يوم “تدعشنت” عرسال
ماجد الحاتمي –
يوم الخميس 25 ايلول /سبتمبر ، اتت الجهود المضنية التي بذلها علماء السوء والمرجعيات السياسية الفاسدة ، على مدى السنوات الماضية اكلها ، فقد شهدت بلدة عرسال اللبنانية تظاهرة ضد الجيش اللبناني ، شارك فيها نازحون سوريون وبعض اهالي عرسال ، ورُفعت فيها اعلام “داعش”!!.
خطورة ما حدث في عرسال يوم الخميس الماضي ، ليس في الشعارات المنددة بالجيش اللبناني والمؤيدة ل”داعش” فحسب ، بل في كون التظاهرة الغريبة بكل المقاييس ، تأتي في الوقت الذي تذبح فيه “داعش” الجنود اللبنانيين المختطفين لديها بدم بارد ، وتهدد بذبح الاخرين ، وتنصب كمائن للجيش اللبناني وقتلت وجرحت العشرات من عناصره لحد الان ، وهو ما يؤكد تبلور حالة شاذة ومشوهة داخل لبنان لم يألفها المجتمع اللبناني من قبل ، وهي حالة تنذر بمخاطر جسيمة تستهدف لبنان كوجود.
ان الحالة الشاذة والممسوخة التي برزت في عرسال ، شاهدنا لها بعض النسخ الباهتة في طرابلس من قبل ، ولكن ان تحتضن مدينة لبنانية مجاميع ارهابية ، لاتخفي حقدها على الجيش اللبناني وتقتل عناصره ، فهو ما لم يخطر ببال اكثر المحللين تشاؤما ، لسبب بسيط ، وهو ان من الصعب تصور ان يقتل شعب ما ابناءه ، او ان يُقدم شعب ما على ايواء من قتل ابناءه ، ولكن هذا الامر حدث في عرسال.
ان الشذوذ الذي تجسد في عرسال على شكل تظاهرة ، كشف عن حجم الجريمة التي ارتكبتها مرجعيات دينية وسياسية على مدى السنوات الماضية بحق الدين الاسلامي الحنيف ، وبحق ابناء الطائفة السنية الكريمة في لبنان ، وبحق اللبنانيين جميعا ، وبحق الاجيال القادمة من الشعب اللبناني ، وبحق لبنان ، عندما دفع الحقد الاعمى والمريض لهذه المرجعيات ، على حزب الله ، لكي تصور الحق باطلا والباطل حقا ، وتمجد الخيانة وتدنس الوطنية ، وتمتدح الارهاب وتنتقد المقاومة ، وتقدس القتلة وتنتقص من الشهداء ، فخلقت بذلك بيئة فاسدة ، وجد فيها فيروس التكفير ضالته ، فمسخ من تسلل الى داخلهم من اللبنانيين ، فتحولوا الى حقد اعمى يتحرك ، فهانت عليهم بلادهم ، ففتحوا ابوابها امام كل تكفيري ارهابي حاقد ، يذبح ابناءهم وهم ينظرون.
يوم الخميس الماضي ، كان يوما اسود في تاريخ لبنان ، والتاريخ سيحكم ، وحكمه الفصل ، على كل من صنعه ، بالخيانة والعار ولا عار كالخيانة ، قد يختبأ من اضاف هذا اليوم الاسود الى تاريخ لبنان ، وراء نار ودخان الفتنة التي اشعلها في لبنان ، الا التاريخ سيرصده ويشير اليه بالاسم ، لتلعنه الاجيال اللبنانية القادمة ، لادخاله وحش “داعش” الى ربوع لبنان ، بحجة “نصرة اهل السنة في سوريا” ، ليفسد فيها ويسفك الدماء. انتهى