تغيير جذري في مواقف جو بايدن وجون كيري تجاه السعودية
المسؤولون في البيت الأبيض كانوا ينتقدون علاقة بلدهم مع الحكومة السعودية لكنهم اليوم يتحالفون معها في مسرحية استعراضية بسيناريو محاربة داعش.
مرة اخرى تلملم الادارة الاميركية شمل حلفاءها المتناثرين هنا وهناك وتجلسهم على طاولة تحالف جديد بذريعة جديدة الا وهي محاربة منظمة ارهابية تنصلت عن الاوامر ولم تعد تطيعهم رغم انها مدينة لهم بوجودها وبالطبع فان الهدف هو اشعال حرب اخرى في منطقة الشرق الاوسط التي لم يهدأ لها بال بفضل السياسة الخارجية الاميركية.
وقد تمكن الاميركيون من جمع 40 بلداً حولها من منطقة الشرق الاوسط وحلف شمال الاطلسي ” الناتو ” ولكن هذا العدد ربما يتغير قريباً اذ قبل فترة ليست بعيدة اجتمع ما يقارب 100 بلد لتدمير سوريا الا اننا لا نجد اليوم سوى 12 بلداً ومع ذلك ما زالت مواقفها مزعزعة.
والطريف ان السعودية التي تدعم الفكر التكفيري بالتعاون مع قطر وتركيا قاموا بتجنيد عشرات الآلاف من الارهابيين وتزويدهم بكل ما يحتاجون اليه من الدعم المالي والسياسي والاعلامي والتسليحي ومن ثم بسطوا لهم الطريق لدخول سوريا البلد الجريح فدمروا الحرث والنسل وقضوا على البنى التحتية فيه وهؤلاء انفسهم بالتعاون مع حزب البعث المقبور في العراق اقتحموا الموصل قبل اشهر وزعزعوا امن العراق وقتلوا مقاتل عظيمة وشردوا الملايين من السكان وسرقوا ممتلكاتهم.
هذه البلدان الداعمة للارهاب نراها اليوم تجلس على طاولة تحالف وقح يزعم محاربة الارهاب والمثير للسخرية انها تصرح بدعمها للارهاب والتكفير دون ان تكترث لمشاعر واحاسيس البشرية قاطبة فالسعودية هي التي دعمت طالبان والقاعدة والنصرة وداعش واليوم اصبحت عضو لمحاربة الدواعش!
والعالم باسره يعلم ان احداث الحادي عشر من سبتمبر قد نفذت بايادي سعودية تخطيطاً ودعماً مالياً وتنفيذاً لكن الضربة الاميركية القاصمة وجهت للعراق وافغانستان ومن ثم سوريا ولم تجرؤ واشنطن على ضرب ايران وسوف لن تجرؤ لكنها فرضت حظراً جائراً بكل ما اوتيت من قوة ومع ذلك فالاحداث تتكرر والمفتون السعوديون يفتون بالذبح والقتل والتفجير والتنكيل والتشريد من منابر سعودية علنية دون ان يكترثوا باي قرار قد تتخذه الادارة الاميركية لانهم يعرفون حق المعرفة ان استراتيجية واشنطن في موازاة استراتيجيتهم فما دامت تل ابيب بامان فالعلاقات الحميمة تبقى على حالها مهما كلف الامر.
وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان احد الناقدين لسياسة الرياض قبل مدة اصبح اليوم احد الداعين للشد على يديها لمحاربة الارهاب والعرف السائد في واشنطن هو ان المسؤولين الأمريكان قبل انضوائهم تحت مظلة الحكم في البيت الأبيض ينتقدون علاقة بلدهم مع الحكومة السعودية لنقضها حقوق الانسان ودعمها للارهاب لكنهم بعد ذلك يفصحون عن مشاعرهم الحقيقية ونراهم اليوم يتحالفون معها في مسرحية استعراضية بسيناريو محاربة داعش والمتتبع يدرك ان هذا التغيير الحاد في المواقف هدفه صنع الهوة بين العراق وايران وابعاده عن خط المقاومة وكذلك الاطاحة بالحكومة الشرعية في سوريا برئاسة بشار الاسد.
وبطبيعة الحال لا يمكن وصف ما يجري على الساحة الدولية سوى انه مسرحية فكاهية ساخرة هدفها الضحك على الراي العام العالمي والتمويه على الحقائق الواضحة وضوح الشمس.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق