التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الصهاينة يهدمون الأقصى و”داعش” تزحف الى روما!! 

نبيل لطيف

كشف التسجيل الصوتي الاخير لزعيم “داعش” ابو بكر البغدادي ، عن حقائق ، اضيفت الى ما هو معروف ، عن “داعش” والمهمة التي انيطت بها والمتمثلة بتشويه صورة الاسلام العظيم ، وضرب كل عناصر القوة في الامة ، واهدار ثرواتها ، واثارة حروب طائفية لا تنتهي ، واشغال المسلمين بالمسلمين ، لتخرج “اسرائيل ” من بين كل هذه الفتن والاضطرابات ، سالمة غانمة تضحك ملء شدقيها على العرب والمسلمين.

التسجيل الصوتي للبغدادي كشف لكل ذي عقل وبصيرة عن ان هذا التنظيم جاء ليمحو القضية الفلسطينية من تاريخ و وجدان العرب والمسلمين والى الابد ، ويطمرها تحت ركام من الحقد الطائفي والحروب الطائفية ، وهي حروب لو قدر لها ان تندلع كما تريد “داعش” والصهيونية العالمية بين المسلمين ، فانها لن تنتهي الا بخراب ديار المسلمين ، الا انه وبفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل علماء الامة الاعلام ونخبها من المفكرين والسياسيين وبشبابها الواعي ، لن يقع  المسلمون في الفخ “الداعشي ” الصهيوني ان شاء الله تعالى.

يقول المدعو البغدادي في تسجيله الصوتي ان دولة “داعش” ستتمدد في  السعودية ومصر وليبيا والجزائر واليمن وستواصل زحفها حتى روما !!؟. كما هدد الدول والمجتمعات الاسلامية بحروب ضروس لادخال المسلمين صاغرين تحت لواء “داعش” ، دون ان يشير كبير “الدواعش” من قريب او بعيد ، مجرد اشارة ، الى القضية الفلسطينية والى العدو الصهيوني ، الذي اخذ ينفذ اليوم تهديداته بهدم المسجد الاقصى ، بعد ان قام ومنذ عقود بتهويد القدس وسلخها عن محيطها وتاريخها الاسلامي ، دون ان يثير ذلك اية ردود فعل لدى الشارع الاسلامي المبتلى بفيروس “داعش”.

ان تجاهل البغدادي للقضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني في رسالته والذي لم يفاجىء الاخرين ، قابلة اهتمام ، لم يفاجىء ايضا العارفين بخبايا وخفايا هذا التنظيم التكفيري الوهابي الصهيوني ، وهو تاكيده على النفخ في نار الحرب الطائفية ، لاشعال فتنة كبرى ، يذهب ضحيتها الملايين من المسلمين ، خدمة للمشروع الصهيوامريكي الرجعي ، حيث دعا انصاره ومن بايعه الى قتل المسلمين الشيعة في السعودية ، والا تاخذهم ، في تحقيق هذا الهدف “الداعشي المقدس” رافة او رحمة.

ان الرسالة الصوتية للبغدادي ، تكشف عن ضعف وتشتت تنظيمه ، اكثر مما تكشف عن قوة وتماسك هذا التنظيم ، الذي انكشفت اهدافه والجهات التي تقف وراءه اسرع مما كان متوقعا ، رغم الحرب الاستعراضية التي تشنها امريكا على التنظيم التكفيري . ففي الوقت الذي كان يتمدد في المناطق ذات الاغلبية السنية في سوريا والعراق تحت يافطة الدفاع عن اهل السنة ضد “الشيعة و ايران وحزب الله !! ، الا ان طبع “داعش” والمهمة التي انيط لها ، فضح هذه الكذبة الكبرى ، فاذا ب”داعش” ترتكب الفظائع بحق اهل السنة في العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر وتونس ونيجيريا ومالي والصومال ، اكثر مما ارتكبت من جرائم ضد المسلمين الشيعة والمسيحيين والاقليات الدينية والعرقية في الدول العربية والاسلامية ، وهو ما يفسر حالة التمرد التي تغلي في المناطق التي تسيطر عليها “داعش” وما حالة عشيرة البونمر السنية في العراق والمجازر التي ترتكبها “داعش” بحقها ، الا جانبا من حالة التمرد والثورة في المناطق السنية ضد “داعش”.

كل الوقائع والحقائق على الارض تؤكد ان نهاية “داعش” باتت قريبة بعد ان بدأت تفقد ما كانت تعتقده انها حواضنها ، فهذا التنظيم الارهابي لا يمت باي صلة الى المسلمين السنة ، ولا يهتم من قريب او بعيد بالسنة لا في العراق ولافي سوريا ولا في اي مكان في العالم ، وان هدفه الاول والاخير هو الحفاظ على مصالح “اسرائيل” في المنطقة والابقاء عليها كأكبر قوة عسكرية في المنطقة ، وهو ما يفسر العداء اللافت ل”داعش” لمحور المقاومة الممتد من ايران والعراق وسوريا وحتى لبنان وفلسطين ، بينما عداءه لغير هذا المحور فهو عداء استعراضي هدفه ذر الرماد في العيون.

وقبل ان انهي مقالي هذا ، ارى ان انقل حديثا للامام علي بن ابي طلب عليه السلام ، تنبأ فيه بظهور “داعش” والزمر الارهابية ، التي تعيث فسادا في ارض المسلمين ، وتقوم بارتكاب الفظائع وكل الموبقات باسم الاسلام ، وكيفية زوالها ، وهو حديث يجعل الانسان يقف مذهولا امام عظمة ومكانة الامام علي (ع) عند الله سبحانه وتعالى ، واستشرافه لمستقبل الامة منذ اكثر من الف واربعمائة عام ، يقول الامام علي (ع) : “إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم! ثم يظهر قوم ضعفاء لا يوبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيها بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء”!!.

هنا ادع القارىء الكريم ان يقارن بنفسه ، بين صفات ل”داعش” وباقي الزمر التكفيرية كما جاءت في حديث الامام علي (ع) ، وبين واقع هذه الزمر كما نراها بأم اعيننا ، فهناك الرايات السود وهناك اناس قلوبهم كزبر الحديد ، اي قطع الحديد ، بمعنى ان لهم قلوبا قاسية لاتعرف الرحمة ، اما اسماءهم فهي كنى ونسبتهم الى القرى ، فهذا ابو فلان وابو علان وهذا بغدادي وذاك شيشاني ، اما شعورهم فهي كشعور النساء طويلة ، وهم اصحاب “الدولة” ، وفي نهاية المطاف يختلفون فيقتلون بعضهم بعضا ، كما يحدث الان بين “داعش” و”النصرة” وباقي الزمر الارهابية ، فهل بعد كل هذه التفاصيل ، يمكن ان يدخل الشك في قلب المسلم عن صدق هذا الحديث وصدق قائله؟، واليست نهاية هذا التنظيم التكفيري ، قريبة رغم كل الهالة الاعلامية التي تنفخ به ليل نهار وفي مقدمة هذا الاعلام ، الاعلام الصهيوامريكي الرجعي العربي؟.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق