التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 30, 2024

السعودية ومعضلة التطرف ـ من “القاعدة” إلى”داعش” 

شنت السلطات السعودية حملة ضد من تسميهم بـ “الفئة الضالة” فيما زادت قوافل الانتحاريين السعوديين لليمن والعراق وسوريا ما يجعل الرياض في مواجهة مع “الدولة الإسلامية” أو “داعش”، كما يرى الباحث السعودي عبد العزيز الخميس.

 

أعلنت وزارة الداخلية السعودية مطلع هذا الأسبوع اعتقال حوالي تسعين شخصا معظمهم سعوديون للاشتباه بأنهم خططوا لهجمات “إرهابية” داخل وخارج المملكة، فيما تم رصد أسماء سعودية جديدة، التحقت بركب “الانتحاريين” في البؤر المضطربة في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وذكر بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية أن الوزارة تابعت عددا من المشتبه بهم في إطار التصدي لما وصفته بنشر “الفتنة والفهم السقيم” الذي غرر بأبناء المجتمع “وجرهم إلى مواقع الفتن”.

 

وفي حوار مع DW عربية أكد الباحث والناشط الحقوقي السعودي المقيم في لندن عبد العزيز الخميس أن “السعودية تعاني كثيرا من المتطرفين الذين يتواجدون بكثرة داخل أوساط الشباب، وهناك الكثير من الشيوخ الذين يروجون لهذا الفكر وينشرونه داخل المجتمع السعودي”.

 

وأكدت الداخلية السعودية أن المعتقلين لديهم صلات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعة جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا أو مع فرع القاعدة في اليمن. ويرى عبد العزيز الخميس أن السعودية باتت توجد في مرمى تنظيم “الدولة الإسلامية ” ويرى أن “هناك تنامي المخاطر الإقليمية بعد تنامي قوة هذا التنظيم وانتشاره في العراق وسيطرته هناك على مناطق إستراتجية قد يستعملها لمهاجمة السعودية”.

 

“الدولة الإسلامية وجه آخر للقاعدة”

 وقد سبق للرياض أن عبرت منذ فترة طويلة عن مخاوفها من استهداف إسلاميين جهاديين للمملكة من خلال سعوديين شاركوا في القتال بالعراق وسوريا. وفي الفترة بين عامي 2003 و2006 شن جهاديون سعوديون من القاعدة حاربوا في العراق وأفغانستان وعادوا إلى السعودية هجمات على أهداف أجنبية وحكومية في المملكة. وعملت السلطات الأمنية على سحق خلايا القاعدة في البلاد وصدرت أحكام بالسجن على المئات منذ ذلك الحين.

 

ويرى عبد العزيز الخميس أن تنظيم “الدولة الإسلامية وجه آخر للقاعدة، وهو يتبع نفس الفكر ونفس التشدد ما عدا إعلانه للخلافة، وبذلك يختلف عن القاعدة”. ويضيف أن “الدولة السعودية لديها خبرة كبيرة في محاربة القاعدة وهي تستعمل تلك الخبرة حاليا في محاربة الدولة الإسلامية”. ويرى مراقبون أن محاربة هذا التنظيم تقتضي أولا تجفيف مصادر التمويل. ويوضح الخميس أن “هناك أطراف داخل السعودية وفي الخليج العربي تمول الفكر المتطرف والفكر الإخواني خاصة”. واستطرد الباحث السعودي قائلا إن “الفكر الإخواني هو أيضا حاضن للتطرف، فابن لادن نفسه كان عضوا سابقا في حركة الإخوان باعتراف أيمن الظواهري”.

 

“محاربة فكر لا محاربة أشخاص”

لم تنجح جهود النظام السعودي في استئصال الفكر المتطرف منذ الاعتداءات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2014 والتي تورط فيها الكثير من السعوديين. وكان مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ اعتبر في بيان نشر مؤخرا أن الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية التي ينفذها تنظيما “الدولة الإسلامية” والقاعدة هي “العدو الأول للإسلام”، معتبرا أن هذه الجماعات المتطرفة “لا تحسب على الإسلام”. إلا أن هذه المبادرات تظل محدودة الفعالية ولم تضع حدا لقوافل السعوديين الملتحقين بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

ويرى عبد العزيز الخميس أن “النظام السعودي يقوم اليوم بعملية إصلاحية وبمحاولة إبعاد الفكر المتطرف خصوصا في مجال الدعوة وفي المساجد، إلا أن المسألة مسألة مجتمع. إذ إن المجتمع السعودي عاش على أدبيات التطرف السلفي والإخواني. ففكر سيد قطب متغلغل داخل الجامعات والمعاهد السعودية. إن المشكلة الأساسية هي محاربة فكر لا محاربة أشخاص”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق