التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

داعش ..أسوأ نموذج في تأريخ الإنسانية وُكِّلَ بتشويه الدين الإسلامي ! 

صالح المحنة –

ثمّة مَن يعتقد بأنَّ ممارسات داعش الإجرامية ضد الأبرياء وبعنوان تطبيق الأحكام الشرعية .. لم تأت من فراغ .. إنما لها مايبرّرها ويدعم فكرة تطبيقها في التأريخ الإسلامي .. ويبنوْن إعتقادهم هذا على ماورد في ظاهر بعض الآيات القرآنية، والتي فيها إشارات واضحة على تطبيق بعض الأحكام الشرعية، والتي يستفيد منها تنظيم داعش الإرهابيّ اليوم ويمارسها بأفراط مع ضحاياه .. كقطع اليد ورجم الزانية وقتل المرتد وفرض الحجاب ودفع الجزية وعقوبة تارك الصلاة وغيرها مما يرتبط بالأحكام الإسلامية المُشار إليها في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة..وبناءاً على هذا الأساس فأن داعش وحسب إعتقاد ذلك البعض وحسب رؤيتها هي …هي دولة إسلامية تطبّق الشريعة كما أرادها الله ورسوله وهي النموذج الأكثر وضوحا للدين الإسلامي ..! وهذا هو ماتسعى له داعش ومن يقف وراءها ..بل تحاول جاهدة أن يسود هذا الإعتقاد لدى العالم أجمع ، ليتحقق أحد أهم أهداف وجود هذا التنظيم المشبوه …الذي يُعتبر أسوأ نموذج عرفته الإنسانية ، وهو تشويه الصورة الحقيقية للإسلام الأصيل.. الأسلام الذي يعتبر قتل النفس البريئة بحجم قتل الناس جميعا وإحياءها بحجم إحياء الناس جميعاً (مَنْ قتَلَ نفساً بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرْضِ فكأنّما قَتَلَ الناسَ جميعاً ومَنْ أحْياها فكأنّما أحْيا الناسَ جميعاً ) “المائدة 32 ” الإسلام الذي رفع لواءه محمد ص وجعل من الحُب للآخر شرطاً أساسياً للإيمان فيقول (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) . ومن الجدير ذكره أنّ من يتابع ويدقق في تفاصيل جرائم هذا التنظيم وما يقوم به من افعال وحشية مع سرعة تمدده على الأرض بهذه السرعة الهائلة حتى بدأ يغيّر خرائط سياسية ويهزم جيوشا ويدك حصوناً… ويهدد عواصم كبرى بالسقوط… ويُسقط حسابات دولية ..لم يراوده شكٌّ بأنَّ ظهورتنظيم داعش على الساحة العربية والإسلامية هو ليس ظهورا مفاجئا وطارئا… وإنّما هو نتيجة لزواجٍ جماعي طال إنتظاره بين عدة أنظمة فاسدة لدولٍ عربية وأخرى إسلامية وبتواطيءٍ مفضوح مع المشروع الصهيووهابي الكبير الذي يرمي عدة عصافير بحجر واحد .. داعش وليدهم المشوّه ويدهم الضاربة الذي ألبسوه لباساً إسلاميا وهابيّاً وأطلقوا له العنان بفعل مايريد رافعا شعار تطبيق الشريعة الإسلامية … داعيا الى تأسيس دولة الخلافة ( الإسلامية) الكبرى على أنهار من دماء الأبرياء ! ليعلنَ للعالم أجمع بأنهم يمثلون الإسلام وشريعة محمد ص ! وبتواطيءٍ ودعمٍ من مرجعيات دينية منافقة متآمرة على قيّم الدين الإسلامي الحنيف وشريعته السمحاء …تلك المرجعيات التي ترتبط بالأنظمة الفاسدة ومكمّلة لمشروعها العالمي أباحت وشرّعت لعناصر التنظيم الإرهابي داعش ممارسة الأحكام والجرائم التي تفتك بالأرواح والأعراض بغطاءٍ دينيٍ مزيّفٍ تصاحبها صيحات التكبير والتهليل وتغطي رؤوس ضحاياهم الأعلام السوداء التي كُتب عليها عبارة (لااله الاالله محمدرسول الله) وكأنّها ترفع لائحة إتهام لله ولرسوله بتحمّل مسؤولية إراقة الدماء ..وهذا مايتوهمه بعض الذين يجهلون إصالة وأحكام الدين الإسلامي المحمدي …ومايروّج له الآخرون من غير المسلمين… أمّا بالنسبة الى قراءة الذين يعتقدون أن وجود الآيات التشريعية وآيات القصاص في القرآن الكريم هي التي تبرّر للإرهابيين أفعالهم وأنهم لم يأتوا ببدعٍ من الشريعة …وإنّما إعتمدوا على نصوص هذه الآيات القرآنية فأنزلوا العقاب أو القصاص بضحاياهم.. فهي قراءةٌ غير متأنيّة وتحتاج الى مراجعة وإطلاع على جملة من آراء المفسرين وذوي الأختصاص .. فإذا كان دستور الدولة أي دولة لايمكن العمل به من قبل العامّة دون الرجوع الى خبراء القانون ليفسّروا مواده وفقراته.. فمابالك بنصوص القرآن الكريم وهو الدستور السماوي ؟ فأنّى للشيشاني أو الأفغاني وحتى العربي الذي لايفقه من الحياة إلا الدماء ؟ أن يُحكّم آيات القرآن ويعمل بها برأيه القاصر لولا أنهم تعمّدوا التطاول والإساءة للإسلام وفق خارطة مرسومة لهم من قبل الأطراف والمرجعيات التي أشرنا لها في السطور الآنفه..الأسلام لايحتاج الى من يدافع عنه.. ولا يُسيء له إلا مَن جهله وتجاهله ، أمّا الذي درس الإسلام بنفس مجرّدة من العقد وبعقلٍ متحررٍ من الإنتماءات القسريّة .. وتعرّف على خُلقِ شخوصه النبيلة بدءا من رسول الله وإنتهاءا بآل بيته سيعلم علم اليقين أن داعش والوهابية وكثير من الشواذ الذين عُدوا ظلماً وجورا على الإسلام ..أنّهم لايمتّوا لإسلام محمد وعلي بصلة …وماهؤلاء المنافقون والشاذون إلا شراذم وكّلوا بتشويه معالم وقيم الإسلام والعبث بنصوصه القرآنية لتمزيق وحدة الأمّة وتنفيذ مشروع أسيادهم العالمي.. ثمَّ يُلقى بهم في مزابل التأريخ .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق