بغداد .. بين أنياب داعش ومخالب أميركا
جاسم العذاري –
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .. قول مأثور كثير منا سمعه وفهمه .. اليوم يحاول أعداء العراق تكرار سيناريو الحرب الإعلامية لكن هذه المرة بأيادي أمريكية ..
الموصل سقطت في الـ 10 من حزيران 2014 بفعل الإشاعة التي كانت اللاعب الرئيس في انكسار الجيش وتخلي القيادات عن مواقعها ثم تهاوت فيما بعد المحافظات الأخرى ..
ربما نجحت الماكنة الإعلامية الداعشية ومن يحذو حذوها في مبتغاها في أحداث الموصل .. إلا أنها فشلت بالوصول إلى أسوار بغداد , وأجلت مخططها إلى هذا اليوم ..
المتابع للشأن العراقي يعي ويفهم اللعبة جيداً وتنطلي على الغافلين والسذج “حصراً” ومعظم العراقيين هم من خيرة المتتبعين لسير الأحداث وخصوصاً الأمنية منها ..
الخطة الأمريكية الداعشية تتضمن عدة محاور ..
الأول : تكثف داعش من هجماتها على المدن عموما وبغداد خصوصاً بشتى وسائل الإجرام .
الثاني : تقوم وسائل الإعلام المؤدلجة بنشر أخبار كاذبة تشير بتقدم داعش نحو بغداد من جهة والنيل من قوات الحشد الشعبي من جهة أخرى.
الثالث : تتبنى الإدارة الأمريكية إطلاق أخبار عن الأخطار التي تواجه العاصمة بغداد .
دخول واشنطن في اللعبة من اجل تحقيق ما عجزت عنه زمرة داعش أولا وإجبار الحكومة العراقية على دخول قوات برية ثانيا ..
الأمر الذي رفضته الأوساط الشعبية والسياسية والحكومية جملةً وتفصيلاً واعتبروه محاولة لإعادة الاحتلال الأمريكي للعراق من جديد بذريعة داعش ..
بايدن ومخططه المشؤوم لتقسيم العراق الذي سبق أن أطلقه قبل دخول داعش تسعى الادراة الأمريكية إلى تنفيذه بشتى الوسائل وتعده أمر لابد منه ..
لكن يبقى الصوت الوطني هو المانع الأكبر للحؤول دون وقوع ما نخشاه ..
الهجمة الإعلامية الشرسة التي تثار على بغداد والوعيد والتبشير بسقوطها هي المرتكز اليوم للأحداث في الإعلام ..
فمنها من يقول إن بغداد في خطر داهم وداعش على أسوار العاصمة .. وأخرى تستبعد ذلك الخطر بالاعتماد على همم الرجال من القوات الأمنية وأبناء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية والخطط التي وضعت لتلافي أي هجوم , وهي الحقيقة على ارض الواقع ..
بيد إن المواطن العراقي أصبح أكثر فطنة ونضوجاً لما يجري حوله ولم يستطع ذلك الإعلام المغرض إن يزعزع ثقته برجالاته الأبطال ..
القنوات المحايدة أجرت استطلاع لرأي بعض العراقيين حيال ما يشاع من خطر يداهم العاصمة بغداد ..
فكانت الإجابة واضحة وصريحة “أن بغداد في أمان ولن يصلها الدواعش” .. أما العسكريون فاستهزءوا من تلك الإشاعات وطالبوا بإجراء جولات تصويرية لأي قناة ترغب بذلك في مناطق حزام بغداد التي قيل أنها سقطت بيد داعش وتظهر الحقيقة للرأي العام ..
هذا الأمر مؤكدا انه لن تقوم به وسائل الإعلام المغرضة وتكتفي بنفي الأجهزة الأمنية من غير إن توثق بالصور .
الحرب النفسية والإشاعة هذه الوسيلة التي سبق إن استخدمها الجيش النازي في حربه .. يعاد استخدامها اليوم من قبل داعش وبرعاية أمريكية , في محاولة من النيل من معنويات القوات الأمنية وزعزعة ثقة العراقيين بأبنائهم ..
إلا أنها بالفعل محاولة فاشلة بائسة نتنة تفوح منها أقذر الروائح التي يتميز بها أعداء الوطن .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق