التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

بذريعة داعش .. هل يعود الاحتلال الاميركي الى العراق 

جاسم العذاري –

مخطط التهويل والتدويل .. سيلحقه صراخ وعويل ..

السياسة التي تتبعها الادارة الاميركية وحلفائها ازاء ما يجري في العراق من تهويل لزمرة داعش , تلك العصابة التي صنعتها واشنطن مع جلاوزتها في اسرائيل وقطر وتركيا والسعودية , بعد ان ثبت فشلها وانكسارها في بلد المقاومة والممانعة , اذ اطلقت تجربتها الداعشية في سوريا لوجود ارض خصبة لها هناك حتى تمكنت من دخول العراق بفعل المتأمرين والمتخاذلين فيه .

رسم الصورة المهولة لتلك الجماعات مخطط “صهيو – اميركي” اخذ يتبلور وفق السيناريو الموضوع , وبدأت المرحلة الثانية بالعمل وفق عقد الندوات والمؤتمرات والتصريحات وهذا ما لاحظناه مؤخراً في مؤتمر جدة وباريس , على الرغم من ان اغلب الدول التي حضرت هذه المؤتمرات هي من دعمت ومولت وساندت الارهاب واشرفت على انتشاره في المنطقة .

وجعلوا لتنظيم داعش هالة من القوة والصلابة بعكس الواقع الذي كشفته المقاومة الاسلامية خلال معاركها في العراق وسوريا , حيث لم يصمد التكفيريين امام رجال المقاومة لساعات , وسرعان ما كانوا يفرون كالجرذان , واتضحت الصورة الكارتونية لداعش للكثيرين .

الا انه سرعان ما اخذت الاصوات الاميركية والغربية تتعالى بشأن ان هنالك خطر يقترب على بلدانها وان تلك العصابة تمثل جيشاً في المنطقة ولديها امكانيات متعددة ومتطورة , ليوهموا الرأي العام بما ترتأيه تلك القوى الاستكبارية , مستندين لما يحصل في العراق وسوريا , وما ترتكبه الزمر التكفيرية من جرائم بحق المدنيين والعسكريين , وما بث من قطع لرؤوس اثنين من الاميركيين واحد البريطانيين في مقاطع فيديو “شكك فيها البعض” تكملة المخطط التوسعي من قبل الادارة الاميركية في الشرق الاوسط .

وبدأوا بتنفيذ عدة امور منها :

  الامر الاول: التهويل بأن هنالك خطر كبير اسمه “داعش” يهدد العالم والمنطقة ولابد من الوقوف بوجهه والقضاء عليه .

  الامر الثاني: ابراز شبكة ارهابية جديدة بعد ان استغنت الادارة الاميركية عن تنظيم القاعدة التكفيري “التي صنعتها مسبقاً وجاءت بمسمى جديد هو داعش” والذي يحمل الفكر ذاته والاهداف نفسها لكن بشكل اكثر اجراماً وارهاباً من ذي قبل ويتخطى جميع الخطوط الحمراء .

  الامر الثالث: الحصول على تفويض دولي بخوض أي حرب واجتياح أية مدينة من دون اي اعتراض او ممانعة , وبذلك يمكن لواشنطن ان تعيد غزوها للعراق وتحتل سوريا وغيرها بحجة محاربة داعش .

  الامر الرابع: محاولة لوقف الزحف الشعبي لفصائل المقاومة الاسلامية وتأخير نهاية تنظيم داعش الوهابي في العراق من جهة واعادة موازين القوى للفصائل الارهابية التي تقاتل في سوريا من جهة اخرى .

  الامر الخامس: الايهام لكثير من السياسيين وغيرهم بالحاجة القصوى للوجود الاميركي في العراق والترويج على انها الراعي الاساس لمصالح هذا البلد .

  الامر السادس: التمهيد لتقسيم العراق وفق مخطط بايدن المشؤوم وحسب منهج فدرلة الاقاليم الذي لاقى ترحيبا من قبل بعض المتخاذلين في محافظات ذات اغلبية من المكون السني .

  الامر السابع: قطع الطريق امام روسيا وايران لاي تعاون عسكري او اقتصادي في العراق وسوريا وعزلهما عن المنطقة سياسياً .

هذه الامور وغيرها سرعان ما ادركتها المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله واطلقت تحذيراً شديداً لقوى الاستكبار العالمي تلخص في عدة نقاط في بيان رسمي تداولته المواقع الالكترونية والنقاط هي:

  اولا: نعتقد ان الاستعانة باميركا الشر والخراب انما هو مصادرة لجهود ابناء الشعب العراقي الذين وقفوا بوجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين  ومقدساتهم، لاسيما عندما تكاتفوا بعضهم البعض استجابة لنداء الوطن وفتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف، وعليه فاننا نرى بأن المستهدف بهذا التدخل هو الشعب العراقي في موقفه ومرجعيته .

  ثانيا: نستغرب اشد الاستغراب ان تُدار عمليات القوات المسلحة العراقية المشتركة من قبل ضباط الاحتلال الاميركي، وفيها من الكفاءات العراقية الشريفة ومن كافة الاختصاصات، وخاصة من القوة الجوية وطيران الجيش الذين لم يدخروا جهد او وقتا، وكانوا مجاهدين بحق، سواء بالتصدي للارهاب ام ايصال المساعدات للمحاصرين وخاصة في سنجار و امرلي او انقاذ هؤلاء اللاجئين من الصحاري والوديان والجبال .

 ثالثا : كان الأولى بأميركا ان تفي بالتزامتها تجاه العراق قبل هذا التاريخ، وخاصة في عقود التسليح المدفوع ثمنها من أموال العراق، وكذلك الالتزام بتلك التعهدات الأمنية التي قطعتها على نفسها اثناء احتلالها للعراق وبعد هزيمتها وطردها من البلاد، وعلى الرغم من اننا لانرجوا خيرا من اميركا، ولكن نذكر ذلك لكشف زيف ادعاءاتها ، اما قتال داعش الذي تدعيه الآن اميركا، فنعتقد ان الشعب يذبح بيد داعش وعملاء اميركا ولم تحرك ساكن، والآن تراها تحشد الحشود، فما هي الدوافع الحقيقية وراء ذلك؟؟!!

 رابعا : انطلاقاً من موقفنا العقائدي الثابت نعتبر ان اميركا هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع ما لحق ويلحق بالعراق، وانها السبب المباشر لجميع معاناة ابناء شعبنا سواء عندما كانت دولة احتلال ام بعد طردها من العراق على يد المجاهدين وابناء المقاومة، والان لم نسمح ولن نسمح بعودتها تحت اي عنوان.

 خامسا : ان ما تحشد له اميركا هو مقدمة لمشروع احتلال جديد من نوع آخر، ولأجل ذلك نتمنى على الذين هم في موقع المسؤولية الحكومية وعلى جميع الأصعدة ان لا يجبرونا للجوء الى خيارات تنسجم مع عقيدتنا وتاريخنا، واننا قطعا عندما نكون نحن واميركا في مكان واحد فلابد ان نكون في حالة قتال لا تعاون وسلام، لذا لم يبق امامنا الا ان نتوجه للخيار الصعب الا وهو ترك قواطع العمليات التي يتصدي فيها ابناء كتائب حزب الله لهجمات التكفيريين والقتلة، وخاصة في آمرلي وبلد والدجيل وجرف الصخر وغرب بغداد، وهذا القرار سيتضرر منه أبناء تلك المناطق بسبب الهجمات البربرية التي ستزداد عليهم بمجرد انسحابنا من مناطقهم.

 سادسا: ندعو ابناء شعبنا للحذر واليقظة مما يخطط له في دوائر الغرب واميركا مع عملائهم في المنطقة كما نتمنى على جميع فعاليات المجتمع العراقي وفي مقدمتهم المرجعيات الدينية والمثقفين والنخب الاكاديمية وباقي شرائح المجتمع ان يكون لهم موقف واضح وصريح من الاحداث الجارية وخاصة التدخل الاميركي ومن التداعيات المستقبلية قبل فوات .

البيان اوضح حقيقة ما يجري والمخاطر التي تلوح في الافق والتي لابد من ان يكون للعراقيين وقفة وطنية , تشترك فيها المرجعية الدينية والفصائل المقاومة بكافة مسمياتها والمثقفين والاكاديميين لتقطع الطريق امام قوى الشر والظلال والتكفير والارهاب .

وعلى الاميركيين ان يستذكروا ما عانوه على ايدي ابطال المقاومة الاسلامية ومن خسائر كبيرة في العراق التي بلغت مقتل اكثر من 13 الف جندي اميركي واجنبي , واصابة عشرات الالاف منهم , فضلا عن الخسائر المادية والنفسية التي لحقت ببعض الجنود , ولجوء البعض منهم الى الانتحار ازاء ما عاشوه من رعب وخوف كان يلحقه صراخ وعويل , بفعل الضربات المباركة من لدن رجال المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله ومن سار على نهجها من الفصائل المقاومة الاخرى .   

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق