبابير” وسفر التثنية 

طراد ابن سعيد العمري –

“إسرائيل” تمارس الإرهاب والعنف والقتل في غزة، وتمارسه في سوريا والعراق بالوكالة بمسمى “داعش” أو عملية “عش الدبابير”.

 

كل يوم تنكشف مخططات وقضايا كنا ولا زلنا نتعامل معها بسذاجة متناهية، بحكم ما يسوقه لنا الإعلام السياسي العربي، وما يطرحه أنصاف المثقفين، بمسمى محللين في القنوات الفضائية.

من ناحية أخرى، لم نجد هناك من يسلط الضوء على خطر القبيلة المقبل بعد التفكر في المشترك مما يجري اليوم في كل من اليمن والعراق وسوريا وسيناء مصر وليبيا والصومال، كلها مجتمعات قبلية ساعدت في تكوين الفضاء السياسي والجغرافي لما سُمي مجازاً «الدولة العربية»، لكن وبفشل تلك الكيانات السياسية في ترسيخ مفهوم الدولة المدنية الحديثة انقلب السحر على الساحر، وكشرت القبائل عن أنيابها.

في فلسطين، كالمعتاد، باتت غزة «ملطشة» لآلة القتل والعنف والإرهاب الإسرائيلية، وأمست حماس هي الشماعة التي من طريقها يتم تصفية الحسابات. هناك صمت وسكون عربي رسمي لافت تجاه ما تقوم به “إسرائيل” نسبة إلى الإنبراءة العربية والحماسة لما جرى في ليبيا وسورية، والدعوات المتكررة لمجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي للتدخل. في المقابل، الجماعات الإرهابية المستظلة بالإسلام لا تحرك ساكناً، أيضاً، ضد “إسرائيل”، بل على العكس، تفتك وتقتل وتشرّد العرب والمسلمين في القريب المجاور لـ”إسرائيل”، وأولهم ما سمي بـ«داعش».

لكن العجب والاستغراب يتبدد عندما يظهر على موقع «سي إن إن» أن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش الارهابي ) نشر في تدوينة على صفحة يستخدمها على «تويتر» تختص بنشر بياناته ومعلومات عن عملياته أن «الله لم يأمر في القرآن بقتال “إسرائيل” أو اليهود قبل قتال المرتدين والمنافقين».

الأنكأ من ذلك، ما كشفه «إدوارد سنودن» الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية أن الأخيرة وبالتعاون مع نظيرتها البريطانية «MI6» ومعهد الاستخبارات والمهمات الخاصة «الموساد» مهّدت لظهور «داعش»، ونشر موقع «ذي إنترسبت» تسريبات عن سنودن، تؤكد تعاون أجهزة مخابرات ثلاث دول، هي الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل”، لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ«عش الدابير». وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ«عش الدبابير» لحماية “إسرائيل” تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية، يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له. وبحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها.

كما كشفت تسريبات «ذي انترسبت» أن «أبا بكر البغدادي» خضع لدورة مكثفة، استمرت مدة عام كامل، خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في الموساد، إضافة إلى تلقيه دورات في فن الخطابة، ودروساً في علم اللاهوت. فلا حيرة ولا استغراب أن يتبع البغدادي تعاليم الرب في سفر التثنية من العهد القديم: «وإذا دفعها الرب إلى أياديك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة، وكل غنيمتها تغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاها الرب إليك…».

أخيراً، نحن نشهد عصر انحطاط «الدولة العربية»، فقد عادت القبيلة إلى الواجهة بعد فشل الكيانات السياسية العربية على مدى أكثر من نصف قرن في تأسيس وتأكيد مفهوم الدولة، كما استفردت “إسرائيل” بالشرق الأوسط بوسائلها المتعددة، ولم يعد أمام الكيانات السياسية العربية من مفر سوى إعادة هيكلة المجتمع وبناء الدولة على أسس صحيحة، فلم تعد الشعوب العربية مغيبة مطلقاً بعد العام ٢٠١١.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق