التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

لهذه الاسباب .. داعش هاجمت البيشمركة 

علي رحيم اللامي –

بعد ان كان اكراد العراق ينعمون بشي من الامان والطمأنينة المؤقتة وكانوا ينئون بأنفسهم عن كل ما يعكر صفو حياتهم من الاحداث الامنية التي تجري بعيدا عنهم فقد بات الان إقليم كردستان في مرمى نيران تنظيم الدولة الإسلامية بعد سقوط مدن خاضعة لسيطرة الأكراد لا تفصلها عن حدود الإقليم غير كيلومترات. ويعد انسحاب القوات الكردية من المناطق التي استماتوا للسيطرة عليها صدمة كبيرة، خصوصا أن الأكراد انتقدوا كثيرا الجيش العراقي لانسحابه من الموصل في التاسع من حزيران/يونيو الماضي.

ويرى محللون أن التنظيم، الذي يحاول التقدم إلى بغداد، غير وجهته إلى الشمال للاستيلاء على المناطق التي سيطر عليها الأكراد بعد أن عجز عن تحقيق تقدم باتجاه الجنوب.

فيما رأى آخرون أن المنطقة الغنية القريبة من الحدود السورية والتركية، تشكل موقعا استراتيجيا مهما لتعزيز اقتصاد التنظيم الذي يزداد توسعا.

وخسرت قوات البيشمركة خلال اليومين الماضين أهم المدن الخاضعة لسيطرتها في محافظة نينوى وهما زمار وسنجار، التي تقطنها الأقلية الأزيدية.

وتمتاز زمار بالآبار النفطية المنتجة ووجود سد الموصل العملاق على أراضيها، وهي مجاورة لمدينة دهوك الكردية، فيما تأتي أهمية سنجار لوقوعها على الحدود العراقية السورية.

المحلل إحسان الشمري قال”نتيجة لعدم تقدم داعش في المحافظات الجنوبية ووقف زحفها، استدارت على إقليم كردستان سعيا لمكسب جديد وجعلت كردستان هدفها لها”.

وأضاف أن الأكراد كان لديهم غرور أكثر من اللازم ويعتقدون أن لديهم قدرة خرافية جاءت نتيجة خبرتهم في قتال الجيش العراقي في السابق، لكنهم اليوم أصبحوا في مرمى نيران داعش”.

وتابع: أعتقد أن هزيمة الأكراد نتيجة طبيعية لأن تنظيم الدولة الإسلامية مدرب على حرب شوارع، الأمر الذي تفتقده قوات البيشمركة “.

وعلى الرغم من المناوشات، التي تجري بين فترة وأخرى بين داعش وقوات البيشمركة ، إلا أن الجانبين بقيا على طرفي خطوط التماس، وبنت قوات البيشمركة خطوطا دفاعية على مدى الأسابيع الماضية.

وتعرض الجيش العراقي الذي انسحب من الموصل لحملة انتقادات وسخرية واسعة من قبل قوات البيشمركة ، التي وقفت متفرجة على انهيار قطاعات الجيش العراقي في الموصل.

ووصل الأمر إلى حد قيام ضباط وجنود من البيشمركة بالتقاط صور تذكارية مع معدات وبزات الجيش العراقي المنهار وعلى وجوههم ابتسامات عريضة.

ولم يجر أي تنسيق بين بغداد وأربيل على أرض الواقع لمحاربة داعش، إذ ركزت قوات البيشمركة على تعزيز نفوذها في المناطق المتنازع عليها، فيما بقيت بغداد تصد تقدم التنظيم تجاه بغداد.

ورأى مسؤول مؤسسة “اونة” الإعلامية أسوس هردي إن توجه داعش لمهاجمة إقليم كردستان يعود لعدة أسباب أولها توسيع حدودها مع سورية وتركيا لتنشيط حركتها الاقتصادية.

وقال كذلك إن “داعش تدرك أن هناك خطة كردية شيعية سنية بمساندة أميركية لطردهم من الموصل والمناطق الأخرى”.

وأوضح أن “عناصر داعش قاموا بخطوة استباقية، لإفشال هذه الخطة وإنهائها قبل أن تجري على أرض الواقع”.

واعتبر أن “بسط داعش نفوذها على المناطق الحدودية بين تركيا والعراق وسورية، لا يتحقق إلا بمزيد من التوسع على حساب المناطق الكردية التي تحتوي على آبار نفطية”.

ويسود جو من الحزن في مدن إقليم كردستان العراق، بعد انسحابات البيشمركة الأخيرة.

هوشنك محمد وهو سائق سيارة اجرة قال لوكالة الصحافة الفرنسية “نشعر بألم وحزن مما جرى، وأخشى ان يتعرض الأكراد والأزيديين إلى القتل على يد المتشددين”.

وأضاف أن “لدى البيشمركة تاريخا طويلا من النضال ولن يستسلموا ببساطة، ونحن على ثقة أنهم سيستعيدون المناطق التي فقدوها”.

لكن مراقبين يرون أن انسحاب البيشمركة هو عملية تكتيكية من أجل الضغط على الولايات المتحدة لتزويد الأكراد بالسلاح الذي يشترونه حاليا من السوق السوداء.

وبعث إقليم كردستان في الآونة الأخيرة بعدة وفود إلى واشنطن لطلب السلاح الثقيل لمواجهة الجهاديين، لكن ذلك لا يمكن أن يحصل دون موافقة بغداد.

وكان الإقليم شكل عقبة كبيرة أمام بغداد بعد رفض أربيل بشدة صفقة تجهيز العراق بطائرات آلاف 16 الأميركية، التي تواصل واشنطن تأجيل تسليمها إلى بغداد على الرغم من دفع كامل ثمنها.

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق