التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

كل البنادق خائنة.. الّا بندقية المقاومة 

علاء الرضائي –

بعد ايام من العدوان على غزة، كان علي ان أذكر صديقي الشاب الغزاوي المحبوب والعفيف، أحمد، كان يعمل في نفس المرسسة التي كنت أعمل فيها، رغم ان لقاءنا كان على الفيسبوك ومن خلال الواتس اب… احمد الشاب الذي لايكف من البحث عن عمل في السنوات الأخيرة والذي لم أستطع ان أفعل له شيئاَ رغم كل الاتصالات التي عملتها من أجله…

 كنت عندما انظر الى صورته اشعر بالتقصير او القصور والعجز عن فعل شيء له.. شاب متحمس للأسلام والثورة الاسلامية ولتعاليم أهل البيت عليهم السلام…

 

 

توقعت اشياء كثيرة قبل ان أبعث له برسالة نصية، فلربما يكون بشغل عن سؤالي الذي لايغني ولايسمن من جوع وهو يعيش قصف الطائرات والمدافع الصهونية ويواجه وحشيتهم بكاميرا جل ما تفعله توثيق المجزرة.. كان علي ان اتصل به فالتلفاز ومواقع الاخبار قد لا تستطيع نقل الصورة كما هي، قد تدفعك الى الحزن او اليأس او البطولة الزائدة!

 

 

تركت له رسالة على أحد رقميه اسأل فيها عن حاله ولما لم اسمع منه ردا زاد حزني وشعرت بتأنيب ضمير اكثر ازاء هذا الشاب الغزاوي اليافع.. فبعثت له بأخرى على رقمه الآخر.. واذا به بعد ساعات يرد.. احمد خبرني عنك.. طمني عليك وعلى أسرتك؟ واحمد يرد وكأنه من لندن او باريس.. كلنا بخير والحمدلله.. ثم تختلط حروفه بالأسى.. اليهود يجرمون بحق الابرياء.. مجازر كبيرة ومروعة يا حاج.. هل تريد ان ارسل لك او لأية جهة صور وافلام عنها؟

صديقي الغزاوي يتحدث وكأن ما نسمعه من حرب وقصف وقتل لاحقيقة له.. نعم ليست الصورة كما ينقلها الاعلام الذي يركز على مجازر الصهاينة والوضع المأساوي لغزة.. وهو محق ـ الاعلام – لان ذلك جزء من مهمته في نقل ما يتعرض له الغزاويون من اجرام صهيوني.. لكن هناك صورة اخرى نقلها لي احمد ـ بصدق – وهي صورة بطولة هؤلاء الناس المحاصرين على بقعة صغيرة من الارض، غير عابئين بنار الاعداء وغدر الاصدقاء.. و كأن الحرب والدماء والدمار والجوع جزء من حياتهم اليومية، بهذه الروح غيروا المعادلة واذاقوا العدو مرارة الهزيمة وذل العجز أمام صمودهم، أسروا شوكته قبل أن يأسروا جنوده..

 

 

في المساء، كانت هناك رسالة أخرى من احمد يقول فيها والفرح يشع من كلماته، ابطال المقاومة أسروا جندياً صهيونياً… اليهود يخسرون المعارك البرية وينتقون من المدنين.. حاج مجزرة الشجاعية مروعة..

 

دعوت لهذا الغزاوي بالحفظ والسلامة وللمقاتلين بالنصر وللعرب والمسلمين بالشعور بالكرامة والحمية والانسانية… فلربما يكون يوم القدس في آخر جمعة من الشهر الفضيل، يوم نهضة وانتفاضة على ترهلنا وتقاعسنا.. عسى ان يذكرنا بأن لنا أهل وأخوة يبادون لالشيء سوى ان غيرهم يريد الحياة بقتلهم وبعضنا يطلب العافية بذلهم…!!

 

 

 

يوم القدس فرصة لكي نفي ببعض الدين الذي في اعناقنا تجاه حرائر فلسطين وسلب طفولة صغارها ونزف مقاوميها.. لأولئك الأسرى في سجون الاحتلال.. ولنقول لأنفسنا ولبعض المغرريين منا ومن أهل فلسطين ـ بالتحديد ـ ان القدس هي البوصلة وان كل بندقية لاتصوب بأتجاه الصهاينة خائنة مهما كان عنوانها واي كان من يحملها… والسلام

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق