التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مشكلة التدخين عند المراهقين 

«التدخين ضار جداً بالصحة ويسبب الوفاة».. هذا ما نعرفه جيداً، لكن هل يعرفه أبناؤنا المراهقون أو يقتنعون به، كيف نحاول أن نقنع أبنائنا أن التدخين ضار ليس صحياً فقط، لكن من أوجه متعددة؟ وكيف تعلمين أبنائك منذ سن صغيرة أن التدخين خطأ؟

إذا كنتِ تودين معرفة إجابات هذه الأسئلة، فإن هذا المقال قد يساعدك..

تحدثى إلى أبنائك عن التدخين من سن الثانية!

من سن 2 – 8 سنوات: عند رؤية سجائر أو دخان، اسأليه عما يعرف عن أضرار التدخين، أعلنى أن التدخين شيء سيء وغير مقبول فى بيتنا أو سيارتنا أو أسرتنا، قد تتعجبين من فكرة التحدث عن التدخين مع طفلك منذ هذه السن الصغيرة، لكن الأطفال يكون عندهم وعى برسائل التدخين المنتشرة حولهم، فهم مثلاً من سن ما قبل المدرسة يستخدمون الشفاطات أو الأقلام وكأنها سجائر.

من سن 9 – 11 سنة: اسأليه ما إذا كان له زملاء مدخنون، والسبب الذى يعتقده وراء قيامهم بذلك، وتحدثى معه عن أضرار التدخين.

من سن 12 – 15 سنة: غالباً ما يكون هذا هو السن الذى يبدأ عنده المراهق فى التدخين، اجعلى حديثك عن التدخين فى وسط الكلام، أو أثناء قيامكم بشيئاً ما معاً، لأن المراهقين لا يحبون المحاضرات، اسأليه عن آرائه فى المدخنين من أقرانه، هل يحب أن يكون أبنائه مدخنين، وماذا سيفعل ليجعلهم غير مدخنين.. إلخ.

التدخين إدمان

يعتقد البعض أنه يستطيع الإقلاع عن التدخين حينما يريد، نعم بعض المدخنين ينجحون فى التوقف عن التدخين، لكنهم نسبة قليلة جداً، كما أنهم يفعلون ذلك بصعوبة كبيرة ويكافحون ليظلوا هكذا بقية حياتهم، وذلك لأن التدخين إدمان، ففى حرب البوسنة كان المدخنون يبيعون طعامهم فى مقابل الحصول على سجائر رغم شدة جوعهم!

التدخين مضر صحياً على المدى البعيد والقريب أيضاً

فكرة أن التدخين يؤدى إلى الوفاة ويسبب أمراضاً خطيرة كالقلب والسرطان ربما تكون غير مؤثرة بشكل كبير لدى المراهقين، فهو يرى أبويه وأجداده وكثيراً من المدخنين الكبار ومازالوا على قيد الحياة! كما أنه يتصور أنه حتى يكبر سيكون العلم تطور ووجد علاجاً لآثار التدخين الضارة.

لكن هناك آثار صحية للتدخين يستطيع أن يلمسها المراهق ويحس بها هنا والآن، مثل.. ضيق التنفس، عدم القدرة على الجرى أو صعود السلالم، الكح باستمرار، إصفرار الأسنان، الرائحة الكريهة لا للفم فقط، لكن رائحة الدخان تلتصق بكل أجزاء جسم المدخن وملابسه، مما يسبب نفور الآخرين منه، لكنهم ربما يشعرون بالحرج من إخباره بذلك.

التدخين نمط حياة

التدخين يقيد صاحبه فى الأماكن التى تذهب إليها والأشياء التى يفعلها، حيث دائماً سيبحث عن الأماكن التى تسمح بالتدخين أو يكون فيها مكان للمدخنين، لو ذهب لمشاهدة فيلم فى السينما مثلاً فسوف يضطر إلى قطع الخروج أثناء الفيلم ليدخن، سوف يسأل دائماً عن الفترة التى يستغرقها أى نشاط ليرى كم سيحتاج إلى الامتناع عن التدخين.. إلخ، هذه مجرد بعض الأمثلة، ولهذا فإن التدخين ليس مجرد إدماناً ولكنه نمط حياة.

ماذا لو كان أحد الوالدين مدخناً؟

فليحكي تجربته للأبناء.. لماذا بدأ التدخين، معتقداته الخاطئة حول التدخين.. وليعترف بارتكابه خطأ وليعبر عن رغبته فى الإقلاع عن التدخين، وعليه ألا يدخن أمام أبنائه، وألا يترك السجائر والولاعة فى المنزل فى متناولهم، وليستغل هذا الموقف كحافز للإقلاع عن التدخين طالباً من الابن وعداً ألا يبدأ التدخين إذا وعد هو بالإقلاع عنه، واتخذ فى سبيل ذلك خطوات عملية.

المراهق بين ضغوط الأقران والبحث عن الهوية

كثير من المدخنين بدأوا التدخين بفعل أصدقائهم، وهذا لأن من سمات مرحلة المراهقة وضع مكانة كبيرة للأصدقاء والتأثر بهم، وذلك لإشباع الاحتياج إلى الانتماء، ولهذا يرغب المراهق فى أن يكون مثل الجماعة حتى يحظى بقبولهم، كذلك المراهق منشغل بالبحث عن هويته، وبناء عليه:

• تعرفى على أصدقاء أبنائك دون أن تشعريهم أنكِ تراقبينهم، اعزميهم فى البيت، تعرفى على أسرهم.. إلخ.

• اشركى أبنائك فى أنشطة نافعة ثقافية أو فنية أو رياضية حسب ميولهم، وذلك ليكونوا محاطين بأصدقاء صالحين، ويشبعوا حاجتهم إلى الانتماء ويحققوا ذاتهم وثقتهم بأنفسهم بطريقة سليمة.

• حملى ابنك بعض المسئوليات المناسبة لسنه، كأن تكلفينه بشيء يقوم به، أو بشيء يكون هو المسئول عن متابعته، اشركيه فى اتخاذ القرارات التى تخص الأسرة، لماذا؟.. لأن أحد أسباب التدخين عند المراهقين هى الرغبة فى الدخول إلى عالم الكبار، ولذلك ندخله إلى عالم الكبار حقاً من خلال البوابة الصحيحة، وهى تحمل المسئولية والقدرة على التفكير.

• ربى أبنائك على أن يكون لهم شخصية مستقلة، دعيهم يناقشون ولا تتضجرين من أسئلتهم و«مقاوحتهم»، دعيهم يتخذون قرارات بأنفسهم منذ الصغر، وعلى حسب سنهم كاختيار لعبته أو ملابسه، ثم اختيار الرياضة التى يمارسها، وكيف سينفق مصروفه.. إلخ.

• علميه مهارة التفكير النقدى، ألا يقبل أى أمر مسلماً به، أن يحلل الأمر من زواياه المختلفة، أن يزن المميزات والعيوب.. إلخ.

• علميه كيف يقول «لا» للشيء الذى لا يريده أو يرى أنه خطأ.

وأخيراً إليكِ بعض النصائح الهامة:

• دعى ابنك يتحدث مع أحد المدخنين الذين تثقين فى عقلهم ورأيهم، فسوف يكون الكلام أكثر تأثيراً، لأنه نابع من تجربة واقعية وليس مجرد حقائق أو نصائح نظرية.

• احسبى مع ابنك التكلفة التراكمية للتدخين، أى كم علبة سجائر تقريباً سيشتريها فى الشهر وتكلفتها، ومن ثم فى السنة، وفى خمس سنوات.. إلخ، وماذا يمكن أن يصنع بهذا المال بدلاً من التدخين.

• طبيعى للأبناء فى سن المراهقة أن يرغبوا فى تجربة أشياء جديدة، لهذا على الوالدين ألا ينظرا إلى رغبة الابن فى التدخين على أنه انحراف أخلاقى، لأن النظرة للأمور ستحدث فرقاً كبيراً فى كيفية التعامل معها.

• ارفضى ارتداء الملابس أو استخدام الأدوات التى تحمل أسماء شركات السجائر، فهم يريدون أن يغرسوا فينا أن التدخين أمر طبيعى.

وكالعادة أكرر.. كونى صديقة لأبنائك حتى يفتحوا لكِ قلوبهم.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق