التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

عراق بلا نفط ماذا اعددنا لذلك اليوم …؟ 

د . ماجـــد أســد
     في كوكبنا وفي اكثر المناطق قسوة ,كأعماق البحار التي لاتصلها الا اشعاعات ضئيلة من الشمس , او الصحارى التي تنعدم فيها المياه او المناطق المتجمدة حيث درجات الحرارة تبلغ 70 تحت الصفر او في المستتنقعات ذات الملوحة العالية … الخ , تجد بعض الكائنات قدرات استثنائية على ادامة الحياة كائنات تكد ,وتعمل وتكافح , وتتجلد في تحمل اعباء خيالية في اختراع انظمة تساعدها على البقاء ضمن مجموعات ملتزمة ببرامج بالغة الدقة ,يتم تنفيذها على مدار اليوم ,والاسبوع , والسنين ..
     وكي لانذهب بعيدا في الامثلة التي تؤكد مكانة العمل ,ودوره في ديمومة الحياه نجد الكثير من المناطق ليست زاخرة بالموارد فحسب بل تبلغ درجات خيالية في الوفرة …
     ومنها البلدان التي تتمتع بالشمس والمياه والاراضي الصالحة للزراعة فضلا عن الموارد المكتشفة حديثا كالمعادن وغيرها …
     ولعل الحضارات الكبرى في وادي النيل والرافدين والسند, والهند والصين … الخ طالما استثمرت هذه الموارد لبناء حضاراتها التي دامت الاف السنين وصاغت منها علامات تجاوزت مساحاتها وحدودها نحو العالم بأسره .
لكن هذا كان بالامس …
     فاليوم نجد الكثير من البلدان تتراجع حتى انها لاتمتلك قدرات على صناعة اساسيات الحياة فالبلدان الزراعية تستورد الحبوب والغذاء والدواء … درجة انها لاتعمل الا على استهلاك مواردها الطبيعية ..
     ومن بين هذه البلدان وطننا الذي عرف في التاريخ بصناعة الحضارات وليس بتصدير اساسيات الحياة حسب كالحبوب وبمختلف صنوفها وما تنتجه الغابات والثروات الحيوانية نجده اليوم يثير سؤالا علينا ان نتوقف عنده فبعد ان اصبح النفط المصدر الاول بعد ان تراجعت الصادرات الاخرى ماذا سيفعل احفادنا بلا نفط …؟
     اية زراعة يمتلكون بعد ان تم اهمال المساحات الصالحة للزراعة واية صناعة سيعيدون بناءها من ناحية وبعد هجرة اعداد كبيرة من ذوي الخبرات خلال عقود من الزمن وهدر الثروات واشعال الفتن من ناحية ثانية .
     السؤال : هل سيعود السكان بالبدء بالزراعة والتعليم والصناعة كي لاتكون اسباب الحياة قد فقدت بعد انحسار المياه وندرة الخيرات والاعتماد على الاستيراد ولعقود طويله من الزمن …
     ستقولون لا تقع هذه المسؤوليه علينا في الحاضر بل على الانظمة التي حولت السكان الى مستهلكين في العقود الماضية لكن هذه الاجابة غير مقنعة لان وطننا بلا نفط سيواجه صعوبات تتجاوز ماتحدثه النكبات الطبيعية كالجفاف والزلازل والبراكين …
     فماذا سيترك جيلنا من انظمة زراعية ومائية ومن مصانع اوليه ومن خبرات تعمل على بناء وطن يسد حاجاته الاساسية من الضروريات بدل ان نبقى نتمتع بثروات النفط ,لاحفادنا .. ؟
     هل سنقول لهم : شغلتنا الفتن والمناطق المتنازع عليها , وحروب الطوائف والازقة والارهاب والفساد واغتيال العلماء ومعارك التصريحات والادعاءات والمهاترات الكلامية … الخ حتى تحول الوطن في بعض السنوات الى ارض تسكنها الاشباح والى مجموعات سكانية لاتجد حتى هواء صالحا للتنفس !
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق