التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

وثائق سرية وعلنية حول زمرة “داعش” الارهابية 

سيد عمار الحسيني –

  يا ترى ما السبب في استثناء قطر من كل قرار يتخذ ضد ما يسمى بـ “داعش” ومنظروهم يصولون ويجولون في الدوحة وقناة “الجزيرة” هي المنبر الإعلامي لمذابحهم ومجازرهم الرهبية؟

 

من الحقائق المثيرة للجدل والسخرية في آن واحد هي ان الزمر التكفيرية وعلى رأسها ما يسمى بـ “داعش” تذبح كل مراسل وصحفي يقع في فخهم ولم يستثنوا من ذلك حتى الصحفييين الاجانب، لكنها لم تمس مراسلي قناة “الجزيرة” القطرية بأي سوء رغم وجود مراسلة مسيحية بينهم والعالم بأسره يشاهد عبر الفضائيات كيف ان هؤلاء المراسلين وزملاءهم يتجولون في اي مكان تحت سلطة الدواعش دون اية مضايقة تذكر!

 

ولكن السؤال المطروح هنا هو: ما السبب الذي جعل الغربيين وحلفاءهم يغضون النظر عن الدوحة وسياساتها العلنية الداعمة للزمر التكفيرية وتتبجح بذلك امام مرأى الجميع ؟! فالقاصي والداني يعلم بان قناة الجزيرة هي المنبر الاعلامي الحر للزمر الارهابية وعلى راسها “داعش” وكذلك فان داعميهم مالياً ودينياً واعلامياً لهم نفوذ واسع في هذا البلد الصغير وكأنهم على رأس السلطة الحاكمة!

 

أما وسائل الاعلام الغربية فهي اليوم تروج لأن الارهاب الذي يعصف بالعالم هو “ارهاب اسلامي” وانه اصبح معضلة في منطقة الشرق الاوسط ولا سيما البلدان العربية ولكن الواقع هو ان هذا الارهاب ليس اسلامياً كما يزعم اعدء الاسلام بل هو ارهاب عالمي لانه مخطط له من قبل مخابرات بلدان غير اسلامية وبعض البلدان الاسلامية التي تدعم الفكر التكفيري فقط.

 

وفي الآونة الاخير وصلت النشاطات الارهابية البشعة ذروتها ولا سيما ما يرتكبه الدواعش من مجازر وافعال تقشعر لها الابدان لدرجة ان الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الصهيوني افيخاي ادرعي صرح بان المجازر التي ارتكبت بشأن المسلمين في السنوات العشر الاخيرة لم يكن نصيب تل ابيب منها سوى عشرة بالمائة فقط والحصة الاكبر كانت للتكفيريين الذين يزعمون انهم يعملون بسنة رسول الله (ص) لكنه بريء منهم ومن افعالهم.

 

ويرى الخبراء ان اسامة بن لادن وايمن الظواهري واسلافهما من زعماء تنظيم القاعدة الارهابي المستند على افكار تكفيرية قد تظاهروا احياناً بانهم مناهضون لليهود والصهاينة، وذلك طبعاً لكسب الراي العام الاسلامي لانهم لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة باتجاه اي هدف اسرائيلي بتاتاً الا ان الدواعش تجاوزوا هذه المرحلة النظرية واثبتوا بشكل عملي وصرحوا على لسان مسؤوليهم انهم مكلفون بتصفية المسلمين الذين لايتفقون معهم فكرياً ولا شأن لهم بالصهاينة لامن قريب ولامن بعيد واحداث غزة الاخيرة خير شاهد على هذه المواقف المخزية التي يندى لها الجبين.

 

ويا ترى هل ان الغرب يسخر من الراي العام المحلي والعالمي او ان له مخططات سرية سوف يفصح عنها لاحقاً؟! فدولة قطر هي المحور الاساسي لكل مفاوضات تتم بين الدواعش وغرمائهم عندما يختطفون او يريدون ان يفرضوا شيئاً، فما هي الصلة بين الطرفين؟! ولماذا يوافق الدواعش على كل مفاوضات تكون قطر وسيطة فيها؟! فما زلنا نتذكر الزائرين الايرانيين الذين اختطفوا في سوريا وكيف انهم نجوا من القتل المحتوم بوساطة قطرية وتوالت الاحداث وانتعشت المفاوضات القطرية الداعشية حتى كان اخرها حول جنود لبنانيين اختطفوا في عرسال.

 

ورغم كل ذلك نجد ان هذا البلد الصغير الذي ليس له اي ثقل على الساحة الدولية اصبح داعماً قوياً للارهاب التكفيري وفي الحين ذاته قطباً في المؤتمرات التي تعقد لمحاربة نفس هذا النوع من الارهاب؟!

 

ولو تتبعنا الاحداث والوقائع لوجدنا اسباباً عديدة جعلت ساسة البيت الابيض يغضون النظر عما تفعله الدوحة عبر دعمها للارهاب واهمها القاعدة الاميركية ولكن لا غرو لو قلنا ان الاميركيين انفسهم ضالعون في هذا البرنامج القذر ولهم يد في دعم هذا الارهاب الاعمى ويرى بعض الخبراء حسب ما لديهم من مصادر موثقة ان التغطية الاعلامية القطرية للافعال الشنيعة التي ترتكب ضد المسلمين الابرياء من قبل تكفيريي “داعش” نابعة من تعاون سري مع واشنطن والدوحة لا تجرؤ على ذلك ما لم تكن قد تلقت الضوء الاخضر من اسيادها الاميركيين.

 

كما ان العديد من الخبراء يرون ان دعم بلدان الخليج الفارسي وعلى راسها قطر للارهاب التكفيري في العراق وسوريا ولبنان يستهدف دفع شر الدواعش عن بلدان وكأنّ الامر عبارة عن صفقة قذرة ضحيتها شعوب اسلامية بريئة وهناك وثائق مسربة تفيد بان الاميركيين مؤخراً طلبوا من الدوحة ان تقطع الدعم المالي عن هذه الزمرة الاجرامية، لكن الاخيرة رفضت بداعي مصالحها السياسية والاستراتيجية ستكون بخطر لو انها فعلت ذلك.

 

لقد سعى ساسة الدوحة لفرض انفسهم على الساحة الدولية باي ثمن كان حتى وان بلغ الضحايا مئات الالوف من المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون تحت كنف البلدان الاسلامية، لكننا نشهد اليوم افول هذا النجم الذي لم يلمع الا لايام معدودة وفق الحسابات التاريخية ولا سيما لو لاحظنا المنافسة السعودية التي سحبت البساط من تحت ارجل القطريين الذين فقدوا كل ما بذلوه ولم يبق لهم اي موطئ قدم في البلدان التي شهدت ربيعاً وصحوة شعبية سوى انهم ما زالوا يحتفظون بقناة الجزيرة التي تعد البوق الاعلامي لزمرة “داعش” الارهابية ومن حذا حذوها فهذه القناة التي يبغضها الشارع العربي مع بعض القنوات المشبوهة تسمي حركة الدواعش الارهابية بـ ” الدولة الاسلامية في العراق والشام ” احتراماً لهم واليوم تسميهم باصحاب “دولة الخلافة الاسلامية” تحدياً لمشاعر جميع المسلمين والاحرار الشرفاء في العالم!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق