من صدام إلى مسعود.. تلميذ ومدرسة
حيدر نظير ابراهيم الهنداوي –
عندما تتغيب او تنعدم الصفات الواجب توفرها لدى اي مسؤول في الدولة او قائد عسكري كالشجاعة والاحتكام للعقل والمنطق والصدق مع النفس ونكران الذات وغيرها يتحول من حيث يدري ولا يدري الى وحش ضارٍ يفترس الدولة والشعب والجار والسلم العالمي . لعل هذا الوصف مناسب لما افرزته مدة قائد الضرورة او بطل النصر والسلام التي سبقت دخول القوات الغازية للعراق . فبعد ثماني سنوات من تداعيات انهر الدم مع الجارة ايران خرج رجل العصابة مرة اخرى ببدعة جديدة مفادها ان الكويت جزء من العراق تاريخيا ويجب تحريرها واسترجاعها وتقرير مصيرها والهيمنة على ابارها النفطية ولاجل ذلك قام بزج الجيش في مغامرة الكويت في سابقة خطيرة اودت في نهاياتها بالجمل وما حمل . كان ذلك بايعاز من السفارة الامريكية في العراق وعلى لسان أبريل غلاسبي التي بينت لصدام ان الحرب على الكويت شأن داخلي بين العرب وليس على امريكا التدخل فيه .. هكذا انطلق الثور القومي ملبيا نداء العشوائية واللاحكمة الذي اشتهر بها تحت تاثير الجرعة المخدرة للبيت الابيض ليعلن انضمام الكويت لباقي المحافظات العراقية لتكون المحافظة رقم 19 . اليوم وبعد مرور اكثر من عقدين على هذه الحادثة السوداء يعود مسعود ليقلد قدوته النضالية صدام بالفعل وبالقول ليحتل كركوك واجزاء من نينوى وديالى بذات حجة الحق التأريخي وتقرير المصير الصدامية . معلنا ان كركوك جزء من الاقليم شاء من شاء وأبى من ابى .. ضاربا الدستور ومستغلا انشغال الحكومة بمجابهة قوى الظلام المتمثلة بداعش واخواتها . نعم ذات الاحتلال يتكرر هذه الايام ونفس التصريحات والحجج ولعل الكاكا البرزاني لم يعتبر مما جرى لغريمه وصديقه صدام بل اقتدى به حرفيا وعقليا ونمطيا وتجاوزه كثيرا فكما يقول المثل ( صانع الاستاذ استاذ ونص ) فقد اعاد كل مانهج به من غزوات وسرقات وتهجير قسري على الساحة العراقية من جديد . ولو كان هدام حيا لرفع شعاره الشكلي تبا للمستحيل .. عاش المسعوديون النجيفيون الداعشيون .. والله اكبر
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق