محلل سياسي سوري: المنطقة العربية مقبلة على تحولات جديدة وإعادة ترتيب الأوراق
دمشق – سياسة – الرأي –
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسام الدين اخلاصي أن المنطقة العربية مقبلة على تحولات جديدة وإعادة ترتيب الأوراق التي قلبتها التطورات الأمنية الأخيرة سواء في العراق أو في سوريا، بعد توغل تنظيم “داعش” الإرهابي في كلا الدولتين، ومبايعة بعض الميليشيات الموزعة في باقي المناطق العربية لهذا التنظيم، وتهديده لدول أخرى كالسعودية والتي تعتبر بالنسبة لواشنطن خط أحمر.
وعن التلميحات الأميركية حول إمكانية التعاون مع سوريا لمكافحة الإرهاب، قال إخلاصي في تصريح لوكالة أنباء فارس إن ذلك إن تم فهو نابع عن قناعة أميركية بعد أربع سنوات تقريباً بأن الجيش العربي السوري هو الجيش العربي الوحيد القادر على تهديد وجود هذا التنظيم الإرهابي لكن ليس لوحده، وهو يحتاج لتعاون مع طرف آخر للقضاء على هذا التنظيم.إخلاصي أوضح أن واشنطن وبعد اقتراب خطر الإرهاب منها خاصة بعد تمثيلية تصفية الصحفي الأميركي المختطف في سوريا جيمس فولي، صارت بحاجة لتدخل سريع يقضي على التنظيم قبل الوصول إلى حدودها وقلب ولاياتها، أو حصر وجود هذا التنظيم بين بعض المناطق العراقية الشيعية وداخل الدولة السورية، سعياً منها لأفغنة سوريا وعرقنتها، إلا أن هذا الاحتمال رغم وجوده إلا أنه ليس أساسياً، لأن صمود الجيش السوري وإصرار القيادة السورية السياسية والعسكرية على القضاء على التجمعات الميليشياوية، قد يدفع هذا التنظيم لتنفيذ أجندته المتشددة في تركيا والعراق.وأضاف ما زال الحديث الغربي عموماً والأميركي خصوصاً، رهين التكهنات والافتراضات حول التدخل في سوريا بالاتفاق مع القيادة السورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد، وهذا يحتاج لحسابات جديدة، خاصة وأن على مدار الأربع سنوات لم تتوقف الاتهامات الأميركية للرئيس الأسد ولم توقف هجومها عليه ودعم ما يسمى المعارضة لإسقاط الدولة السورية.
وقال إخلاصي إن الفشل في تحقيق الهدف قد يدفع واشنطن إلى الاقتراب من سوريا تدريجياً تحت حجة مكافحة الإهاب، خاصة وأن اتصالات غربية وعربية بدأت منذ أشهر للتمهيد مع سوريا والحصول على معلومات أمنية والتعاون الاستخباري للقضاء على التنظيم الإرهابي، إلا أن القيادة السورية لم تنسى من أوصل هذا الإرهاب وحرق كل شيء في سوريا وقتل آلاف السوريين، لذا للقيادة السورية حساباتها وكلامها، وعلى الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن أن تنتظر وأن تشعر ببعض ألم السوريين، خاصة وأن روسيا وإيران الضامن الرئيسي للحفاظ على سوريا، ما زال قوياً والداعم الأساسي والأصيل للقيادة السورية في ضرب كل بؤر الإرهاب، وهذا لوحده قد يدفع القيادة السورية لوضع اليد مع الأميركيين المعروفين تاريخياً بسياسة المصالح والانقلاب.