طقس الحكومة الساخن
بقلم / عبدالرضا الساعدي
الكل ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة ، ولكن بمواصفات مهنية ووطنية نزيهة ، هذا لا يعني أنه لم يكن في الحكومة السابقة وزراء أكفاء ووطنيون ، نعم هناك من يستحق أن يبقى في محله من السابقين الذين لم يعبروا عن إمكاناتهم الفنية والإدارية بشكل مثالي بسبب الوضع السياسي العام للبلد أو كما يقول المثل العراقي _ ( واحد يرقّع وعشرة يفتقون ) !
نعم هذا هو حال السياسيين الذين يتقافزون اليوم هنا وهناك للفوز بغنيمة أو صيد وزاري لكي تتكرر المأساة ، مع وجود الكثيرين طبعا من الذين يودون التغيير ، لكن التغيير ليس بالنوايا حسب ، بل بالتضحيات والإيثار والصدق والشرف وحب العراق وشعبه الذي ذاق من حكوماته المتعاقبة الأمرين ويزيد .
لكن هذا الظرف الذي تتشكل من خلاله الحكومة القادمة ليس ظرفا عاديا ، كما أن الرئيس الجديد المكلف بتشكيلها لا يملك عصا سحرية ، وأستطيع القول أن المهمة التي يخوضها السيد العبادي تجعله في وضع لا يحسد عليه باستثناء هذا الدعم الداخلي والخارجي اللذين قد يخففان من صعوبة المهمة ، بشرط أن يخفف السياسيون في الداخل من ثقل سقوف مطالبهم وكذلك أن ينتبهوا أن الوطن كله في خطر ، وأن الحكومة القادمة هي لدرء هذا الخطر المحدق بحاضرنا ومستقبلنا ، ولذلك يجب أن تكون بمواصفات استثنائية لمواجهة هذا الطقس الأمني والسياسي الساخن والملبد بغيوم غير ماطرة لحد اللحظة ..!!
مع ذلك فالمهمة ليست مستحيلة ولسنا متشائمين أبدا ، بل العكس هو الصحيح ، كما أن أية حكومة جديدة لا تغير من الحال الأمني والمعيشي للناس لسنا بحاجة لها أصلا ، هكذا يجب أن يفكروا ويستعدوا ويقرروا ، بلا رتوش أو تعديلات في الديكورات والأقنعة ، نريدها حكومة حقيقية يشارك فيها الأخيار من محبي الشعب والبلد وليس من أشرار القوم والخبثاء وأصحاب السحت الحرام .. دون ذلك سيبقى الطقس ساخنا للجميع ، وبطعم الجحيم ..
والله المستعان.