التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

داعش … والمنقذ 

جاسب المرسومي
(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) بهذه الآية القرآنية الكريمة حدد الله عز وجل ما ارسل من أجله رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم , بأن محمدا وما أنزل الله عليه هو رحمة للعالمين , وتلك الصفة التي اتصف بها الله ورسوله  ( الرحمة ) تحمل في طياتها آلاف المعاني التي تدل على إنسانية الدين السلامي الذي جاء به آخر الأنبياء والرسل , والذي أقرها الدستور الإلهي المتكامل ( القرآن الكريم ) والذي يجاري العصر ومعطياته وما تبعته من تشريع وسنن نبوية شريفة ليكتمل بها معنى التوحيد والرسالة التي ما بعدها رسالة أوصفة دنيوية أو نظم من نظم الانسان وما جاء به خلقه ترقى الى صفة الاسلام.
لهذا صار الاسلام عبئا ثقيلا على غير معتنقيه من أنظمة العالم . أو حتى على معتنقيه من بعض الذين تشبعوا بفعل الشيطان  , وهذا العبء يتمثل في تضارب المصالح للأنظمة التي بنيت اساسها على وئد البشر والبحث عن مخارج تنقل بها ما حمله الدين الاسلامي ليقذف خارج الوجود أو يحرق على طاولة ما أعدته تلك الأنظمة .
ولما تدارس الوضع بعد محمد وما بناه من دولة رصينة لم تدم تلك الفترة الى بعض عقود أو ربما بعض قرون حتى بدأ انهيار اركان ما بني على يده وأيد بعض من اسلافه من قبل الذي أعدوا العدة لتدمير ما جاء به محمد كي لا يكون للرحمة مكانا على أرض أو في سماء.
وكان آخر حملات التدمير هو ما يحدث الآن على أرض العرب بشكل خاص من هلاك للحرث والنسل بعد أن كان الذين صنعوه في مأمن تام من ما يحدث , والأغلبية لا يعلم  بماذا تعني كلمة ( داعش ) تلك التي تحمل اسم الدولة الاسلامية !!! ومن هؤلاء ومن صناعهم , ليبدلوا صفة الاسلام ( الرحمة ) الى صفة الهلاك والدمار؟؟ ولم هذا التوقيت بالذات ليظهر هؤلاء رافعين اعلام سوداء تحمل اسم الله ورسوله وتستحدث في هلاك البشر ابشع الطرق وارذلها.
أما حقيقة ما  وضع الرب بعد هلاك الدين أو غياب الرحمة ليكون في الطريق منقذ لما خلق ومعيد لموازين الكون ومواثيق الانسانية المخترقة وهذا المنقذ نسميه ((مهدي الأمة )) وكلمة مهدي تعني الهداية الى طريق الحق ونبذ الباطل وسيعترض الكثير من قراء هذا المقال على ( مهدي الأمة ) وسيصفني بالمتجاوز على الحقائق.
مهدي الأمة  هو وحده الذي يعيد (( الرحمة )) التي انزل الله بها دينه ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيسمي دولته التي سيأتي بها بـ ( الدولة الاسلامية ). ومن هنا علينا أن نفهم حقيقة واحدة لوجود ( داعش )  الا وهي التهيئة لخراب دولة الاسلام الحقيقية القادمة دولة العدالة والرحمة كون مهديها سينشر الحق والعدل بين خلق الله , فكل من يتحدث بعد ( داعش ) باسم الاسلام سيكون ارهابيا دمويا لا انسانيا وهذا هو ما أوصلوه صناع داعش الى كل العالم من رسالة تشويه وخراب للدين الاسلامي وما أنزل به من رحمة على العالمين , وسيعدوا العدة للمهدي القادم بكل ما يمتلكون من قوة لصد ثورته التي ستنتصر مثل ما أنتصر محمد صلى الله علية وآله وسلم.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق