ناشط حقوقي وكاتب روائي يغادر العراق اعرابا عن موقفه لانعدام حقوق المرأة
حاوره / إنعام عطيوي
بدا مشاكسا لأسئلتي, وكأنه يوكل الجواب إلى قلمه.
*حدثني عن روايتك..
– (قال لما لا تحدثك روايتي عني فالرواية والقصة سبقت وجود الراوي والقاص….فالوجود قصة..والخلق رواية والأحداث مابين بكاء المولود والبكاء عليه متوفى هي فصول في أقصوصة إلهية.)
*هكذا بدا حديثي مشوقا مع الكاتب والحقوقي سلام جبار عطية مدير مركز سواسية العراقي المسؤول عن ربط شكاوى العنف الأسري والعنف ضد المرأة في العراق, والمنسق الثقافي الدولي لوزارة الثقافة العراقية والمستشار القانوني في نفس الوزارة.
عمل عطية على إنشاء العيادة القانونية الاولى من نوعها في العراق محاولا رفع الجور الذي لحق بالمرأة والفتيات اللائي يتعرضن للاعتداءات الجنسية من قبل افراد في الحكومة لرفع اشكالية ان يكون المعتدي والقاضي من جهة واحدة حين يكون الفحص الجنائي موكولة للحكومة نفسها, وهي محاولة جريئة لإنشاء مركز متخصص في مجال الطب والقانون لإعطاء نتائج وجود الاعتداء من عدمه…
ضيفي هذه المرة شخصية مثيرة للجدل من خلال متبنياته الفكرية ومذهبه الاجتماعي, فهو صاحب روايتي (سيدا الجارية والعارية) بعد مجموعته القصصية (الكركدن لا يؤذي الأطفال).
داهمته بأسئلتي وشاكسته بنفس أسلوبه الذي عرفه الناس فيه.
* سلام جبار اقرب للقصة والرواية أم للعمل الحقوقي كناشط في حقوق المرأة والطفل؟
– كل كاتب للقصة وللرواية هو ناشط في حقوق المرأة!
لان القصة أنثى والرواية أنثى والاستزادة في جمالها يكون ببطولة أنثوية. ولا يوجد كاتب يذم أبطال قصته لذا فكتابة قصة أو رواية هو نشاط في حقوق الإنسان بحد ذاته. ولأن هدفي الاسهام في تحرير كيان المرأة واثبات حقوقها فقد حررتها في الروايات لأثبت أمكانية تحريرها على ارض الواقع.
* ما الذي يميز قلم المحامي أو الحقوقي عن قلم الكاتب ؟
– قلم الحقوقي يميل للواقع، وفانتازيته لا تخرج عن مقبول الحدث وهو ثري الاحتكاك بكل ما يرويه، اما الكاتب فيعيش مخيلة قد لا تنسجم مع الواقع لهذا صار واقعي الهجرة والاعتذار لعالم المرأة التي لم استطع بكل المنظمات التي عملت على إنشائها في العراق من أثبات حقوقها الضائعة وهويتها المتهرئة .
* كيف يمكن للقلم الجاد أن يطرح كل هذه السخرية التي نقراها لك في مقالاتك او مشاركاتك في محافل التواصل الاجتماعي؟
وهل يمكن اعتبار سلام جبار كاتب ساخر بالدرجة الأولى؟ رغم انك كنت تحسب ضمن منظومة الالتزام الجاد بحقوق المرأة؟
– السخرية تمرد على واقع مسلوب الجمال, وسلبي الإرادة وقد كانت الكوميديا السوداء اقرب لإيصال الفكرة أكثر من غيرها، لذا فان الطرفة الهادفة والابتسامة المتضمنة لروح فكرة عميقة هي الأسلوب الذي قد يكون ميّزني، ووجودي ضمن منظومة الحقوق للمرأة ومستشار قانوني هو من جعلني أكثر معرفة بإمكانية امتلاك جسور التهكم بالسخرية لإيصال صوت المظلوم أكثر من الكتب الرسمية الصمّاء التي لا يستطيع الإعلام نقلها ولا العقل البسيط للمتلقي العفوي التقاطها .
* أيهما الأسهل ممارستك الكتابة أم الدفاع عن حقوق المرأة ؟
– الكتابة فكرة, والأفكار استنزاف, والاستنزاف استهلاك, والاستهلاك ضريبة القلم، لذا طالما كانت هي الأصعب وهي عملية مطاردة قد تنقطع فيها الأنفاس دون الوصول إلى نتيجة إقناع ان المرأة لها حقوق وجب الحصول عليها، أما الدفاع عن الحقوق الضائعة للمرأة العراقية فهو شجاعة تتوفر مادتها الأولية لي وحجم الظلم الموجود في العالم لا يجعلك تطارده بل يداهمك في كل تفاصيل حياتك و الاخرين.
* لجنة مكافحة تزييف العملة في العراق والوطن العربي ومكافحة العنف ضد المرأة هل هناك رابط بينهما؟
اجابني بضحكة مشاكسة…..
الرابط الحقيقي:- هو تزييف العملة يفسد حياة المرأة ..
* في حديث سابق حدثتني عن مشروعك لتقديم مقترح تجريم إيذاء المرأة باللاوعي.
هلاّ اخبرت القرّاء بالمقصود بالإيذاء باللاوعي؟
سأطرح لكم الموضوع بشكل أكاديمي واجتماعي وقانوني حيث اثبت علم الطب الحديث أثره البالغ على الصحة النفسية والبدنية للمرأة، فالإيذاء باللاوعي هو العنف اللفظي والتعنيف بصوره المحبطة حيث دفع المرأة إلى احتقار ذاتها وانتصار الوساوس الملقاة بقصد أو غيره على النمط الحياتي لها حيث الاستخفاف بمحيطها سواء ألعاقلي والبيئي، فقد أثبتت العلوم الطبية بان ذلك يجعل المرأة رافضة للحياة، كارهة للتطور الذاتي منزوية بشكل مرضي، فاقدة لنظمها المناعية ضد أمراض الجسم والعقل والمجتمع.
وهو ما يحتاجه اليوم كل الجهات المختصة لسن قانون يجرم هذا النوع من الإيذاء الذي قد لا يكون اكبر من الإيذاء الجسدي المعاقب عليه قانونا لكنه ليس باقل منه.
* سؤال أخير أجدني مضطرة له رغم معرفتي بعدم رغبتك في الحديث عنه.
لماذا سويسرا بالذات؟
– هذا البلد المترامي الثقافات والغني بعناصر الانسانية يمكن اعتباره معيار قانوني تُقاس فيه حالات التجاوز على الحقوق الإنسانية, وللمرأة فيه قواعد تلهمها الابداع والافصاح عن نفسها كنموذج حقوقي وان لم تزاول او تتخصص في القانون.
واعبر عن إعجابي باللقاء معكم واطالب بعبارة للجمهور
كون المرأة منطلق أنساني, واصل كوني, فاني وغيري من الرجال والنساء مطالبين بالارتقاء بهذا المنطلق الذي هو بداية للجميع وتعزيز الثقة بهذا الاصل الذي يشرف الجميع العودة له, وبما إن حقوق المرأة ثابتة بالعقل والنواميس فان عودتها شيمة وليس تفضّل.
* قبل ان اختم معكم الحوار ما رأيك بإعطائي سر تطلقه للعلن عبر هذا الحوار؟
– قد اخرج في المستقبل القريب بحصيلة رائعة لنقاط تقارن بين حقوق المرأة في الدستور العراقي والقوانين المختصة والمشيرة للموضوع مع وضع المرأة (الأنثى) وحقوقها في دستور الاتحاد الفدرالي السويسري..
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في حوارات