“الأقنعة الواقية”… وسيلة مقاتلي الضلوعية للصمود أمام هجمات “داعش” الكيماوية
صلاح الدين – امن – الرأي
مع تطور سير المعارك في ناحية الضلوعية، لجأ مقاتلو العشائر والقوات الأمنية هناك الى ارتداء “الأقنعة الواقية”، عقب استخدام تنظيم “داعش” قذائف مورتر مزودة بمادة الكلور السامة اثناء قصفه للمدينة.
وتتواصل المعارك الضارية في الضلوعية (80 كم جنوب تكريت)، بين أهالي الناحية والقوات الأمنية من جهة وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، ويقف أبناء عشيرة الجبور والشرطة المحلية في خطوط المواجهة الأمامية مرتدين أقنعهم تحسباً لهجوم مباغت قد يحمل في طياته مواد قاتلة.
خاشع مولود (21 عاماً) وهو أحد أبناء الجبور الذين يقاتلون في الضلوعية، قال “نحن ماضون بمقاتلة داعش حتى النصر، ولن يثنينا قصفهم بأي مادة بعد أن فشلوا بدخول الضلوعية”.
وناحية الضلوعية يحيطها نهر دجلة من ثلاث جهات الجنوب والشرق والغرب، أما الجهة الرابعة الشمال فهي أرض مفتوحة، ويسعى تنظيم “داعش” منذ أشهر الى فرض سيطرته على الناحية بعد أن حاصرها وفجر الجسور التي تربطها ببقية المدن.
أبو مروان، أحد منتسبي الشرطة المحلية في ناحية الضلوعية (36 عاماً)، قال، إن “تنظيم داعش أطلق قنابل هاون مزودة بمادة الكلور السامة على منطقه الإسناد شمال الضلوعية، ما تسبب باختناق عشرات المقاتلين”، مبينا أن “معلومات استخبارية مسبقة كانت تؤكد نية التنظيم الإرهابي مهاجمتهم بقنابل سامة”.
ويشير”لم نكن نعرف عن طبيعة هذه القنابل وكيفية تجنبها، كذلك لا يوجد لدينا أقنعة ضد الغازات السامة”، مبينا أنهم “لجأوا في البداية الى تغطية وجوههم بقطع قماش مغمورة بالمياه”.
أما مدير شرطة الضلوعية العقيد قنديل الجبوري، فهو يقول ، إنه “استطاع تأمين عدد من الأقنعة الواقية من الغازات للمقاتلين في الصف الأول والخط الدفاعي الأمامي لصد أي هجوم يشنه الدواعش”، متوقعاً أن “يشن الإرهابيون المزيد من الهجمات بمواد غازية سامة”.
ويشير الجبوري الى أن “القوات الأمنية في الناحية اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة أي تهديد، ولن يثنيها أي شيء”.
الجميع في الضلوعية انخرطوا في القتال ضد “عدو” يريد إبادتهم، ومنهم الاستاذ الجامعي علي إبراهيم (41 عاماً)، الذي يقول، “نحن أبناء عشائر لا نرضى أن يدخل أرضنا المجرمين”، مبيناً أن مصيره مرتبط بإخوته وأبناء عمومته، ولذلك حمل السلاح للقتال الى جانبهم.
ويوضح إبراهيم، أن عمله كأستاذ جامعي لايمنع من حمل السلاح، بل يجب أن يكون قدوة لمن هم أصغر منه سناً ليدافعون عن شرفهم وأرضهم. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق