التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الجماعات المسلحة في سوريا وأجندات تركيا والسعودية 

تركيا وقطر والسعودية لم تتوقف عن التنافس على تمويل ودعم المجموعات المسلحة منذ بدء الحرب في سوريا وتبادلت الأدوار والمنافسة أحيانا في إلحاق هذه المجموعات بها، بما يبقي على سيطرة هذه الدول على قرار هذه المجموعات وإدارة عملياتها.

 

فمنذ بداية الازمة السورية تجلى الدعم التركي للمعارضة السورية في تغليب حضور الإخوان المسلمين داخل المؤسسات العسكرية والسياسية، بما يتعدى حجمهم الحقيقي في سوريا أو حضورهم على الأرض، عبر ما يسمى المجلس الوطني السوري، ومن ثم الائتلاف، أو عبر التعجيل بالعسكرة بتشكيل ودعم لواء التوحيد، الذي لعب دوراً بارزاً في معارك حلب والشمال، أو ألوية إخوانية كهيئة الدروع وهيئة حماية المدنيين أو حركة حزم.

الاستراتيجية التركية كانت متشعبة داخل ما يسمى الجيش الحر الذي أنشأته ورعته مع قطر، منذ البداية لم تعمر تجربتها الأولى مع حسين هرموش لتجد ضالتها فيما بعد مع رياض الأسعد.. استخدمه الإخوان لإعادة تجميع الذراع العسكرية لما يسمى بالمعارضة المعتدلة، لكنه لم يتوصل يوماً إلى بناء هيئة أركان حقيقية أو توحيد الأولوية والكتائب التي عملت تحت رايته، بل كان مجموعة ميليشيات تتلقى تمويلاً من جهات مختلفة وتعمل بالقطعة حسب الهجمات والعمليات.

تركيا وقطر كرستا هيمنتهما على المجموعات المسلحة من خلال غرف العمليات.. أنطاكيا كانت نقطة تجمع عسكري استخباري سياسي لكل القوى التي كانت تحارب النظام السوري.

تنسيق الهجمات والدعم اللوجستي ومخازن الأسلحة كله عبر تركيا، المعابر عبر الحدود حرصت تركيا على إبقائها في قبضة أحرار الشام قبل أن تذهب الأخيرة بعد تصفية قياداتها إلى المظلة السعودية.

التفضيل الإخواني للأتراك وقطر لم يمنع من التعاطي مع المجموعات المسلحة التي فرضت نفسها، بعضه له علاقة قديمة بالمخابرات التركية، كالمجموعات الشيشانية التي برزت في معارك حلب وكسب؛ سيف الله الشيشاني، صلاح الدين الشيشاني قائد جيش المجاهدين والأنصار، وعمر الشيشاني القائد العسكري لداعش، لتكون هذه القيادات أحد أهم أذرع المخابرات التركية وأيضاً جبهة النصرة الواجهة القاعدية في سوريا.

الخلاف التركي القطري والسعودي سياسياً انعكس نسبياً على دعم المجموعات المسلحة في سوريا في التنافس على استتباع هذه المجموعات؛ الأتراك عملوا مع السعوديين والقطريين على تمويل المجموعات المسلحة  مع غلبة واضحة للسعودية في تمويل جبهة ثوار سوريا في الشمال، وشخصيات سلفية كويتية التي مولت أحرار الشام أكبر فصائل المعارضة.

زهران علوش وجيش الإسلام الخط اللوجستي السعودي في معارك الغوطة ومحيط دمشق.. علوش كان عماد الهجوم في تشرين الثاني الماضي حيث كان الرهان كبيراً على اختراق العاصمة من الجنوب وقبلها في معركة زلزال دمشق 2012 بعد اغتيال خلية الأزمة، دون أن يتم اختراق العاصمة أو الوصول إلى أسوارها.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق