أخطاء اوباما تقلل من حظوظ الديموقراطيين في الانتخابات
قبل اقل من 3 اسابيع من انتخابات منتصف الولاية الرئاسية، يقوم الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء اخيرا باول مشاركة له في الحملة، في تدخل محفوف بالمخاطر بالنسبة للديموقراطيين ويتطلب توازنا دقيقا حتى لا ينعكس ضدهم.
بعد ست سنوات على وصوله الى البيت الابيض، تدنت نسبة شعبية الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الى ادنى مستوياتها لتتراوح منذ عدة اشهر لتصبح قريبة من عتبة 40 بالمئة بحسب موقع ” ميدل ايست اونلاين”.
والرهان محفوف بالمخاطر بالنسبة لدانيل مالوي الذي يستعد لمبارزة غير مؤكدة النتائج مع الجمهوري توم فولي، بعد فوزه في انتخابات 2010 بفارق ضئيل جدا لم يصل الى سبعة الاف صوت من اصل مليون ناخب ادلوا باصواتهم.
وبالنسبة لباراك اوباما الذي يخشى ان يسيطر خصومه الجمهوريون على الغالبية في مجلسي الكونغرس، فان المعادلة حساسة جدا: كيف يدافع عن حصيلته بدون ان يحول انتخابات 4 تشرين الثاني/نوفمبر التي ستشمل مجلسي النواب والشيوخ والحكام وكذلك مجالس محلية للمدن والمناطق، الى استفتاء على شخصه.
حين اعلن في مطلع تشرين الاول/اكتوبر ان سياساته بمجملها سواء على صعيد الضمان الصحي او الطاقة او الوظائف ستكون “في صلب” انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، اثار هذا التصريح استياء العديد من الديموقراطيين، حتى ان ديفيد اكسلرود مستشاره السابق قال ان “هذا كان خطأ”.
ولا احد في صفوف الديموقراطيين يجازف وينتقد مباشرة الرئيس، لكن التململ يظهر بوضوح في عدد من الولايات حيث يعتبر المرشحون ان ربط اسمهم باسم الرئيس يعيق فرصهم اكثر مما يعززها.
وفي كنتاكي اتخذ الوضع منحى عبثيا اذ ترفض المرشحة الديموقراطية لمجلس الشيوخ اليسون لوندرغان غرايمز ان توضح ما اذا كانت صوتت لباراك اوباما في الانتخابات التمهيدية. والمعركة الانتخابية التي تخوضها هي موضع متابعة عن كثب، اذ تسعى للفوز بمقعد ميتش ماكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ.
وتفادت مرة جديدة الاجابة على هذا السؤال خلال مناظرة تلفزيونية مساء الاثنين متذرعة بـ”حقها الدستوري” في عدم الكشف عن تصويتها، مع التاكيد على انها “ديموقراطية مؤيدة لكلينتون”، مشيرة في هذا الصدد الى حصيلة بيل كلينتون في البيت الابيض بين 1993 و2001.
ورد خصمها ماكونيل الذي يعتبر من ابرز وجوه مجلس الشيوخ حيث يشغل مقعدا منذ ثلاثين عاما، مؤكدا بسخرية انه لا يخجل من جهته من التاكيد بانه صوت للمرشحين الجمهوريين جون ماكين عام 2008 وميت رومني في 2012.
وسئل المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الثلاثاء عن هذا الوضع الغريب فتفادى الخوض في التفاصيل، مؤكدا وهو يبتسم انه من جانبه منح صوته للرئيس الذي هو “مؤيد له منذ زمن بعيد”.
واوباما الذي شارك منذ اعادة انتخابه عام 2012 في حوالى مئة تجمع وحفل لجمع التبرعات من اجل الحزب الديموقراطي، يلزم التكتم بشأن برنامج تنقلاته للفترة القادمة ويؤكد البيت الابيض المحرج حول هذا الموضوع ان الرئيس يعتزم المشاركة في مهرجانات انتخابية اخرى “ان كان بوسعه ان يخدم المرشحين”.
ويكتفي الرئيس في الوقت الحاضر بالتحذير كلما سنحت الفرصة من نقطة ضعف الديموقراطيين وهي التعبئة. وقال قبل ايام قليلة في سان فرانسيسكو “نحن الديموقراطيين لدينا مشكلة ملازمة لنا: اننا لا نصوت في انتخابات منتصف الولاية، حين لا تكون هناك انتخابات رئاسية. علينا تعبئة صفوفنا، يجب ان ننظم انفسنا”.
الجمهوريون من جهتهم يؤكدون في كونيتيكت انهم لا يعيرون اهتماما خاصا لزيارة الرئيس. وقال مارك ماكنالتي المتحدث باسم توم فولي “بوسع دان مالوي ان يجلب من يشاء الى كونيتيكت، هذا لن يحدث اي تغيير”.
وتابع “هذه الانتخابات تدور حول امر واحد: وهو فشل دان مالوي كحاكم، وعلى الاخص مع اكبر زيادة ضريبية في تاريخ الولاية واضعف انتعاش اقتصادي في البلد على صعيد الوظائف والنمو الاقتصادي”.