عاشوراء وكربلاء .. وعذابات آل البيت ( ع )
مايسة عبدالرحمن –
كتبت صحيفة الاهرام المصرية مقالا حول ذكرى واقعة عاشوراء والظلم الذي تعرض له اهل بيت الرسول عليهم السلام على يد بني امية ويزيد بن معاوية. وفيما يلي نص المقالة:
لا يزال الأبرار يعذبون ويقتلون بأيدى الفجار..منذ قتل قابيل هابيل..وقتل يزيد الحسين .. وإلى يومنا هذا..وإلى أن تقوم الساعة حتى تفرغ الدنيا على شرارالناس ولكع بن لكع ! كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه “لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس” و”لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع” واللكع هو اللئيم ذليل النفس بلا دين أو خُلُق!
وأشرف الأبرار أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا.وقد قام المصطفى صلى الله عليه وسلم خطيبا فى الناس فى أواخر أيامه موصيا بآل بيته من بعده فقال “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي..أحدهما أعظم من الآخر..كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض..وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما”؟! وأخذ يكرر” أذكركم الله في أهل بيتي ” مرارا!
فماذا فعلت امة محمد بوصية نبيهم وبأهل بيته؟! لقد خذلوا عليا وقتلوه وهو من قال فيه المصطفى ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي”..أى لوكان هناك أنبياء بعد سيدنا محمد لكان عليا منهم..ولكنه فى مرتبة النبوة لقول المصطفى” العلماء ورثة الأنبياء” و” علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل ” ولقوله “أنا مدينة العلم وعلي بابها..فمن أراد العلم فليأتها من بابها!”
وماذا فعلت أمة محمد بأولاد أحب الناس إليه..ابنته السيدة فاطمة صاحبة المكانة العالية التى تقارب مكانة السيدة مريم العذراء سيدة نساء العالمين؟! فقد قَالَ صلى الله عليه وسلم يوما”إِنَّ مَلَكٌ…يُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ..وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ”..” إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ “.وكان يردد” إن رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي – وسخطى من سخط الله – فمن أحب فاطمة فقد أحبني ومن أبغض فاطمة فقد إبغضني” .
الحسن قتل مسموما أما الحسين الذى قال فيه “حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا”..فقد استنجد به المسلمون من أهل الكوفة وهو شيخا فى السادسة والخمسون لينقذهم من ظلم زيد بن معاوية وفساده..وأرسلوا إليه مبايعاتهم التى وصلت 18ألفا .لم يخرج معه إليهم سوى 72 فرد هم اهل بيته!فلما علم يزيد رشى الناس وقتل رسول الحسين إلى الكوفة أبن عمه مسلم بن عقيل ومثل به ..فأنكر اهل الكوفة أستغاثتهم به وتركوه مع اهل بيته وقليل من الجند الذين تركوا جيش يزيد وانضموا إليه ولا يتجاوز الجميع 150 فردا .. يواجهون جيشا قوامه 30 ألف مقاتل! وحرموا الحسين ونسائه واطفاله الماء. فأخذ الحسين ابنه الرضيع عبد الله ليروى عطشه فأصابوا الرضيع بسهم وقتلوه ظمآنا!!! .. ثم قتلوا ابنه الثانى على الأكبر وقتلوا أبناء أخيه الحسن الثلاثة عبد الله وابوبكروالقاسم ثم قتلوا أبناء أخته السيدة زينب وعبد الله بن جعفر الطيار..محمد وعون..كما قتلوا ستة من إخوته أبناء سيدنا على بن أبى طالب..هم محمد وعثمان وابوبكروعبد الله وجعفروالعباس كذلك قتلوا أبناء عمه عقيل ثم قتلوا الحسين..وسلبوهم كل شىء وقطعوا رؤوسهم وتركوا الأجساد بلا دفن وروعوا النساء والأطفال وفيهم السيدة زينب والسيدة سكينة ابنة الحسين والرباب زوجتة وسلبوهم مايملكون.. وساقوهم مكبلين بالسلاسل من العراق إلى دمشق لقصر يزيد بن معاوية وحملوا معهم الرؤوس وعلقوها على الأبواب ثلاثة أيام!!! كل هذا وأهل الكوفة يغلقون الأبواب ولا ينبسون . بل كل هذا كان فى الشهرالحرام !!!.
لم يبق من بنين الحسين سوى ابنه على فكان مريضا وعندما ارادوا قتله احتضنته السيدة زينب وقالت اقتلونى معه فتركوهما مخافة تقليب الناس عليهم . فكان نسل الحسين كله من أبناء على الملقب بزين العابدين و بالسجاد لكثرة سجوده.
من أجل ذلك نرى أنصار سيدنا على والحسين عليهما السلام وشيعتهم يحتفلون فى هذه الذكرى بضرب أنفسهم حزنا وأسفا على ترك أجدادهم للحسين وآله يقتلون بينهم ونرى نسائهم يربطون أنفسهم بالسلاسل تشبها بنساء آل البيت اللائى ربطن بالسلاسل سبايا..إحياءا للذكرى حتى تظل القدوة نابضة يعلمها الأجيال ويثمنوا قيمة الجهاد والأستشهاد فى سبيل الحق.