جرائم الفتنة والطرف المستفيد !
بقلم / عبدالرضا الساعدي
ما حدث مؤخرا والملابسات والحقائق التي ستتكشف لاحقا ، إزاء الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في مسجد مصعب بن عمير في إحدى قرى محافظة ديالى العراقية في يوم الجمعة 22 آب / اغسطس الماضي ، وسقوط أكثر من 30 شخصا بين قتيل وجريح، وقبلها
جريمة قاعدة سبايكر التي ذهب ضحيتها أكثر من 1700 طالب بعمر الورد ،
وبسبب الأهداف الخبيثة التي تسعى الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم وغيرها ، تحقيقها ، كل ذلك ترك ردود أفعال عديدة ، سياسية وشعبية في ظرف بالغ الحساسية والخطورة ، لاسيما وقد تزامن مع بدء التحرك لتشكيل حكومة وطنية موحدة وشاملة تضم جميع الأطياف والمكونات بغية تفويت الفرصة على المتصيدين في مستنقعات الفتنة الداعشية ومن شاكلهم من أعداء العملية السياسية في العراق.
حيث أكد رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، السبت، أن مسؤوليته تشمل جميع العراقيين دون النظر للطائفة او الديانة أو القومية أو الفكر، واصفا ما حدث من جريمة بمسجد مصعب بن عمير إنها ترادف في فكرتها جريمة سبايكر، فيما دعا الشعب العراقي الى الوعي التام و عدم الوقوع في مستنقع الطائفية، كما دعا المسيحيين إلى التمسك بالعراق.
ووصف ما حدث من جريمة بمسجد مصعب بن عمير بـ”أنها ترادف في فكرتها جريمة سبايكر”، موضحاً ان “الدم الذي استباح ببرود هو دم إنسان بغض النظر عن اعتقاده الديني أو العرقي أو الفكري“.
وأشار العبادي إلى أنه “لن يسمح بان يحُكم العراق بقانون الغابة والفوضى وان القصاص من مجرمي سبايكر و مصعب بن عمير قادم لا محالة بوحدة ويقظة الشعب العراقي.
من جهته ، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إن مرتكبي جريمة مسجد مصعب بن عمير، ، هم أنفسهم منفذي هجوم قاعدة سبايكر، الذي أودي بحياة 1700 عسكري، في إشارة إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف الجبوي: “سوف لن نسمح أن يستغلوا الظرف الأمني القلق، وان يبثوا نوعاً من الأجواء التي تحبط العملية السياسية… الهدف الأكبر الذي يرومه البعض هو إجهاض كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه“.
وأعلن الجبوري مؤخرا تشكيل لجنة تحقيق يشارك فيها أعضاء من مجلس النواب تقدم تقريرها في غضون 48 ساعة.
وقال: “جميع الكتل عبرت عن مواقفها… كلهم أدانوا أفعال الجريمة ، وكلهم عبّروا عن استيائهم مما حصل، ونحن ننتظر الإجراءات العملية لملاحقة المجرمين“.
على صعيد متصل ،وبحسب بعض وكالات الأنباء المحلية ، تبنى تنظيم داعش الإرهابي حادثة استشهاد عدد من المصلين في جامع مصعب ابن عمير في ديالى .
وقال التنظيم في بيان نشره موقعه على الانترنت ، أن تفجير الجامع وقتل المرتدين (كما وصفهم البيان) جاء بسبب رفضهم مبايعة (الخليفة ) ابي بكر البغدادي وأننا سنكرر هذا العمل في أي مكان وضد أي جهة ترفض مبايعة الخليفة _ على حد وصفهم _.
وكان مصدر في شرطة محافظة ديالى أفاد، في وقت سابق امس الجمعة بأن أكثر من 30 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بهجوم مسلح استهدف مصلين في مسجد مصعب بن عمير بقرية الزركوش شرق بعقوبة.
وبحسب ذات الوكالات الإعلامية ، فإن شاهد عيان قد روى ما حصل في جامع مصعب بن عمير بديالى : بأن عبوة ناسفة فجرها إرهابيون متعاطفون مع داعش الارهابي على مجموعة من الحشد الشعبي من المتطوعين الذين لبوا نداء المرجعية مما أدى الى استشهاد أربعة منهم وإصابة اثنين آخرين بجروح ,
بعدها قامت نفس المجموعة الإرهابية باقتحام جامع مصعب بن عمير والذي يرتاده الأخوة السنة لإقامة صلاة الجمعة وقاموا بالرمي عشوائيا مما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى ,
وأكد الشاهد ان الذين قاموا بهذه العملية الإرهابية الجبانة انما يريدون ان يصوروا للناس ان المتطوعين هم الذين اقتحموا الجامع وقتلوا المصلين محاولين شق الصف الوطني بهذا الفعل الجبان وسحب الأهالي إلى اقتتال طائفي لفك اللحمة فيما بينهم وتفرقتهم، لتشتيت الصفوف والسيطرة على المنطقة “
يذكر أن تنظيم “داعش” قد أعدم المئات من نزلاء سجن بادوش في الموصل وطلبة قاعدة سبايكر شمال تكريت عندما فرض سيطرته على هاتين المنطقتين، منتصف حزيران الماضي، وأشارت مصادر أمنية إلى أن سبب إعدامهم يعود إلى خلفيات طائفية.
ونشر التنظيم في حينها صوراً على الإنترنيت لشباب منبطحين على وجوههم في العراء ويقف خلفهم مسلحون ملثمون موجهين فوهات أسلحتهم باتجاه الشباب، وقال إن هؤلاء هم قسم من طلبة قاعدة سبايكر الذين تم إعدامهم، فيما بقيت أماكن جثثهم مجهولة.
هذا وقد استغرب الشارع العراقي من تسارع أطراف سياسية محلية وإقليمية وفضائيات ووسائل إعلام مختلفة ، عُرفت بدعمها للإرهاب والسعي الى تخريب العملية الديمقراطية في العراق، الى تأجيج نار الطائفية والفتنة بين مكونات الشعب العراقي عبر إلصاق العملية الإرهابية في مسجد مصعب بن عمير، بأطراف سياسية محسوبة على (المكون الأكبر) في البلاد، من دون انتظار لما تسفر عنه نتائج تحقيق الجهات الأمنية الكشف عن الطرف الحقيقي المستفيد من وراء هذه الفتنة الدنيئة التي سينكشف غطاؤها أخيرا.