الى حكام البحرين .. والله لن تمحوا ذكرى عاشوراء
نبيل لطيف –
كانت ومازالت ثورة الامام الحسين عليه السلام تؤرق الطغاة ، لما تزرعه في النفوس من قيم الاباء والكبرياء والعزة والشموخ ، والتي تمنح بدورها الانسان قوة هائلة لرفض الظلم ومقارعة الظالمين وعدم الخنوع للمستبدين.
ولما كانت مراسم عاشوراء التي دأب اتباع اهل البيت عليهم السلام ، على احيائها منذ قرون طويلة ، لتخليد هذه الثورة وجعلها نبراسا للاحرار والمستضعفين في كل مكان ، تعكر صفو الطغاة والمستبدين على مدى العصور والازمان ، قوبلت بكل صنوف القمع والتنكيل، لامحاء ذكرى الحسين وثورة الحسين ونهج الحسين من اذهان وعقول و وضمائر الناس ، لجعلهم اسهل انقيادا واضعف شكيمة.
ولكن بقي الحسين حيا ، ومات مبغضوه ، ورفعت للحسين رايات ومنارات ، ودُرست قصور ظالميه ، فكم من يزيد وحجاج وصدام قبروا وبقي الحسين حيا في قلوب الناس ، فهذه سنة الله في خلقة ، كما هي نبوءة بطلة كربلاء عقيلة بني هاشم زينب الكبرى بنت الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، عندما زمجرت كاللبوة في وجه الطاغية يزيد ، وهي تراه جذلان فرحا بقتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :”والله لم تمحو ذكرنا” ، وهو ما كان وصدقت حفيدة رسول الله (ص).
اليوم يتكرر مشهد الحسين واتباع الحسين مع الطغاة والمستبدين ، في الكثير من بقاع الارض ومن بينها البحرين ، التي عقد طغاة آل خليفة العزم على محاربة الحسين وذكرى الحسين واتباع الحسين ، لمعرفتهم بان الحسين هو من يشحذ الهمم ويدفعها نحو رفض الظلم والاستبداد ، ظانين انهم سيكونون استثناء في من عاد ريحانة رسول الله واتباعه وانصاره ، رغم انه لا استثناء في مصير كل من يعادي الحسين وكربلاء وعاشوراء ، فليس هناك الا الذلة والمسكنة والمهانة والنسيان ولعنة اللاعنين ، مصيرا لقتلة اتباع اهل البيت عليهم السلام.
العالم كله كان شاهدا على الجرائم الوحشية التي ارتكبتها عصابات ال خليفة بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام في ذكرى عاشوراء الحسين هذا العام ، فقد ذكرت تقارير منظمات حقوق الانسان ، ان مظاهر عاشوراء في البحرين تعرضت الى الاعتداءات المتكررة من قبل قوات النظام ، التي قامت بإزالة اليافطات والواجهات التي تمثل علامة بارزة في إحياء مظاهر عاشوراء، وقامت بالإعتداء على المشاركين فيها بالغازات السامة والخانقة واستخدام القوة المفرطة، كما استدعت مراكز الشرطة عددا من المواطنين على خلفية وضعهم أعلام سوداء فوق منازلهم.
وكشفت هذه التقارير ان منسوب الانتهاكات في عاشوراء ارتفع هذا العام بنسبة 56 بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي، مشيرة الى انها شملت 25 منطقة وهي: الدراز، المنامة، رأس رمان، الكورة، توبلي، مدينة حمد، عالي، بوري، المعامير، إسكان عالي، النويدرات، الديه، دمستان، سترة، كرزكان، صدد، المالكية، شهركان، دار كليب، القرية، إسكان جدحفص، سلماباد، دار كليب، كرباباد، المحرق.
واشارت التقارير الى ان أكثر المناطق استهدافا هي كرزكان، بوري، عالي، المعامير، الدراز، المنامة، وان الانتهاكات والمضايقات شملت نزع الاعلام السوداء وتخريب الاعمال والمجسمات الفنية المستوحاة من واقعة كربلاء.
وشملت المضيقات استدعاء خطباء للتحقيق معهم حول فحوى محاضراتهم وارائهم الشخصية، واستدعاء المواطنين على خلفية تعليقهم للاعلام السوداء على بيوتهم، واعاقة حركة سير المتوجهين لإقامة الشعائر الدينية، وقمع المسيرات العاشورائية.
ان ما يقوم به ال خليفة ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام وخاصة ضد مراسم عاشوراء ، هو تطبيق حرفي للاساليب الوحشية الطائفية التي كان يمارسها نظام الدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين ، الذي اراد كباقي طغاة التاريخ محو ذكرى عاشوراء واطفاء لهيب كربلاء في قلوب اتباع اهل البيت ، الامر الذي يؤكد حقيقة التقارير التي ذكرت ان البعثيين المجرمين الذين فروا من قبضة العدالة في العراق الى البحرين هم الذين ينفذون مخططات ال خليفة ضد ابناء الشعب البحريني وخاصة اتباع اهل البيت عليهم السلام ، لتجربتهم في هذا المجال.
ولكن على ال خليفة ان يقفوا ولو قليلا امام مصير الطاغية صدام ، وكيف وصل به الامر الى حفرة تحت الارض تشاطره فيها الجرذان ، وهو الذي اعلن على لسان صهره المجرم حسين كامل ، عندما قصف اضرحة اهل البيت عليهم السلام بالمدفعية : ان “لا شيعة بعد اليوم”. ولكن يمكرون ويمكر الله ، فاذا بصدام وحسين كامل وكل طواغيت البعث وكل جبروتهم وطغيانهم يصبحون اثرا بعد عين ، وكالعادة يبقى الحسين وتبقى كربلاء وتبقى عاشوراء ويبقى حب الحسين في قلوب الملايين الملايين من البشر ، الذين يحجون كل يوم ثرى كربلاء من كل حدب وصوب.
ان على ال خليفة ، ان يتعظوا بمصير الطاغية صدام ، وان يكفوا اذاهم عن اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وان يكفوا مناصبة عاشوراء وذكرى الحسين العداء ، فمثل هذا العداء لن يجلب لصاحبه الا الخزي والعار والشنار والاندثار والاضمحلال ، ولن يحقق ابدا امنيته في محو ذكرى الحسين وعاشوراء الحسين ، فهذا تاريخ الحسين واتباع الحسين مع الطواغيت ، فقد ذهب الطغاة وبقى الحسين ، فوالله لن تمحوا ذكرى الحسين وعاشوراء الحسين ، فهذه سنة الله في خلقة ولن تجد لسنة الله تبديلا.