الى الشيخ السديس..إبن عبدالوهاب هو مشوه الإسلام
نبيل لطيف –
بعد ان كشفت فظاعات “داعش” و “النصرة” و القاعدة والمجموعات التكفيرية ، الحقيقة الكارثية للوهابية ، التي تعتبر ايدولوجيا كل هذه التنظيمات المسلحة الارهابية ، يحاول مشايخ الوهابية في العالم اجمع وخاصة في السعودية ، العمل على تغطية الوجه القبيح لهذا الفكر الدموي ولكن دون جدوى.
ان من الصعب بل من المحال اقناع اي مسلم ، بإن هناك تعارض بين جرائم هذه الزمرالارهابية وبين الفكر الوهابي ، او ان ما ترتكبه هذه الزمر يتعارض مع تعاليم محمد بن عبد الوهاب ، او ان مشايخ الوهابية لا يؤمنون بهذه الاعمال او انهم يرفضونها ، لسبب بسيط وهو ان هذه الافعال هي تطبيق حرفي لافكار محمد بن عبد الوهاب ، ويمكن لكل انسان يعرف القراءة والكتابة ان يتوصل بسهولة الى هذه النتيجة ، من خلال قراءة كتب محمد بن عبد الوهاب نفسه وكتب مؤرخي التاريخ السعودي انفسهم ، عندها سيعلم ان ما نعانيه اليوم في منطقتنا ، عانه قبلنا شعب جزيرة العرب حيث غزى جيش الاخوان ، وهو جيش ابن سعود وابن عبد الوهاب ، ففعلوا في كل مكان من جزيرة العرب وخاصة في مكة والمدينة ، ما تفعله “داعش” اليوم في العراق وسوريا.
انه بعد ان ضغط السيد الامريكي على ال سعود للكف عن دعم التكفيريين الذين اخذوا يفسدون المخططات الصهيوامريكية في المنطقة ، ضغط ال سعود بدورهم على مشايخ الوهابية لايجاد وسيلة للتنصل من هذه الزمرالتكفيرية وابعادها قدر المستطاع عن الوهابية ، حفاظا على الملك الذي اقامه ابن سعود وابن عبدالوهاب وديمومته، ورغم ان المهمة صعبة ، فمن الصعب ان ينكر الاب ابنه هكذا وبسهولة ، ولكن الاوامر كانت صارمة ، فبدأ مشايخ الوهابية منذ فترة قصيرة ، بالقاء كلمات وخطب يحاولون الابتعاد قدر الامكان عن الزمرالتكفيرية ، والعمل على تبييض ساحة الاب الايديولوجي والروحي لهذه الزمر الارهابية ، التكفيري الاكبر محمد بن عبد الوهاب.
لسوء حظ ال سعود ان مشايخ الوهابية كلما القوا كلمة او قالوا قولا ضد “داعش” ومدحوا ال سعود ، وكذلك كبيرهم بن عبد الوهاب ، تاتي نتائج هذه الكلمات والخطب على الضد مما كانوا يتوقعون ، فآخر عمليات التجميل الفاشلة للوجه الوهابي القبيح ، تلك التي اجراها يوم الجمعة 24 تشرين الثاني / اكتوبر الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة فی الكعبة المشرفة ، حيث وصف فيها “داعش” بانهم “خوارج العصر وأهل الزيغ والضلال الذين أشربوا التكفير والغلو والتدمير ..الذين أرجفوا في الأرض وعاثوا فسادا، وشوّهوا صورة الإسلام المشرقة”.
الى هنا كان كلام الشيخ مقبول بشكل عام ، ولكن الطبع ، كما يقال ، يغلب التطبع ، فدعا في ذات الخطبة “الأمة الإسلامية إلى العودة إلى منهج السلف الصالح .. وأهمية لزوم المنهج السلفي القويم الشامخ، والبعد عن العولمة والتغريب .. وإن من معالم المنهج السلفي الاغر شعيرة لزوم الجماعة وما تقتضيه من السمع والطاعة .. إن الدعوة للسلف ليست دعوة للتخلف والرجعية” .. وقبل ان يختم خطبته اشاد بمحمد بن عبد الوهاب وقال ان “دعوته التجديدية التي حاربت البدع والضلالات و ترسمت هدي سيد الأنبياء والصحابة الاصفياء والتابعين الاوفياء، وبرغم ذلك فقد تعرّضت دعوته للمزاعم والافتراءات والتشويه والشائعات”.
وردا على ما قاله السديس نقول ، ان السم الزعاف في تعاليم الوهابية هو اختصار الاسلام بالسمع والطاعة لاولياء الامر ، وهم بالطبع ال سعود من وجهة نظر الوهابية ، فولي امر الوهابية مفروض الطاعة برا كان ام فاجرا ، اما هجومه على “داعش” فهو هجوم جاء بامر ملكي وليس عقيدة يؤمن بها السديس وقالها بايمان راسخ ، لذلك نرجو منه ومن باقي مشايخ الوهابية ان يوزعوا على الناس خارج السعودية بالمجان الكتب التي ارخت لتاسيس دولة ال سعود ، ليتعرفوا بانفسهم على من كان السباق في اثارة الرعب والخوف في قلوب الناس ومن هم أهل الزيغ والضلال الذين أشربوا التكفير والغلو والتدمير ومن هم الخوارج وکلاب النار ؟، ولا نعتقد ان هذا الطلب تعجيزي او تجني على ال سعود والوهابية ، فكل ما نريده هو ان نقرا الكتب التي كتبها مرخو ال سعود والوهابية وليس غيرهم.
اما قوله ان الوهابية تعرضت للتشويه ، فهو كذب واضح ، فالوهابية لم تُولد ممسوخة ومشوهة فحسب ، بل للاسف الشديد شوهت صورة الاسلام ليس لدى شعوب العالم اجمع وحتى لدى المسلمين انفسهم ، فالجريمة الكبرى التي ارتكبها محمد بن عبد الوهاب ، مجدد السلفية !!، بحق الاسلام والمسلمين ، بقوة البترودولار والدعم السياسي من ال سعود ، هي جريمة لا تغتفر الا باقتلاع هذا الورم السرطاني الذي اخذ يشل الجسد الاسلامي شيئا فشيئا.