أداء شعبي عظيم … يقابله أداء سياسي باهت
بقلم / عبدالرضا الساعدي
يوما بعد يوم تتجلى وقفة العراقيين ويتجلى تطوعهم و مساندتهم المباشرة وغير المباشرة للقوات الأمنية والعسكرية في ساحات المواجهة ضد الإرهابيين الداعشيين من كل الصنوف والجهات ، بصورة تدعو للفخر والاعتزاز والسمو، يقابله أداء سياسي باهت يدعو للغرابة والحيرة والتساؤلات المريرة : ماذا ينتظرون ، وماذا هم فاعلون ، وإلى أين هم متجهون ؟
تساؤلات مشروعة في ظرف حرج وحساس وبالغ الخطورة ، لم يخفف من وطأته سوى الملايين التي تدافعت بطريقة وطنية راقية إثر نداء كبير وعظيم من لدن المرجعية الشريفة التي تستشعر النبض اليومي للأحداث لحظة بلحظة وما يترتب عليها من نتائج وأبعاد لها مساس بواقع الوطن والشعب والدين والحياة عموما.
وعي وإرادة وتلاحم وعزيمة وإيمان ، كل ذلك ترابط مع بعضه ليشكل صورة الأداء الشعبي الوطني الذي يمثل الرغبة الحقيقية بالانتصار ودحر العدو وحفظ العراق من شرور التقسيم والفوضى والضياع التي تدور في مخيلة الدواعش المريضة المظلمة .
ولعلها من أكثر المراحل التي يمر بها الشعب أهمية وحساسية لاسيما وقد تكشفت النوايا الحقيقية لأكثر الأدعياء السياسيين في داخل العراق وخارجه ، ومن هم على شاكلتهم من الذين أوهموا الناس أنهم شركاء حقيقيون في العملية السياسية ، وليسوا باعة وتجار يتقاسمون أرضه وثروات شعبه مع الدخلاء على هذا البلد المقدس من شماله إلى جنوبه.
وقفة الشعب العظيمة هذه أصبحت محط اهتمام وإعجاب العالم وهو يراقب ويتابع ما يملأه الشعب من الفراغ في الأداء السياسي وما يسد النقص أو ما يعوض العجز والخلل والتشتت في المواقف والإرادات غير المتوافقة مع مصلحة البلد العليا ومصالح الشعب عموما.
أداء شعبي مبهج ويعطي الأمل حقا أننا مقبلون على النصر الأكيد بمشيئة الله سبحانه ، رغم ما يخطط له الداعشيون ومن لف لفهم ، ودماء زكية وشهداء قامتهم حد السماء يبنون لهذا الوطن سقفا آمنا جديدا يستظل تحته أهل كرام لن ينسوا جود عطائهم الثر أبدا، وسيرددون أسماءهم مثل كواكب ساطعة تزين مستقبل العراق العظيم.