التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الدولة الكردية المستقلة بين الوهم والواقع 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
داعش تهدد إقليم كردستان ، هكذا تسارعت الأحداث والأخبار والوقائع وكذلك التحضيرات العسكرية واللوجستية ، في منعطف خطير بات يقلق الجميع هناك ،كما يقلق الحكومة الاتحادية في بغداد التي أبدت موقفها المساند لحكومة الإقليم عسكريا بعد تراجع مستوى العلاقات بين الطرفين في الفترة الأخيرة ، لأسباب سياسية واقتصادية معروفة للجميع.. تلك العلاقة التي دفعت بحكومة الإقليم وعلى رأسها السيد مسعود برزاني إلى التهديد بالانفصال وإقامة دولة كردية مستقلة..
 وقد انتقدت بعض الأوساط العراقیة سیاسات قادة إقليم کردستان معتبرة ان “تصرف الإقليم یدل علی عدم إحساس الساسة الأکراد بالمسؤولیة تجاه العراق وشعبه”، مشیرة إلی أن “أغلبیة الأکراد من شعب وقوی سیاسیة رافضة لمثل هکذا قرارات وهم غیر مؤیدین لأی مشروع یتضمن الانفصال عن العراق وتمزیق وحدة الصف” ,  وتضیف هذه الأوساط ان نهایة هذا التصرف هی ان الأتراك سیغدرون بالاکراد حینما یتمکنوا من مصالحهم , وأن الدولة الکردیة ما هو إلا سراب أمام عنجهیة الأتراك , وتدعو هذه الأطراف العراقیة الاکراد الی ان یبتعدوا عن التفکر بالانفصال ویسعوا الی ما یفید الشعب الکردی حقیقة وتطلعات هذا الشعب الذی یرید ان یعیش بسلام مع جیرانهم وشرکائهم فی الوطن بما یحقق المصلحة للجمیع .
وفي ذات الصدد ، وفي موقف إيراني مهم , اعتبر مساعد وزیر الخارجیة الإيراني للشؤون العربیة والأفريقية حسین أمير عبداللهیانم مؤخرا, مشروع تقسیم العراق مشروعا صهیونیا وقال “لن نسمح أبدا بان تتحقق آمال وأحلام نتانیاهو فی هذا المجال”.
  وقال  المسؤول الایرانی الرفیع فی مقابلة مع احدی القنوات الفضائیة “یجب ان لا ننسی ان رئیس وزراء الکیان الصهیونی بنیامین نتانیاهو هو الشخص الوحید الذی دعم بفرح بالغ خلال الأيام الأخيرة استقلال کردستان العراق وحثها علی الانفصال” .
 وصرح “نحن لن نسمح ابدا بان تتحقق احلام نتانیاهو فی العراق وفی منطقتنا لتقسیم غرب آسیا التی تعتبر منطقة مهمة وحساسة” وتابع ” قلنا بکل ود وصراحة للزعماء الاکراد للسید مسعود بارزانی وللسید نیجیرفان بارزانی بانه لن یکون لصالح ای طرف العدول عن الدستور العراقی المتقدم والشامل وطلب مطالب خارج عن النظام الفدرالی العراقی الموحد المنصوصة فی دستوره” .
 کما اکد هذا المسؤول الایرانی الرفیع ان صون استقلال العراق ووحدة أراضيه ووحدته الوطنیة فی اطار الدستور هو السبیل الوحید لانقاذ هذا البلد مؤکدا ان الحدیث عن استقلال العراق نتیجته هی اعادة کردستان الی عدة عقود الی الوراء ونحن قلنا هذا الموضوع بشکل ودی وأخوی الی المسؤولین فی کردستان العراق.
ویؤکد المسؤولون الایرانیون فی هذه المرحلة الحرجة والمفصلیة من تاریخ العراق , ان موافقتهم علی مشروع تقسیم أیة دولة تعنی الموافقة علی مشروع التقسیم فی کل المنطقة رغم وجود جهات تعتبر بان تقسیم بعض دول المنطقة وتفکیکها یعود بالنفع علیها , فعلی سبیل المثال فان تقسیم العراق یعود بالنفع علی حکام السعودیة فیما تقسیم الیمن یعرض المصالح السعودیة للخطر .
وکان اکراد العراق یواجهون فی الماضی برفض استقلال إقليمهم من قبل الأطراف الإقليمية والدولیة لکن ترکیا الآن هی بحاجة الی مصادر الطاقة ومن المعروف بأن ترکیا تعیش دوما من الأزمات وتستغل معاناة جیرانها وتستفید منها ولذلك فإن المراقبین لایستبعدون دور ترکیا باللعب فی مسألة انفصال اقلیم کردستان العراق خاصة بعد ان ازداد انتاج اقلیم کردستان من النفط بنسبة خمسین بالمئة مؤخرا .
ویعتقد المراقبون بان اقلیم کردستان العراق یحظی بأهمیة استراتیجیة لدی ترکیا , فبالاضافة الی موضوع الاستفادة من نفط الاقلیم تسعی أنقرة الی استخدام الاکراد کأداة للضغط علی الحکومة العراقیة فی الملفات العالقة بین أنقرة وبغداد حیث یؤکد المراقبون ان القادة الاتراك لن یتورعوا عن استخدام الورقة الکردیة فی وجه الحکومة العراقیة .
ويشير المهتمون في الشأن العراقي  أن على اکراد العراق ان یعلموا ان دولا مثل ایران وسوریا والعراق یتمتعون بالیقظة الکافیة لرصد تحرکات الکیان الصهیونی فی المنطقة وهم یملکون الأدوات والقدرة الکافیة لوأد الفتن وخنق المؤامرات التی یحیکها الکیان الصهیونی , کما ان علی اکراد العراق ان یراجعوا تاریخ منطقتهم لیکتشفوا ان الانجرار وراء المخططات الآتیة من الخارج لن یعود بالنفع ابدا علی الشعب الکردی ولن یساعد فی تحسین الظروف المعیشیة لهم ولن یدعم الاستقرار فی منطقتهم .
ویجب ان لاینسی اکراد العراق ان من متطلبات الحیاة المستقرة فی منطقة کردستان العراق هو العمل الدؤوب من اجل تحسین وتمتین العلاقات مع الحکومة المرکزیة فی العراق والوقوف مع باقی مکونات الشعب العراقی فی وجه الهجمة الارهابیة الحالیة وخاصة فی هذا الوقت العصیب .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق