التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

العراق ومصر .. الرؤية السديدة المشتركة 

 بقلم / عبدالرضا الساعدي 
تمثل دولة مصر الشقيقة ، بما تمتلكه من موقع سياسي وحضاري وعسكري ، ثقلا بارزا وعنوانا عربيا مؤثرا في ساحة الإرسال والتلقي السياسي العربي والدولي وبشكل فاعل من شأنه أن يغير الكثير من الموازين المختلة عموما في المنطقة خلال المرحلة الحساسة الراهنة بشكل خاص، لما تمثله من تحديات ومخاطر جدية ، تتمثل بشكل أدق بما يتعرض له العراق من مخاطر وتهديدات من قوى ظلامية تكفيرية وتقسيمية متمثلة بزمر داعش وأخواتها التي تجاوزت كل الأطر والثوابت والأعراف والقوانين والأخلاق مدفوعة بدعم مشبوه كبير من دول مجاورة عربية وإسلامية ومستثمرة حالة التشتت في موقف بعض الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية التي لا تمثل الحد الأدنى من الموقف الوطني إزاء ما يحصل من خطر حقيقي يتمثل بتقسيم البلد وجرّه إلى أتون خراب الفوضى والضياع .
لهذا كله جاءت زيارة السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري مؤخرا إلى العراق وكذلك اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء نوري المالكي قبل ذلك بأيام ، في الوقت المناسب ولتعكس أهمية وحساسية ما يحدث في المنطقة عموما وفي العراق خاصة  من خلال رؤية مشتركة تعطي انطباعا إيجابيا ومؤثرا لدى المواطن العربي والعراقي على حد سواء وتشكل أساسا مشتركا بين دولتين لهما ثقلهما وإرثهما الحضاريين الكبيرين في المنطقة والعالم بأسره ، في رسم خارطة جديدة للعلاقات بين البلدين من شأنها تعزيز الأمن العربي المشترك وفق المعطيات الجديدة ، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية  والتجارية وغيرها ما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وبحسب بیان مکتب رئیس الوزراء العراقی أن السيد المالکی بحث فی مکتبه مع السيد شکری “تطورات الموقف الأمني والسیاسی فی العراق وتطویر العلاقات بین البلدین والتعاون لتعزیز الأمن والاستقرار”.
وقال “إن الشعب العراقی متمسك بوحدته وسوف یهزم الإرهاب ویدحر المخططات الرامیة لتقسیم العراق” مؤکدا “رغبة العراق فی تطویر العلاقات مع الشقیقة مصر بما یخدم المصالح المشترکة التی تربط البلدین والشعبین الشقیقین”.
كما صدر بیان عن وزارة الخارجیة المصریة جاء فیه :أن زیارة وزير الخارجية السيد سامح شکری إلی العراق تترکز علی بحث السبل الکفیلة بإعادة ما سماه الوفاق الوطنی بین کافة أبناء الشعب العراقی فی مواجهة التهدیدات الخطیرة لأمن وسلامة العراق ووحدة أراضیه، وکذا أمن دول الجوار والمنطقة العربیة بأسرها.
بشكل عام هذه الخطوة وغيرها في القادم من الأيام قد ترسم الرؤية المشتركة السديدة في طريق علاقات مميزة ومثمرة ستؤتي نتائجها الطيبة لصالح المنطقة التي تتعرض إلى كارثة حقيقية تدعى الإرهاب الذي لم يعد يستثني طرفا دون سواه ، ولهذا بات لزاما على الدولتين التين تعانيان منه الآن أن تتخذا  كل الإجراءات والسبل الكفيلة لردعه والقضاء عليه من خلال السعي المشترك وفق منظومة أمنية علمية مدروسة تستثمر كل الطاقات والخبرات المتوفرة بين البلدين العريقين الشقيقين العراق ومصر .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق