مشايخ الوهابية والنهش بالجسد السوري
نبيل لطيف –
في الوقت الذي ترفع السعودية لواء محاربة الارهاب وتقف في مقدمة الدول العربية في الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب ، لا ينفك مشايخ ودعاة الوهابية ، ينفخون في نار الكراهية والحقد والطائفية ، بل ان الكثيرين منهم ، هجروا منابر وعظهم واخذوا يجندون الشباب في السعودية وفي مختلف انحاء العالم وارسالهم الى سوريا بعد غسل ادمغتهم.
هناك العشرات من المشايخ الوهابية الذين اعلنوها حربا طائفية لاتبقي ولا تذر بين السوريين ، فلا يمر يوم الا وتتوالى الفتاوى العجيبة والغريبة الصادرة عن هؤلاء المشايخ لابقاء نار الحرب مشتعلة في سوريا تحرق الاخضر واليابس ، في هذا البلد الذي كان يعتبر يوما من بين اكثر دول المنطقة أمنا وازدهارا.
من بين كل دعاة الوهابية الذين وجدوا في سوريا ارض الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الاسلام ، متناسين فلسطين والغدة الصهيونية السرطانية التي تنهش في الجسد الاسلامي منذ اكثر من ستين عاما ، يبرز اسم الداعية الوهابي السعودي عبدالله المحيسني ، الذي يعتبر عراب “جهاديي “داعش” والنصرة في سوريا.
آخر خبر عن هذا الداعية الوهابي، الذي يتنقل في مختلف مناطق سوريا زارعا الحقد والضغينة والكراهية والطائفية في ربوع الشام ، هو خبر افتتاحه معسكرا لغسل أدمغة اطفال سوريا ومسخهم بالفكر الوهابي ، تحت مسمى معسكر “الأشبال” لتجنيد الفتيان من عمر 14 عاما فما فوق، وتدريبهم على أنواع مختلفة من السلاح للقتال في صفوف الجماعات الارهابية المسلحة ، وكذلك تدريبهم على عمليات الذبح الداعشي.
وأفاد موقع “صحيفة المرصد” ، الذي نقل الخبر عن ما يسمى بـ “مركز دعاة الجهاد” ان معسكر المحيسني يتضمن تدريبا عسكريا على أنواع مختلفة من السلاح ، وتدريبا على ركوب الخيل ، وانه سيتم منح المسلحين “المتفوقين” !! مكافآت مالية، كما تم نشر رقما على “واتس آب” للتواصل بشأن هذا المعسكر.
الجريمة الكبرى التي يرتكبها هذا الارهابي الوهابي المدعو المحيسني ضد الطفولة في سوريا ، هي في الحقيقة جريمة ضد مستقبل سوريا ، بعد ان دمرت الوهابية حاضرها ، فاستهداف الاطفال ومسخهم بهذا الشكل الممنهج وتحويلهم الى مجرمين وقتلة ، يعني ادخال مستقبل سوريا في نفق مظلم.
الداعية عبد الله المحيسني(اليمين)
الغريب ان المحيسني هذا وبإعتراف قادة “داعش” ومن بينهم أبو الوليد المهاجر احد مساعدي عمر الشيشاني (طورخان باتيرشفلي).الذي يعتبر القائد العسكري الابرز في “داعش” ، ليس الا “مشروع احتيال” والسبب كما يقول المهاجر ، ان المحيسني يقوم باستغلال اسم الشيشاني لجمع الأموال، والاحتيال على الداعمين.
اعترافات المهاجر جاءت في سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر» تحت عنوان “المحيسني مشروع احتيال” ، وهو ما يكشف مدى نفاق هولاء الدعاة ، الذين يغررون بالشباب العربي والمسلم ليقتل بعضهم بعضا باسم الدين ، والدين براء من اقوالهم و افعالهم.
الامر الذي يؤكد وجود تنسيق تام بين دعاة الوهابية وبين السلطات السعودية ، هو ان المحيسني غادر السعودية متوجها الى سورية دون اي صعوبة رغم انه ممنوع من السفر بموجب قرار رسمي صادر عن السلطات السعودية ، بل ما يؤكد اكثر وجود هذا التنسيق ما ذكرته مصادر اعلامية ، من انه تم مشاهدة المحيسني في اكثر من مرة في السعودية بعد نشاطه الارهابي في سوريا.
الكارثة ، ان المحيسني ليس الداعية الوهابي الوحيد الذي يتردد على سوريا لحث الشباب على “الجهاد” هناك ، وإخضاعهم لعملية غسيل دماغ وهابية، فهناك العشرات منهم وأشهرهم الشيخ عثمان آل نازح الذي بايع داعش بعد أن كان في صفوف جبهة النصرة، والداعية خالد الماص ، والداعية أبو سفيان السلمي وآخرون.
الاخبار القادمة من سوريا تؤكد ان هناك خطة جهنمية ينفذها مشايخ الوهابية امثال المحيسني ، تتمثل في خلق جيل سوري جديد ، في المناطق التي تخضع للزمر التكفيرية ، عبر انشاء مدارس ومعسكرات ، تقوم الاولى بشحن الاطفال بشحن عالية من الحقد والكراهية للاخر ، بينما تقوم الثانية على تدريب هؤلاء الاطفال على كيفية تفريغ شحنات الحقد تلك عبر القتل والنحر، وبالتالي يتم تأسيس جيل وهابي ممسوخ لا يعرف الا الكراهية والقتل.