ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
بقلم / عبدالرضا الساعدي
بعد كل ليلة معتمة طويلة وشاقة ، نأمل صبحا قادما مشرقا ، في هذا الوطن الحبيب الموجوع ، وبعد كل موجة حزن أو خيبة ويأس ، نعود نتفاءل من جديد ، لأن الحياة تتطلب ذلك ، ونحن شعب يحب الحياة ، لكن اختلافنا عن الشعوب الأخرى ، ليس في هذا كله ربما ، إنما في الهدايا التي نتمناها خلال أعيادنا ، وفي كل عيد يطلّ علينا ، تتكرر ذات الأمنيات، ولكن .. عسى أن نستيقظ ذات عيد ، لنجدها داخل أوخارج بيوتنا ، في الشوارع والساحات والأسواق وفي كل الأمكنة والأوقات ، إنها هدايا الأمان والاستقرار والطمأنينة المؤجلة ، وإنها هدايا الكهرباء التي طال غيابها ، وهدايا الماء الصالح للشرب ، والسكن ، والمواد التموينية المنتظمة وغير المنقوصة، وتناقص طوابير العاطلين عن العمل ، وغيرها كثير ،ولن نتحدث عن ( العيدية ) التي قطعتها الحكومة منذ سنوات عن رواتب هذا الشعب، من موظفين ومتقاعدين، إذ يبدو أن الحديث عن هذا الأمر، هو حديث عن مكارم لايستحقها شعب يعطي أكثر مما يأخذ ، شعب تنزف دماؤه وحياته وراحته يوميا ، بينما يقبض غيره من البرلمانيين والحكوميين ورجال الأحزاب، هدايا هذا العطاء الكبير وغنائمه!! .. لابأس ، نحن شعب صبور ، ونؤمن بالله الواحد القدير الكريم الناصر المعين ، وهو من يكرم هذا الشعب المظلوم جدا ، الذي من دون ناصر ومعين ، غيره _جل وعلا._ ،نعم ونحن نستقبل هذا العيد ، عيد الفطر المبارك ،تتكرر ذات الأمنيات اليوم ،وعيوننا وقلوبنا متلهفة لقدوم الهدايا ،إنها هدايا عراقية بامتياز !ينتظرها الكبارمع الصغار، والقريب مع البعيد والغائب مع الحاضر، لأنها تعني حياة البيت العراقي الأساسية ، ولكن أعداء هذا البلد وشركاءهم من كل الوجوه والأصناف، لايسعدهم بيت عراقي آمن وسعيد ..ومرة أخرى نأمل عيدا يشبه صبحا مشرقا بعد ليلة معتمة وطويلة ،ونأمل ضحكة وبهجة ورجاءً، بعد كل حزن وخيبة ويأس، فبلد جميل مثل بلدنا ، وشعب كريم مثل شعبنا يستحق كل الخدمة والمحبة والتقدير ، فهل ستأتينا الهدايا، ومتى .. أفي هذا العيد أم الذي بعده!!؟ .. نحن نأمل ، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. ونهنيء أهلنا العراقيين بهذا العيد المبارك ، وكل عام وأنتم بخير
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في الافتتاحية