التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ما هي الأسباب العلمية وراء وحشية «داعش»؟ 

  وضع الأستاذ في علم النفس في كلية «ترينيتي» في دبلن، والمدير المؤسس لمعهد «ترينيتي» للعلوم العصبية، إيان روبرتسون، 5 تفسيرات علمية للوحشية التي يمارسها تنظيم «داعش»، موضحاً أنه بينما يري الكثيرون قطع الرؤوس والأعمال المتطرفة الأخرى أمور غير وارد القيام بها، فإن هناك عدة عوامل يمكن أن تجعل من أي شخص «شخصية متطرفة».

1.«الوحشية» تولد «الوحشية»

الجزء الأول من الجواب قد يكون بسيطاً، يتمثل في أن «الوحشية» تولد «الوحشية»، كما أن الثمة المشتركة بين الأشخاص الذين تعرضوا للمعاملة بالقسوة، هي القسوة والعدوان وعدم التعاطف.

في معسكرات الاعتقال النازي، على سبيل المثال، كان العديد من الحراس الأكثر قسوة سجناء في سجون «كابوس» سيئة السمعة، الأمر الذي يعني أن الضحايا غالبًا ما يستجيبون للصدمة بأن يتحولوا هم أنفسهم إلى جناة.

الاندماج في «المجموعة»

تحول الضحية إلى جاني ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى «الوحشية»، ففي حالة انهيار الدولة، ينهار معها النظام والقانون والمجتمع المدني، ويبقي الحل الوحيد للبقاء هو «المجموعة»، بصرف النظر عن الاعتبارات الدينية أو العنصرية أو السياسية أو القبلية أو العشائرية، ويظل البقاء معتمداً على الأمن المتبادل الذي تقدمه المجموعة.

الحرب غالباً ما تربط الأشخاص في مجموعات، هذه الروابط تخفف الشعور بالخوف والضيق الذي يشعر به الفرد حينما تنهار الدولة، كما أنها توفر أيضاً الثقة بالنفس للأشخاص الذين يشعرون بالإذلال من فقدانهم لمنازلهم ومكانتهم في المجتمع.

في هذه الحالة تندمج الهويات الفردية والجماعية نسبياً، وتصبح تصرفات الأشخاص تعبيراً عن المجموعة أكثر ما هي تعبر عن إرادة الشخص نفسه. وحينما يحدث ذلك، قد يقوم هؤلاء بأشياء مرعبة لم يتخيلوا يوماً القيام بها، ويصبح ضمير الفرد ضئيل نسبياً داخل المجموعة. ومن ثم تقع مسؤولية «الوحشية» على المجموعة أكثر من الفرد.

ويظهر ذلك بوضوح هلى وجوه مقاتلو «داعش» الذين يتسابقون في الظهور على عربات، يلوحون بالأعلام السوداء، بابتسامات عريضة على وجوههم بعد ذبح من لا يعتنق الإسلام.

ولأن الهوية الفردية تكون ذائبة إلى حد كبير في هوية المجموعة، يصبح الفرد أكثر استعدادًا للتضحية بنفسه في المعركة، أو القيام بالتفجيرات الانتحارية.

الكراهية

التفكير في المذابح التي تحدث بين السنة والشيعة في العراق وسوريا يعكس حقيقة مرعبة، تتمثل في أنه داخل المجموعة، يتم تعزيز فكرة القبلية، وكراهية كل من هم خارج مجموعتهم.

وحتى حينما يكون العنف ضد المجموعات الأخرى مدمر للذات مثلما هو واضح بشكل مأساوي في الشرق الأوسط، فإن المجموعات التي تقوم على أسس دينية تظهر عداءاً ضد معارضيها أكثر من المجموعات التي لا تقوم على أساس ديني.

الانتقام

يري روبرتسون أن الانتقام «يعد قيمة كبيرة في الثقافة العربية، ويلعب دوراً في استمرارية الوحشية». ويولد الانتقام المزيد من الوحشية في دوامة لا تنتهي، لكن الأكثر من ذلك، أن الانتقام قد يكون حافز قوي، لكنه مخادع أيضاً، لأن الانتقام من شخص ما يضخم المشكلة ويؤدي إلي استمرارها.

القادة

يرتكب الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات بأفعال وحشية إذا سمح لهم قادتهم بالقيام بذلك، خاصة إذا كانوا هؤلاء الأشخاص يرغبون في التضحية بأنفسهم لصالح المجموعة. فمقاتلو «داعش» يذبحون المسيحيين واليزيديين العزل لأن قادتهم أخبروهم أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. والقادة، على أي مستوي من القبيلة إلى الدولة، هي المسؤولة عن الوحشية، والمشكلة تكمن في أن القادة يستطيعون إنهاء الوحشية، أو تشجيع الوحشية، وعندها لن يستطيع أي شيء الوقوف ضدها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق