التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

داعش وأجندتها المشوهة… خطر يستهدف المسلمين كافة 

 “داعش” او “الدولة الإسلامية” التي أعلنت الخلافة مؤخرا ونصب البغدادي اميرا عليها، لم تكن تقصد (في خلافتها المفترضة) جمع كلمة المسلمين (بكل مذاهبهم واطيافهم) تحت لواء خلافتها، بل لفئة محددة دون غيرها، فقد اعلنت جهارا انها ضد المسلمين “الشيعة”، واعتبرتهم اشد خطرا من اليهود والكفار.

والغريب ان صحيفة الأندبندنت أون صنداي كشفت من خلال كاتبها “باتريك كوكبيرن” عن “دور السعودية في مساعدة داعش على الاستحواذ على شمالي العراق” وربطها في مقاتلة واستهداف المسلمين الشيعة، اذ يذكر الكاتب لقاء جمع بين مدير الاستخبارات السعودية السابق والسفير السعودي السابق لدى واشنطن (بندر بن سلطان) ومدير الاستخبارات البريطانية (MI6) (ريتشارد ديرلوف) حيث قال بندر للأخير “إن اليوم ليس ببعيد حين يحس مليار مسلم سني أنه احتملوا ما يكفي من الشيعة”، ويضيف كاتب المقال “إن ليس لدى ديرلوف شك بأن التنظيمات الجهادية السنية حصلت على تمويل من جهات قطرية وسعودية، وإن السلطات في البلدين غضت الطرف عن ذلك، ويؤكد هذا تعاون شيوخ القبائل السنة مع داعش، الذين لا يمكن أن يتخذوا هذا الموقف دون رضى من يدفعون لهم في السعودية وقطر”.

وقد قتل التنظيم الالاف من المسلمين الشيعة في سوريا والعراق، بعملياتهم الانتحارية واستهدافهم المباشر للمدن والقرى التي يسكنها المدنيين الشيعة، وقام مؤخرا بتهجر عشرات الالاف واستباحت العديد من المدن التي يسكنها الشيعة في شمال العراق (تلعفر، الطوز، امرلي، البشير…الخ).

كما أعلنت جهارا، ان المسلمين السنة هم هدف داعش أيضا، سيما من وصفتهم بالمرتدين او الخارجين عن الدين، وهي تعتقد ان من يؤمن بنظرية سياسية (علماني، ليبرالي، ديمقراطي…الخ) هو ملحد ويجب القصاص منه، ووجه التنظيم سؤالا للشعب السعودي استفهمت فيه عن إن كانت المملكة العربية السعودية تقتل “المرتد”، وقالت داعش في تغريدة على تويتر: “سؤال للشعب السعودي الذي يدافع عن الطاغوت، هل دولتك تقتل المرتد (الليبرالي/ الملحد)؟ الرُسل والصحابة أشرف الناس أمرونا بقتل المرتد”.

وقد رفض كبار علماء المسلمين السنة، من مختلف مذاهبهم (حنبلي، مالكي، شافعي، حنفي)، إضافة الى علماء السلفية والمتشددين (أمثال المقدسي، القرضاوي)، دعوى إقامة الخلافة واعتبروها عملا باطل شرعا.

كما استهدفت بالتفجير والاغتيال والاعدام، حتى الإسلاميين المتطرفين من المسلحين اللذين ينتمون الى جماعات متطرفة أخرى (جبهة النصرة، لواء التوحيد، الجبهة الإسلامية، النقشبندية…الخ)، ليس لا نهم من الشيعة او يؤمنون بالديمقراطية، بل هم من المتطرفون السنة، ولهم نهج تكفيري مشابه للقاعدة وداعش، لكن، من وجه نظر داعش يجب مقاتلتهم لأنهم نافسوا الخلافة المزعومة لداعش، كما يرى المحللون.

ويبقى سؤال مهم مفاده، إذا كانت خلافة البغدادي لا تريد المسلمين الشيعة في دولته، ولا المسلمين السنة أيضا، ولا حتى المتطرفين، فماذا تريد؟

وإذا كانت داعش كحركة من صنيعة المخابرات، موجه ضد المسلمين الشيعة، وهي اليوم تتحرك ضد المسلمين السنة، فهل خرجت عن السيطرة لتحرق كل الألوان الاسلامية؟.

البغدادي في الموصل

في سياق متصل ظهر في تسجيل مصور وضع على الانترنت رجل يزعم أنه أبو بكر البغدادي زعيم جماعة الدولة الإسلامية المتشددة في الجامع الكبير في وسط مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية فيما يعد أول ظهور علني له منذ إعلان دولة الخلافة الإسلامية ومبايعته كخليفة للمسلمين، وكانت هناك تقارير تداولتها من قبل مواقع للتواصل الاجتماعي بأن البغدادي سيظهر للجمهور في أول ظهور علني لزعيم الجماعة التي كانت تعرف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي قادت هجوما عسكريا الشهر الماضي أدى إلى سيطرتها هي وفصائل أخرى على مساحات كبيرة من شمال العراق، وشككت الحكومة العراقية في مصداقية التسجيل المصور ومدته 21 دقيقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن إن الوزارة قامت بتحليل التسجيل وخلصت إلى أنه مزيف، وأضاف معن أن القوات العراقية أصابت البغدادي مؤخرا في هجوم جوي وإن مقاتلي الدولة الإسلامية نقلوه إلى سوريا لعلاجه هناك، ورفض معن تقديم تفاصيل أخرى ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل من مصادر مستقلة، وإذا كان البغدادي هو من ألقى بالفعل خطبة الجمعة في الموصل فسيكون هذا أول ظهور علني لزعيم الجماعة المتشددة التي بدأت هجومها باجتياح مدينة الموصل كبرى مدن شمال العراق في العاشر من يونيو حزيران سرعان ما انتهى باستيلائها عليها.

ويظهر في التسجيل المصور رجل ملتح يرتدي عباءة سوداء ويعتمر عمامة سوداء على رأسه وهو يصعد على منبر رفع فوقه العلم الأسود لجماعة الدولة الإسلامية، وحمل التسجيل المصور عنوان “الخليفة إبراهيم أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية حفظه الله”، ولم يتسن على الفور التأكد من شخصية الرجل الذي ظهر في التسجيل لأنه لم تنشر للبغدادي من قبل سوى صورة غير واضحة المعالم، ولم يتسن كذلك على الفور التأكد من صحة التسجيل أو من التاريخ الذي صور فيه، وقال البغدادي في التسجيل المصور “إن إخوانكم المجاهدين قد من الله عليهم بنصر وفتح ومكن لهم بعد سنين طويلة من الجهاد والصبر ووفقهم ومكنهم لتحقيق غايتهم فسارعوا إلي إعلان الخلافة وتنصيب إمام وهذا واجب علي المسلمين واجب قد ضيع لقرون وغاب عن واقع الأرض فجهله كثير من المسلمين”. بحسب رويترز.

وأضاف “ولقد ابتليت بهذا الأمر العظيم لقد ابتليت بهذه الأمانة، أمانه ثقيلة فوليت عليكم ولست بخيركم ولا أفضل منكم فإن رأيتموني علي حق فأعينوني وإن رأيتموني علي باطل فانصحوني وسددوني”، وكان البغدادي دعا في تسجيل صوتي المسلمين في أنحاء العالم إلى حمل السلاح وأن يتجمعوا في “دولة الخلافة” التي أعلنها على الأراضي العراقية والسورية التي يسيطر عليها، وجرى تداول التسجيل المصور على نطاق واسع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وقال بعض سكان الموصل إنهم شاهدوا رجلا قدم إليهم بأنه البغدادي يخطب الجمعة في مسجد في وسط مدينة الموصل يوم الجمعة، وقال شهود العيان إن الرجل دخل المسجد محاطا بمسلحين يرتدون زي مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية.

وقال أحد المصلين الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته “حبسنا أنفاسنا من الخوف والمفاجأة”، وقال شاهد آخر “بدأ أحد أفراد المجموعة في التحدث معنا بنبرة عالية وبالعربية الفصحى قائلا إن أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي هنا ليلقي خطبة الجمعة وطلب من الجميع عدم استخدام الهواتف المحمولة لالتقاط صور أو تصويره لدواعي أمنية”، وقال شاهد ثالث “استمرت الخطبة حوالي 20 دقيقة ثم أم الرجل الذي قدم لنا على أنه البغدادي صلاة الجمعة وبعد أداء الصلاة غادر مع عشرات من أتباعه في موكب طويل من السيارات”.

وأجبرت مليشيات الدولة الإسلامية/داعش سكان الموصل على حضور صلاة الجمعة لمبايعة زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، الذي نصب نفسه كخليفة لـ”دولة خلافة” زعمت الحركة المتشددة إعلانها بمناطق سيطرتها بسوريا والعراق، ونقلت قناة “العراقية” الرسمية عن إبراهيم الطائي، عضو مجلس أعيان الموصل، إن “داعش” عاقبت المتخلفين عن حضور الصلاة و”المبايعة” 50 جلدة، وطبقا للمصدر بان “داعش” دعت سكان الموصل، عبر مكبرات الصوت، للحضور لأداء صلاة الجمعة، وتهديد من يتخلف بالجلد.

كما كشف شهود عيان ممن تواجدوا في مسجد النوري بالموصل، عن توقف الاتصالات قبل وصول البغدادي بنحو ساعة من الزمن، وأضاف الشهود أن موكبا ضخما حمل “الخليفة” إلى المسجد ضم عددا كبيرا من سيارات الدفع الرباعي السوداء المصفحة إلى جانب العديد من سيارات البيك آب المزودة برشاشات ثقيلة وأنواع أخرى من الأسلحة، بالإضافة إلى سيارة دفع رباعي سوداء مزودة بالعديد من أسلاك وأعمدة الاتصال اللاسلكية يُعتقد أنها سيارة التشويش على أرسال الهواتف المتنقلة.

وبينت شاهدة عيان ممن كانت في الطابق الثاني من المسجد وقت إلقاء الخطبة: “كانت جمعة مرعبة، قبل نحو أربعة إلى خمس دقائق من موعد بدء خطبة الجمعة رأينا سيارات مظللة نوافذها باللون الأسود وأشخاص يهتفون الله أكبر”، وتابعت قائلة: “كنا خائفات من طريقه ارتدائه لملابسه، حيث لم نرى إماما سنيا يرتدي اللون الأسود بالكامل فيما سبق، كنا نحن النساء في الطابق الثاني نبكي دون إصدار صوت مخافة أن يسمعونا ويؤذوننا، انتظرنا بعدها لمدة ساعة من الزمن بعد انتهاء الخطبة حيث كان هناك رجال مسلحون يوصدون الأبواب”، وأشارت إلى “كنا قلقين مخافة أن يكون قد رآه أحد يدخل المسجد وعليه سيتم قصف المسجد ونحن فيه”، وبحسب شهود عيان آخرين، فقد طلب رجال البغدادي المصليين بتقديم بيعتهم له ابتداء من الصف الأول للمصلين فالثاني والثالث والرابع.

القرضاوي يعترض على داعش

من جهته أكد الداعية السني يوسف القرضاوي الذي يعد من أهم مرجعيات تيار الإخوان المسلمين أن إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا إقامة “الخلافة”، هو “باطل شرعا” و”لا يخدم المشروع الإسلامي”، وقد نشر الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بخصوص الإعلان عن الخلافة “نتمنى أن تقوم اليوم قبل غد”، لكن الخطوة التي اتخذها تنظيم “الدولة الإسلامية” يترتب عليه “آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سوريا”.

واعتبر الاتحاد أن إعلان الخلافة وتعيين أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين لا يلبي عدة شروط شرعية، لاسيما مبدأ كون الخليفة “نائبا عن الأمة الإسلامية” بأسرها، ومبدأ “الشورى”، فضلا عن ربط الخلافة “بتنظيم بعينه اشتهر بين الناس بالتشدد”، ما يؤدي إلى إلحاق ضرر بمشروع الخلافة، وقال البيان إن “الخلافة من الناحية الشرعية والفقهية تعني الإنابة، فالخليفة (لغة وشرعا) هو نائب عن الأمة الإسلامية، ووكيل عنها من خلال البيعة التي منحتها للخليفة، وهذه النيابة لا تثبت شرعا وعقلا وعرفا إلا بأن تقوم الأمة جميعها بمنحها للخليفة، ومن هنا فإن مجرد أمر إعلان جماعة للخلافة ليس كافيا لإقامة الخليفة”.

كما اعتبر أن “إعلان فصيل معين (مهما كان) للخلافة، إعلان باطل شرعا، لا يترتب عليه أي آثار شرعية، بل يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق والثورة في سوريا”، كما رأى أن “ربط مفهوم الخلافة الإسلامية بتنظيم بعينه اشتهر بين الناس بالتشدد والصورة الذهنية عنه سلبية حتى بين أبناء الأمة الإسلامية أنفسهم، لا يخدم المشروع الإسلامي أبدا”، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي غير اسمه ليصبح “الدولة الإسلامية” مع إعلان زعيمه أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، إلا أن القرضاوي أكد أن عودة الخلافة كمبدأ هي “أمر جلل تتوق إليه أنفسنا جميعا وتفكر فيه كل عقولنا وتهفو له كل أفئدتنا” مضيفا “كلنا نحلم بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تقوم اليوم قبل الغد”.

الجولاني ينافس خلافة البغدادي

الى ذلك تداولت صفحات جهادية ما قالت إنه تسجيل منسوب لزعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، يعلن فيها تأسيس إمارة في الشام، في خطوة تأتي بعد أيام على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” قيام “دولة الخلافة،” ومبايعة أبوبكر البغدادي كـ”خليفة للمسلمين” على حد تعبيرهم.

وقال الجولاني في التسجيل الذي لم يتسنى التأكد من صحته: “آن الأوان لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام تطبق حدود الله عز وجل تنطبق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى، دون تهاون أو استهانة أو مواراة أو مجاراة، آن الأوان أيها الأحبة آن لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم وتصون مقدساتهم تؤدي الزكاة وتقيم الحدود وتفعل كل ما يأمرنا به الله عز وجل من الصغيرة إلى الكبيرة”، وتابع قالا أمام ما بدى أنه مجموعة من أنصاره: “لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يقطف ثمار جهادكم مهما بلغ منا الحال ولو لم يبقى منا قطرة دم واحدة، لن نسمح لمشاريع علمانية ولا لمشاريع انبطاحيه ولا لمشاريع خارجية غازية لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يقطف ثمار جهادكم مهما بلغ بنا الحال”. بحسب سي ان ان.

وأضاف: “أيها الأحبة الكرام مفتاح هذه الإمارة بأيديكم أنتم من يستطيع اقامتها في هذه اللحظة في غضون عشرة أيام لو أنكم سمعتم وأطعتم لتقديم هذا الأمر، بيدكم هذا المفتاح لا ينازعكم فيه أحد سواء في أرض الشام أو غيرها انتم من اختاركم الله عز وجل لأن تكونوا في محطة صراع تاريخي ينتظره المسلمون منذ 1400 عام”، وبين أن “هذه الإمارة سيكون لها خطوط تماس مع كل من يريد أن يتربص بالمسلمين شرا، وهذه الحدود تمتد بطريقة واسعة منها مع النظام ومنها مع الغزاة ومنها مع المسلمين ومنها مع كل من يتبرص بالمسلمين شرا، فعلى كل جندي في جبهة النصرة أن يكون على كامل الاستعداد”.

وكان قد أرغم تنظيم “الدولة الاسلامية” اكثر من ثلاثين الف شخص من سكان بلدة الشحيل، التي كانت تعتبر معقلا لجبهة النصرة، على مغادرة البلدة التي سيطر مؤخرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، واشار المرصد الى ان تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي بات يسيطر على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، سبق ان “هجر” حوالى ثلاثين الف مواطن آخرين من بلدتي خشام وطابية في المحافظة نفسها، وقال المرصد السوري في بريد الكتروني “هجّرت الدولة الإسلامية أهالي مدينة الشحيل، المعقل السابق لجبهة النصرة في سوريا، البالغ عددهم أكثر من 30 ألف نسمة، وذلك بعد مبايعة فصائل وأهالي مدينة الشحيل للدولة الإسلامية”، وقال ان “الدولة الإسلامية لم تسمح حتى الآن بعودة سكان بلدتي خشام (أكثر من 15500 مواطن)، وطابية جزيرة (نحو 15 ألفا) في ريف دير الزور الشرقي الذين هجرتهم في 23 حزيران/يونيو، كأحد شروط ” قبول توبتهم” بعد قتالهم للدولة الإسلامية”، وعلى صفحة تم استحداثها تحت اسم “الشحيل تستغيث” على موقع “فيسبوك” وانضم اليها حتى الآن اكثر من 1200 شخص، كتب ناشطون “كلاب داعش من شدة خوفهم من الشحيل، اشترطوا ان يتم تهجير كل من في الشحيل الى خارج المدينة لكي يستطيعوا ان يدخلوها، ومن شدة خوفهم ايضا وجبنهم دخلوا في مدرعات ودبابات ولم يدخلوا في سيارات عادية”.

وتم تناقل شريط فيديو على موقع “يوتيوب” يظهر، كما يقول ناشطون، رجالا بينهم وسطاء واعيان تولوا التفاوض على ما يبدو مع تنظيم “الدولة الاسلامية” يقومون بتبليغ الاهالي ب”شروط داعش” على اهالي الشحيل “لقبول توبتهم”، ومن هذه الشروط، بحسب الشريط، تسليم كل السلاح الموجود في البلدة ابتداء من المسدسات، ثم “خروج الاهالي لمدة سبعة الى عشرة ايام” من البلدة، “حتى يشعروا (الدولة الاسلامية) بالأمان”، فتتم عودة الأهالي، وشكك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بنوايا تنظيم “الدولة الاسلامية” وبإمكان العودة، متهمين عناصر “داعش” بانهم يريدون احتلال منازل البلدة ونهبها، ويتحدر عدد من قياديي جبهة النصرة من بلدة الشحيل، وقال المرصد ان البلدة فرغت من سكانها الذين “لجأوا إلى قرى وبلدات مجاورة، وبعضهم لا يزال يفترش العراء وسط ظروف غير إنسانية، ويعانون من ارتفاع درجات الحرارة ونقص في الأغذية والمياه”، واشار الى مفاوضات قائمة بين “الدولة الاسلامية” وعشيرة الشعيطات التي تتوزع في قرى وبلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية في ريف دير الزور ويصل تعداد سكان هذه القرى إلى نحو 83 ألف نسمة، “بسبب محاولة الدولة الإسلامية فرض بند التهجير على أهالي هذه القرى” ايضا.

تضييق الخناق

فيما ضيق تنظيم “الدولة الاسلامية” الخناق على ثالث كبرى المدن الكردية في أقصى شمال سوريا، سعيا لتوسيع سيطرته على مناطق حدودية مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ويسعى التنظيم الجهادي الذي تكتسب عملياته في سوريا زخما من الهجوم الكاسح الذي يشنه في العراق منذ شهر، الى ربط مناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها، مع المناطق التي سيطر عليها في شمال العراق وغربه، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “ريف مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) بات محاصرا بشكل كامل من الدولة الاسلامية” التي تتقدم باتجاه المدينة الواقعة في ريف حلب.

واوضح ان عناصر التنظيم الجهادي “يبادرون الى الهجوم ويتقدمون، وسيطروا في الايام العشرة الماضية على سبع قرى تقع الى الجنوب والشرق والغرب من عين العرب”، ثالث كبرى المدن الكردية في سوريا بعد القامشلي (في محافظة الحسكة) وعفرين (في ريف حلب)، وبحسب المرصد، يبلغ عدد سكان عين العرب وريفها نحو 400 الف نسمة، وبحسب المرصد، تدور معارك عنيفة بين مقاتلي “الدولة الاسلامية” وعناصر من وحدات حماية الشعب الكردي في بلدة شيوخ تحتاني وفي محيط قرية أحمدية وفي مناطق أخرى، على مسافة نحو 40 كلم الى الغرب والشرق من عين العرب.

ونتج عن المعارك اسر المقاتلين الاكراد لقائد عسكري في “الدولة الاسلامية” هو مصري من مدينة السويس، كما قتل 11 عنصرا من التنظيم على الاقل، بحسب المرصد، واشار عبد الرحمن الى ان اهمية عين العرب تكمن في كونها “جيبا داخل مناطق تواجد الدولة الاسلامية على الحدود السورية التركية”، ويبلغ طول هذه الحدود نحو 700 كلم، وباتت “الدولة الاسلامية” تسيطر على نحو 250 كلم منها، تمتد من اقصى شمال شرق حلب، حتى اطراف مدينة راس العين في الحسكة، التي تبعد نحو 180 كلم شرق عين العرب، وقال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية رومان كاييه ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” الذين يحاصرون عين العرب “هم في موقع قوة، تنقصهم عين العرب للتمدد كليا حتى رأس العين”. بحسب فرانس برس.

واضاف “في حال سيطروا على عين العرب، سيتمتعون بتواصل جغرافي من جرابلس (شمال شرق ريف حلب)، وصولا الى رأس العين”، معتبرا ان هذا التمدد “استراتيجي لأنه يقع على الحدود ويتيح لهم تواصلا ميدانيا”، واكد عبد الرحمن ان “الدولة الاسلامية” تحاول ربط هذه المناطق الحدودية، بتلك التي تسيطر عليها في دير الزور (شرق سوريا) والرقة (شمال)، وصولا الى محافظتي الانبار ونينوى في العراق، وعزز هذا الهجوم من قدرة التنظيم على خوض معارك في سوريا، فسيطر على مزيد من المناطق في دير الزور، ويحاول القيام بالأمر نفسه في حلب، واعلن التنظيم اقامة “الخلافة الاسلامية”، وتنصيب زعيمه ابو بكر البغدادي “خليفة للمؤمنين”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق