التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ما هي العلاقة الحقيقية بين “الموساد” و “داعش” الإرهابي 

الفتوى التي اصدرها وهابيو “داعش” بتحريم قتال الكيان الاسرائيلي قد ذكّرت الكثير من المختصين على الصعيد السياسي بأن الحكومات الرجعية العربية قد سخّرت هكذا فتاوى للدفاع عن نظام صدام، حينما أعلن عداءه للثورة الإسلامية في إيران، اذ كانوا قد تجاهلوا العداء لكيان الاحتلال.الإرهاب في عصرنا الراهن أصبح يشار إليه بالبنان لكن هناك من يسميه “الإرهاب الإسلامي” وهو يعد من أعتى الأزمات التي عصفت بالشرق الأوسط بحيث لم يبق بلد عربي تقريباً في منأى عنه والعالم بأسره يرى بكل وضوح أن هذا الإرهاب التكفيري الوهابي هو من صناعة مخابرات إقليمية ودولية.

 

 

وجذور هذه النشاطات المشبوهة تضرب في عقد السبعينات من القرن المنصرم لكنه تنامى اليوم ووصل ذروته في ظل تنامي الفكر الوهابي السلفي الذي لا يعير لأي معيار ديني أو إنساني أي احترام لذلك نجد أن مجازرهم الإرهابية البشعة التي يرتكبونها في ظل ما يسمى “داعش” قد وصلت إلى درجة من الفظاعة بحيث ان الناطق الرسمي باسم جيش الكيان الصهيوني قد اذعن بان المجازر الاسرائيلية طوال العقد الماضي لا تعادل سوى 10 بالمائة من مجازر الوهابيين التكفيريين التي ارتكبوها ضد المسلمين!.

 

 

ومن الجدير بالذكر أن تنظيم  ” داعش ” الإرهابي لم يحقق رقماً قياسياً في القتل والدمار ومختلف انواع التنكيل والتعذيب والاهانة للمسلمين ومقدساتهم فحسب بل فاق جميع الحركات والمنظمات العالمية في التعاون مع الكيان الصهيوني وهو صاحب الرقم القياسي على هذا الصعيد حيث تبجّح أربابه وأصدروا فتوى علنية تحرم محاربة الصهاينة بأي شكل من الأشكال وتحت أية ذريعة ومهما كانت الظروف الأمر الذي يثير دهشة كل إنسان حر شريف وكل مسلم غيور على دينه.

 

 

وهذه الحركة الوهابية التكفيرية هي بكل تأكيد نسخة جدية لتنظيم القاعدة الارهابي وزعيمها ابو بكر البغدادي هو في الواقع خليفة الأرهابيين اسامة بن لادن وأيمن الظواهري وإن اختلفت الاستراتيجيات الموكلة إليهم من قبل أسيادهم الأميركيين والصهاينة، وما يثير السخرية أن هؤلاء التكفيريين القذرين الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الإسلام لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة باتجاه أعداء الإسلام الحقيقيين بل إنّهم يصرحون وبكل صلافة أنهم ليسوا بالأعداء بل الأمر تعدى ذلك واصبحوا الذراع الضاربة لهم في المنطقة فقاموا بقتل المسلمين وتشريدهم وتدمير مساكنهم والبنى التحتية لهم لاسيما في سوريا والعراق وحرموا قتال أعداء الإسلام الحقيقيين أي الصهاينة ونفذوا المشروع الصهيوني من النيل الى الفرات ودمروا المساجد ودور العبادة ومراقد اولياء الله وكل المعالم الاسلامية! يالسخرية القدر!

 

 

واليوم نلاحظ أن السيناريو الأميركي الغربي قد دخل مرحلة جديدة بعد أن بدأت واشنطن تتباكى وتحشد حلفاءها فقط زاعمة أنها تريد ضرب ( بعض ) مواقع داعش حسب تعبير مسؤوليها وهذا الأمر يثبت بكل حتم أن السياسة الخارجية الأميركية في مواجهة الإرهاب ليست سوى لعبة قذرة راح ويروح ضحيتها الآلاف بل مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء المغلوبين على أمرهم بعد أن وقعوا بين مطرقة التكفير الوهابي وسندان الآلة الحربية الأميركية التي تحرق الحرث والنسل فكيف تحارب واشنطن الفكر السلفي الوهابي التكفيري وتجلس على طاولة هذا التحالف البلدان التي هي مقر له وتدعمه بالعلن بكل ما أوتيت من قوة على مختلف الأصعدة؟

 

 

عندما اقتحم ارهابيو داعش شمال العراق ونكلوا بالشيعة واهل السنة المعارضين لهم لم تنبس واشنطن ببنت شفة والتزم المسؤولون الاميركيون الصمت واعتبروها حركة تحررية لاهل السنة لكننا اليوم نشاهد ان باراك اوباما يصرح بشكل غير مباشر بان هؤلاء الوهابيين قد تجاوزوا الخطوط الحمراء وكأنه يريد أن يقول بان الابن البار قد عق والديه وخرج عن امرتهما.

 

 

وأما بالنسبة إلى جذور هذه الحركة التكفيرية فإن الأيادي الأميركية الصهيونية مشهودة في تأسيسها ولا ينكر ذلك إلا من سخف فكره وحمق إدراكه فقبل مدة التقت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مع وزير الحرب موشيه يعلون الذي صرح بالقول: “اليوم لا يوجد أي خطر يهدد إسرائيل من قبل الجيوش العربية فالسوريون قد انشغلوا بحر داخلية مدمرة والجيش العراقي قد انتهى لذا لا بد من تركيز جهودنا على محاربة حزب الله ومجاميع المقاومة الفلسطينية”.

 

 

والطريف أن صحيفة يديعوت أحرونوت قد تنبأت بأن إرهابيي داعش بعد أن تغلغلوا في سوريا والعراق ولبنان سوف يدخلون صحراء سيناء وكأنما هذه الصحيفة تعلم المكنون! وكما هو معروف فان هذه الصحيفة لها نفوذ في الموساد واروقة السياسة الإسرائيلية لذلك فإن ما تنشره له أساس وهو قائم على معلومات استخبارية أي أن العمالة الداعشية للصهاينة واضحة كل الوضوح فالصحيفة تريد أن تقول بأن المهمة المقبلة التي ستوكلها المخابرات الإسرائيلية لوهابيي داعش هي السطو على الحدود المصرية والاستقرار في صحراء سيناء.

 

 

وبحسب ما يرى الخبراء فإن المهمة الموكلة إلى هؤلاء الإرهابيين في صحراء مصر هي محاربة الجيش المصري وإثارة الفوضى في تلك المنطقة كي تبقى تل أبيب في مأمن من جميع الجهات وكذلك سيتمكن من تحقيق مخططه المعروف من النيل إلى الفرات فبعد أن سيطر الوهابيون على سواحل نهر الفرات في العراق وسوريا جاء الدور لكي يسيطروا على سواحل النيل لوضع الحجر الأساس لما يسمى دولة إسرائيل الكبرى.

 

 

وقد نشرت صحيفة السياسة الكويتية مقالاً جاء فيه أن بعض البلدان العربية بالتعاون مع “إسرائيل” تعمل على بقاء التنظيم مهما كلفت الأمور وتحت ذرائع ومسميات مختلفة لأن هذا التنظيم ينفذ أوامر أسياده بكل دقة بل ويبالغ في تنفيذه بشكل أبهر الصهاينة أنفسهم حيث حقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه لعقود من الزمن والبيت الأبيض بدوره مدين لهذه الحركة الوهابية التكفيرية لأنها فتحت له أفقاً جديدةً للسيطرة على مقدرات المنطقة وتحقيق أهداف استراتيجية ما كانت يسيرة بالحسبان.

 

 

والمثير للسخرية ان المستشفيات الإسرائيلية قد تولت معالجة أكثر من 700 إرهابي من داعش وقدمت لهم أفضل الخدمات وحسب ما وصف أحد الدواعش هذه المستشفيات فإنها كالفنادق من الدرجة الأولى التي تقدم جميع الخدمات على أيادي ممرضات فائقات الجمال وأطباء في غاية الرحمة والعطف!

  

 

والواقع أن الشواهد تثبت ان داعش ومتزعمها ابو بكر البغدادي صناعة موسادية بامتياز وطبعاً بالتعاون مع المخابرات الاميركية والسعودية والقطرية والتركية وهذه الشواهد كثيرة لا يمكن حصرها ولا ينكرها الا من يدعم الفكر التكفيري ويعادي المسلمين واوضح شاهد على ذلك حرب غزة الاخيرة التي اثبتت بالدليل القاطع ان داعش ذراع للأخطبوط الصهيوني في المنطقة فالفتوى التي اصدرها وهابيو داعش بتحريم قتال الكيان الصهيوني قد ذكرت الكثير من المختصين على الصعيد السياسي بأن الحكومات الرجعية العربية قد سخرت هكذا فتاوى للدفاع عن نظام صدام، حينما أعلن عداءه للثورة الإسلامية في إيران.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق